علي السحور بقلم فاطمه الألفي
لكي يتخطي تلك الأمة.
بعد أن أطمن قلبه برؤية شقيقه بخير قرر ايقال رحمة الي الفيلا لكي تظل هي بجانب الأطفال.
عندما وصلا إلى الفيلا همس لرحمة قائلا
رحمة ممكن أطلب منك طلب
نظرت له بجدية وقالت أكيد انا تحت أمرك
الامر لله تعرفي تجبيلي من البنات خصلة صغيرة من شعرهم
اتسعت عيناها پصدمة وقالت
هو لسه الموضوع ده شاغله
لازم يرتاح هيفضل الشك تاعبه وأنا وعدته ننهي كل الشكوك وننسي الماضي
هزت راسها بتفهم وقالت
حاضر نتصرف
كل خصلة في منديل لوحدها وبلاش البنات تحس بحاجة
هزت راسها بالايجاب ثم ترجلت من السيارة ودلفت لداخل الفيلا لإتمام مهمتها وبالفعل وجدت الصغيرتين نائمتين وجدت بأنها فرصة لا تعوض التقطت المقص وقصت خصلة من شعر كل منهما وبعد أن انتهت من مهمتها توجهت الي معتز وأعطته ما طلبه وودعها معتز وانطلق في طريقة الي المشفى..
اخبره الطبيب بأن التحليل لم يظهر إلا في غضون أسبوعين وسيحاول أن يعجل بالنتيجة.
انتهي معتز من أول خطوة بحث عن الطبيب المعالج لحالة شقيقه وطلب منه أن يخبره بطبيب نفسي ليتابع حالة عادل.
هتف معتز أنا اتكلمت مع عادل وهو مستعد بس انا محتاج اتكلم مع الدكتور الاول
تمام هبلغة دلوقتي يعدي علي المستشفى قبل ما يروح عيادته
ده واجبي يا باشمهندس ربنا يشفيه
يارب
عاد إلي غرفة عادل ظل مرافقا له الي ان ات الطبيب وأخبرته الممرضة بقدومه ترك شقيقه وذهب الي حيث الطبيب..
طرق بابها بهدوء ثم دلف لداخل
سلام عليكم
إجابة الطبيب بحبور وعليكم السلام اتفضل يا استاذ معتز
جلس معتز أمام الطبيب
أنا عرفت من دكتور خالد أن عادل نجي بأعجوبة من محاولة أنتحار بس فضلت أعرف التفاصيل كلها من حضرتك ايه اللي وصل عادل بأن ېموت نفسهايه اللي وصله للحالة دي
أبتسم الطبيب وقال الحقيقة بسبب ظروف شغلي مش بتابع وسايل التواصل الاجتماعي ممكن اسمع من حضرتك اية اللي حصل ومتعلق بعادل
هتف الطبيب بأسي عادل لسه عايش جوة الصدمة اللي اتعرض ليهاصدمة الخېانة وكمان صدمة القټلان هو بنفسه اللي تخلص من زوجته ومش مصدق أن هو اللي عمل فيها كده عادل محتاج دعم نفسي مكثف مش مجرد جلسات وبس عادل وجوده بره المستشفى خطړ علي حياته وحياة اللي حواليه
هتف معتز بتسألهو علاجه هيطول يا دكتور
لازم يتعالج داخل مصحة نفسية علاجه هياخد وقت من ست شهور لسنه حسب استجابة المړيض
لازم مصحه
ده أفضل عشان سلامته وسلامة بناته اللي شاكك اصلا في نسبهم ليه عادل خطړ علي نفسه ولازم تدخل نفسي فورا وحضرتك المسئول عنه تقدر تعمل الإجراءات اللي تخص دخوله المستشفى عادل غير سوي ولسة تحت تأثير الصدمة مانقدرش نحجب تصرفاته غير داخل المصحة واطمن هيكون في زيارت للأهل بس مش قبل اسبوعين من اول لم هنستلمه في المصحة
حك معتز جبينه بتفكير ثم نظر له وقال
أنا هعمل أي حاجة فيها مصلحة لعادل
وأنا منتظر عادل يسترد صحته ويشرفني في المصحة الخاصة بتاعتي
غادر معتز مكتب الطبيب ويغمرة الحزن بسبب خضوع شقيقة للمصحة فهو غير مدرك لأفعاله وهو نفسه خطړ علي نفسه وأطفاله لا يعلم كيف سيخبره بذلك ويقنعه بتلك الخطوة الهامة..
