السبت 23 نوفمبر 2024

علي السحور بقلم فاطمه الألفي

انت في الصفحة 10 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

حياتي غيرك يا رحمة أنا وأنتي محتاجين لبعض وأن كان علي كلام عادل فهو بجد مش واعي للي هو فيه انا حتي خاېف علي البنات منه وقفلت علي الاوضة وبكره هعرضة علي دكتور نفسي يتابع معاه حالته تصوري عاوز يعمل تحليل للبنات عشان يعرف أنهم بناته ولا لأ
شهقت پصدمة ثم هتفت قائلة لا بناته والله لو كان في حاجة كانت سهر حكتلي 
زفر بضيق وقال تفتكر سهر ممكن تفضح نفسها قدامك وتعرفك سر خطېر زي ده اعتقد لأ وبعد اللي حصل عادل حقة يشك أنا نفسي مستغرب بعد الحب اللي كان بينهم وحياتهم كانت كويسه ومافيش بينهم اي زعل فجأة حياتهم تتقلب بالشكل ده صعب جدا كل اللي حلم بيه وأسسه في سنين يتهد في لحظة نظر لها برجاء ماتسبينش يا رحمة أنا بجد محتجالك حاسس أن لوحدي وضايع بعد كل اللي بيحصل حواليه لازم أكون قوي ومتماسك عشان خاطر عادل بس انا كمان أنسان واللي مريت بيه الفترة اللي فاتت حاجة فوق طاقتي حتي الخذلان اللي واجهته من ناس كنت فاكرهم قريبين مني كانو اول ناس يطعنوني بس وجدك معايا حسسني بأمل في بكرة بقيت أفكر فيكي أنتي وفي حياتك ورغم كل اللي حصلك لسه واقفة وبتحاربي عشان الحق وعشان ولادك يفضلوا معاكي في أمان تعرفي عمر ما فرق معايا حد زي ماانتي غيابك ممكن يفرق معايا بجد مش متخيل هكمل ازاي لو بعدتي عن حياتي ويا ستي أنا راضي تستغليني والله ومالكيش دعوة ههه
وجدت به أمانها كلماته حقا لمست قلبها ولكن تشعر بالتردد تخشي القادم ولكن هو الآن أصبح سندها وأمانها ولا تشعر بالخۏف عندما يكون جانبها ماذا ستفعل بحياتها عندما تغادر ذلك المنزل هو أيضا أصبح كل شيء لديها ولكن تخفي شعورها داخلها لا تريد أن ينفضح أمرها وتخشي أيضا نظرات الناس 
عندما زاد صمتها هتف معتز قائلا باقتراح
طيب بلاش تقعدي معانا في الفيلا هتخدي انتي الاوضه اللي كنت بنام فيها في الجنينه وده افضل حل دلوقتي عشان تكوني تحت عنيه لحد لم شهور العدة تخلص ونتجوز
لا هرجع الشقة القديمة
هتف معترضا لأ طبعا محمد وعمرو هيكون سهل يوصلولك كده وأنا مش هكون مطمئن عليكي وأنتي بعيد عني كده
أبتسمت برقة وقالت بعد إصراره علي وجودها خلاص هقعد أنا وولادي في الأوضة 
تنهد بارتياح أخيرا بقا مش معقول دماغك ناشفة بشكل 
قالت بجدية مش هتندم في يوم علي اختيارك ليه
قال بحنان لو هندم فهندم علي الأيام اللي عدت من عمري قبل ما اقابلك ولا اتعامل معاكي أنا نفسي اتجوزك حالا بس للاسف ماينفعش وهحاول اتحمل الشهرين الجاين عشان نتجمع في بيت واحد
وهنعتبر نفسنا في فترة خطوبة علي فكرة وهنجهز بيتنا سوا وهتختاري شبكتك بنفسك
وأنا مش عاوزة حاجة غير الستر والأمان
نظر لها بحب وقال
يعني معايا حاسة بالأمان بجد 
هزت رأسها وتوردت وجنتيها بحمرة الخجل منما جعل معتز يتنهد وصړخ بمرح
يااه يا رحمة أخيرا شايفة فيه حاجة حلوة ههه 
بادلته إلابتسامة وفضلت الصمت علم معتز كل ما يدور بداخلها وأراد أن يطمئنها فقط وعدها بأن يكون الزوج الصالح لها والأب الحنون علي أطفالها ولا يريد سواهما فهو لم يعد لحياته طعم بدونها..
قرر معتز التحلي بالصبر وتركها بالغرفة الملحقة بالفيلا ودلف لداخل الفيلا صعد إلي غرفة شقيقة بعدما ترك الصغيرتين مع الهام.
لية يا عادل لية تعمل في نفسك كده حرام عليك لية عاوز تسبني أنت كمان
ظل يهز في جسده الساكن ولكن لا يستجب له حملها علي كتفة كالطفل الصغير وسار بخطوات مسرعة يهبط الدرج وهو في طريقة للمغادرة رأته إلهام وهرعت إليه في تسأل
لم يستطيع التحدث معها فقد كان بحالة يرثى لها وضعه داخل السيارة وجلس هو بالمقعد أمام المحرك وهم بالانطلاق ولكن استوقفه صوت رحمة وهي تدق أعلي زجاج الباب الآخر ليفتح لها الباب 
دلفت بجواره وهي تهتف بحزن وتسأل
إية إللي حصل
نظر لها وعينياه مغرقة بالدموع وأجابها بصوت تائه
ماعرفش حصل إية بس دي محاولة أنتخار
قالت بصوت حاني ليخفف عنه أوجاعه
أطلع علي المستشفى بسرعة وأن شاء الله هيكون بخير 
أنطلق مسرعا في طريقه لأقرب مشفى..