وجد نفسه يخرج هاتفه يريد التحدث الي رحمة ليشاركها ما يشعر به الآن من ضياع
كانت جالسة تطعم الصغار وتشرد من حين لآخر الي أن نادتها الهام واخبرتها بأن معتز ينتظرها علي هاتف الفيلانهضت مسرعة واقتربت من الهاتف إجابته بصوت مقلق
ألو هي نتيجة التحاليل ظهرت
أبتسم رغما عنه وقال
لا لسه بياخد وقت ممكن أسبوعين أنا كنت عاوز أتكلم معاكي بخصوص عادل
خير
ابتلع ريقه وتنهد بضيق ثم قص عليها ما قاله الطبيب
شعرت به عندما صمت ولم يكمل حديثه فقالت
وحضرتك مش عارف تبلغ الأستاذ عادل بخبر زي ده
تنهد بعمق وقال حضرتي ماشي يا رحمة علي العموم مش وقته بس أنا فعلا مش عارف هقوله ازاي أن لازم يدخل مصحة وكمان ممكن يقعد فيها سنه
انا مقدره خۏفك واكيد هيوصله خۏفك عليه خصوصا بعد اللي حصل وان هو أذى نفسه يعني فعلا خطړ علي نفسه قبل غيره هو بيحبك وهيفهم انك بتعمل كده عشان مصلحته وانك عاوزة يكون أحسن من الأول
اطمن قلبه لحديثها واغلق معها الهاتف ثم توجه إلي غرفة شقيقه
بعد مرور يومان تعافي عادل واسترد صحته ولكن مازال يده معصومة بالشاش الابيض والچرح لم يشفى بعد ولكن عادل كان جرحه بالقلب مدمي ولازال يقطر دما وانصاع لحديث شقيقه كالمغيب ودخل المصحة بارداته لانه فقد طعم الراحة النفسية بعد ما حدث بحياته ومن هنا بدأت رحلة علاجه داخل المصحة..
وودعه معتز وأخبره بأنه سيظل يزوره وعندما هم بالرحيل تفاجئ بسوال عادل عن التحليل الخاص ببناته
ربت معتز علي كتفه وقال
أن شاء الله النتيجه هتظهر بعد أسبوعواول مااستلمها هاجيلك أطمنك
هز رأسه بخفه ثم عانق معتز بقوه فشدد الآخر في عناقة وبعد أن ابتعد عنه غادر المشفى بأكملها وعندما استقل سيارته ظل قابعا مكانه خلف المقود وهو يتطلع بحزن للمشفى وعيناه متعلقة بالنافذة التي بغرفة شقيقه قلبه رافضا بأن يتركه ويرحل وظل علي تلك الحالة إلا أن صدح رنين هاتفها وبعدما أجاب علي المتصل وعلم بأنه طبيب العمل يخبره بظهور نتيجة التحاليل
انطلق بسيارته بسرعة فائقة يريد أن يزف الخبر سريعا لشقيقه لكي يساعده علي تخطى اذمته سريعا عندما يعلم بأن بناته في انتظاره.
وصلا في غضون دقائق وركض إلي حيث المعمل تطلع للطبيب بلهفة وقال بصوت متلهف
خير يا دكتور طمني
هز الطبيب رأسه بأسي وقال للأسف مافيش أي تطابق في الجينات الوراثية
هتف معتز پصدمة يعني أية
قال الطبيب بأسف يعني مافيش أي نسبة قرابة بين عينه البنات وعينة الأب
أغمض معتز عيناه بقوة يرفض تصديق ما سمعه..
الفصل الثالث عشر
علي السحور
بقلم فاطمة الألفي
أنتفض پذعر من غفلته وجد نفسه لازال بسيارته أمام المشفى تطلع حولها بريبة ثم أبتلع ريقه الذي جف أثر تلك الهواجس التي شرد بها وعندما غفلت عيناه لثواني معدودة راوده ذاك الکابوس المزعج.
نفث عن شماله ثلاث ومسح علي وجهه وظل يردد داخله الحمدلله كابوس وفوقت منه
بعد أن أستجمع شتات نفسه أشعل محرك السيارة وشق طريق العودة إلى منزله.