مرت عليه ساعات كالدهر وهو متسمر مكانه أمام غرفة العمليات ينظر لباب الغرفة يترقب خروج الطبيب.
لا يعي بالوقت فقد كان بعالم أخر شاردا في اللحظات التي عاشها بعد الحاډث المروع الذي أصاب والديه وفارقا الحياة ولم يجد سوا أحضان شقيقه الأكبر الذي يتمسك به بقوة يخشي فقده هو الآخر عان الكثير بالماضي وتحمل شقيقه مسئوليته منذ أن كان في مرحلة المراهقة وكان له الأب الذي مارس دوره ببراعة يتذكر اللحظات الصعبة والايام القاسېة التي واجهتهم بعد فقدانهم لوالديهم ومثابرة عادل في تحمل مسئوليته ومسئوليه شقيقة الأصغر كان يعمل بكد وجهد من أجل توفير لقمة العيش وتعليمه ورفض أن يذهب معه الي العمل أمره بأن يلتزم دراسته وساعده اغلي أن وصل بمساندته إلي الحصول علي شهادة عليا وبعد أن أستقر هو بعمل بدء عادل في التخطيط لمستقبلة وتزوج من سهر ولم يتركه وحده بلا ارغمه علي العيش بمنزلة الصغير فهو لازال مسئول منه ولكن رفض هو الاستمرار بمنزل شقيقه وعاد الي منزل والده ظل به الي أن تحسنت أحواله الماليه وبدء العمل بشركة ضخمة وزاد راتبه تزوج هو أيضا منذ عامين فقط الآن شقيقه بداخل الغرفة يصارع المۏت سيفقد والده مرة أخرى ولم يقدر على العيش دونه.
علت شهقاته عندما شعر بأنه سيخسر والده وشقيقه وصديقه وكل شي لديه
اقتربت منه رحمة تواسي حزنه
أدعيلوا وأن شاء الله هيكون بخير
هتف بصوت مكلوم
بقالنا ٣ساعات واقفين وماحدش عاوز يطمناعادل لو جراله حاجة أنا ضهري هيتكسر ومش هقوم تاني هو أبويا واخويا وصاحبي وكل عيلتي ماليش إلا هو 
ربتت علي كتفه برفق
خلي عندك ثقة في ربنا ويقين ربنا مش هيخذلك 
فتح الطبيب باب غرفة العمليات وغادر منها هرع إليه معتز بقلق يتسأل عن حالة شقيقه هتف الطبيب بأسف
للاسف الحاله مش مستقرة وأحنا عملنا إللي علينا والباقي علي ربنا أدعلوا الساعة الجاين يعدو علي خير لانه ڼزف ډم كتير وأحنا حولنا قدر المستطاع نخيط أوردة أيدة وكانت عملية دقيقة وممكن تترك أثر ربت علي كتفه بهدوء قبل أن يغادر وقال
هو هيفضل في العناية تحت الملاحظة ادعيلو
ثم سار في خطواته مبتعدا ونظر معتز بعدم فهم لرحمة وهتف بأنفعال
يعني إية أنا لازم أشوفه وأطمن عليه
معلش ممكن تهدى الدكتور طمنا الحمد لله عمل له العملية بس لازم يفضل في العناية وأن شاء الله هيسترد وعيه وتطمن عليه ده لمصلحته ثم هتفت قائلة
ممكن تليفونك أكلم إلهام اطمن علي الولاد والبنات 
دس يده داخل سترته وأعطاها الهاتف
التقطته منه وأضاءت شاشته التي تفاجئت بوجود صورتها أمامها علي شاشة هاتفه أبتلعت ريقها بتوتر ومدت يدها به وقالت ممكن تفتحة وتتصل بيها وأنا هكلمها 
فتحه ببصمة وجهه ثم أخرج رقم الهام واعطاها الهاتف ثانيا
إبتعدت عنه قليلا لتسترسل حديثها مع إلهام وهي تطمئن علي الصغار وبعد أن أطمن قلبها عادت إليه
وجدته يضع رأسه علي النافذة الزجاجية الصغيرة ويطل منها علي شقيقه القابع بالعناية ولا يفصل بينهما سوا جدار ولكن لم يستطيع أن يفض ذلك الجدار ويقترب منه يعانقه ويخبره بأن لا حياة له بدونه..
الأخ سند وحصن أمان ذراع دافئه تحتويك من صقيع الحياة يد قوية تحميك وتمسك بك لتصلها لآخر الطريق وتلتقط العثرات لتخلو حياتك من المتاعب الأخ لا يعوض ولا يأخذ مكانه أحد..
الأخ نعمة من الله عز وجل فهو قطعة من القلب والروح هو الكتف الذي نتكئ عليه إذا
ما اشتدت الدنيا وهو الذي يحمي ظهورنا ويحمل عنا عبء الحياة وقسۏتها الأخ هو السند والذخر والصديق الأول فلولاه لكان طعم الحياة مرا..
الفصل الثاني عشر
بقلمي فاطمه الالفي
مرت الساعات الفاصلة بحياة شقيقة عليه كالدهر وهو ينتظر سماع صوته تشتاق عيناه لتعانق عيناه والاطمئنان بأنه مازال موجودا علي قيد الحياة.
لم تكف رحمة عند الدعاء لشقيقه بالشفاء وان يسترد صحته من أجل صغاره فهم بحاجة لوجود والدهم.
كانت عيناه معلقة بغرفة العناية وفجأة غادرت الممرضة وهي تبتسم له وتبشره بإيفاقت شقيقه
شكرها بأمتنان واعطاها بعض النقود بعدما ذفت له ذلك الخبر الذي ينتظره علي أحر من الجمر ثم دلف مسرعا لغرفة العناية بعدما ساعدته الممرضة
بارتداء ثوب التعقيم الخاص بالعناية.
سار بخطوات

واسعة وعيناه تلمع بفرحة اقترب من فراش شقيقه ودنا إليه يقبل رأسه بشوق ويهتف بصوت حاني
حمدلله علي سلامتك يا حبيبي عادل أنا كنت عامل زي الطفل الصغير من غيرك أحنا ملناش إلا بعض يا حبيبي وهنعدي أي أذمة بس أرجوك بلاش تستسلم أحنا كلنا حياتنا متعلقة بيكبناتك وأنا 
همس بصوت واهنبناتي..
شعر بحزنه ربت علي كتفه وقال بهدوء 
أنا مقدر حالتك وهعملك إللي أنت عاوزة هطمن قلبك وهخليك تتأكد أنهم بناتكهنعمل التحليل هنا وفي سرية تامة بس أنا واثق أنهم بناتك وهم محتجنالك أكتر مني إذا كنت شحط أهو وكنت ھموت من خۏفي عليك ولا متخيل حياتي من غيرك البنات دول بقا يعملوا أيه من غيرك
هتف عادل بيأس 
مش قادر يا معتز حاسس أني جوة كابوس ونفسي اصحى منه مش قادر اتخيل أن حياتي أنتهت علي كده
قاطعة قائلا حياتك ماانتهتش حياتك لسه بتبتدي يا عادل اللي حصل تجربة وعدت جوازة وانتهت أي كان نهايتها أيه بس خلاص أنتهت ومش هنعلق حياتنا علي إللي فات عندنا فرصة جديدة نبدا مرة تانية الحياة مش بتقف علي حد 
ثم استرسل قائلا وعيناه تلمع بالتفائل والأمل
تعرف إللي حصلك ظهر ليه ناس كتير علي حقيقيتهم للاسف كنت مخدوع فيهم سيما أول حد يبعد عني وطلبت الطلاق ونفذت لها رغبتها عشان مش دي الإنسانه إللي ممكن أتمسك بيها وأحارب الدنيا عشانها بس أخوك لسه واقف أهو قدامك ومكمل في حياتي عشان
لسه نتقابل ناس تحبنا وناس تكرهنا واكيد اللي بيكره اكتر من اللي بيحب وهنقع ونقف ونكمل في طريقنا محتاج أحب وأتحب وأعيش من جديد حياة تكون مبنية علي المودة والرحمة والصدق والإخلاص والصراحة مش حياة كلها زيف ونعيش بمېت وش
ربت علي كفه برفق وقال بوعدك أن اللي جاي هيكون أحلي وهنرمي الماضي وأي هموم عدت علينا ورا ضهرنا
هبدء بأول خطوة ومحتاج بس سيادتك تسمع كلامي وتعتبرني في الوقت ده بالذات أبوك وتنفذ كل كلامي بالحرف
أبتسم له عادل وهز رأسه بخفه 
أت الطبيب ليفحص عادل وغادر معتز العناية وداخله عدة قرارات سيبد بأهمهم وهو أثبات الصغيرتين بأنهم أطفاله وبعد ذلك سيتولي أمر إقناع عادل بالمعالجة النفسية
10  11 

انت في الصفحة 10 من 24 صفحات