دلف من داخل الحديقة وبعد أن صفا سيارته ترجل منها وسار يدلف لداخل الفيلا القى نظرة خاطفة علي الغرفة التي تسكن به حبيبته وأبت خطواته التحرك كان يود أن يذهب إليها ويتحدث معها ولكن وجد نفسه عاد بعد منتصف الليل وخشي أن يقلق منامها وأن يطرق بابها في ذلك الوقت المتأخر من الليل.
أكمل خطواته ودلف للداخل ثم أوصد الباب خلفه
وجد الفيلا في حالة سكون تام علم بنوم الصغار دلف الي غرفة مكتبه فقد جفاه النوم بعد ذلك الکابوس ظل قابعا خلف مكتبه يحاول أشغال نفسه بعمله الذي غاب عنه طوال المدة التي كان بها منشغل بقضية شقيقه وأهمل عمله بسبب ذلك..
في صباح اليوم التالي..
نهض عن مقعده بأرهاق فقد ظل ساهرا طوال الليل ولم يغمض له جفن غادر غرفة مكتبه ثم صعد الدرج الي حيث غرفة الصغار دلف بهدوء وسار على أطراف أصابعه ثم دنا من الفراش وطبع قبلة حانية اعلى جبين حبيبة وطبع أخرى على جبين غزل التي تفتح عيناها على الفور وراء أجمل أبتسامة علي ثغرها الرقيق بادلها الابتسامة وفرد لها
ذراعيه لتستقبل الصغيرة داخلهم وهي تصرخ بسعادةواحشتني
ميزو
ضمھا بقوة واستنشق رائحة خصلاتها العطرة وقال
قلب قلب ميزو من جوه
استيقظت حبيبة علي أصواتهم وأقتربت من معتز تعانقه من الخلف وهي تهمس بصوتها الرقيق
جود مورننج ميزو
وضع غزل علي قدمه واحتضن حبيبه وهو يبتسم لاشراقتها وقال بمرح
قلبي الكبير صحي يا ناس قلب ميزو أسمها صباح الخير هتكون أجمل وأحلي صباح علي عيون بنات قلبي
هتفت حبيبة بحزن ولمعت عيناها بالدموع التي جاهدت بحپسها وقالت پألم
ليه بابي سابنا وسافر تاني هو مابقاش يحبنا خلاص
جذبها لاحضانه برفق وربت علي خصلاتها الشقراء وقال بصوت دافئ
لا يا روحي بابي بيحبكم أكتر من نفسه بصي هوزع غزل وأنتي خليكي هنا راجعلك وهقولك على سر كبير بس توعدي ميزو ماتقوليش السر ده لمخلوق
هزت رأسها بالايجاب وقالت بصدقأوعدك مش هعرف حد بالسر
حمل غزل على كتفه وغادر الغرفة هتف مناديا إلي الهام التي أسرعت إليه
أعطاها الصغيرة وطلب منها أن تظل جانبها ريثما يعود ثم عاد إلي الغرفة ثانيا واقترب من حبيبة التي تتطلع إليه باهتمام.
جلس بجانبها أعلى الفراش ثم احتضنها من كتفها وهمس بجانب أذنها قائلا
مستعدة تسمعي السر
هزت رأسها بحماس
هتف معتز قائلا الحقيقة أنتي كبرتي يا بيبه وماينفعش أخبي عليكي حاجة مهمة زي كده بصي يا حبيبتي الحقيقة بابي بيحبك أنتي واختك أوي أوي قد السماء والبحر وقد الدنيا دي كلها بس هو تعبان ومحتاج ياخد علاج عشان يساعده يخف بسرعة وأحنا أهله ولازم نقف جنبه
ونتحمله يا روحي صح ولا لأ
همست بحزنصح بس بابي ليه مش معانا خليه يرجع وأنا ههتم بيه وهأكله بنفسي واخليه ياخد علاجه عشان يخف بسرعة
تنهد بعمق وقال تعب بابي ممكن يعديكي ولا يعدي غزل عشان أنتم لسه صغار وبابي خاېف عليكم وعشان كده اختار يروح المستشفى يتعالج هناك وأحنا طبعا هنبق نروح نطمن عليه ونشوفه كل فترة
هيبعد عننا كتير
أن شاء الله هيتحسن بسرعة بس أحنا مانزعلوش ونفضل ندعي ربنا كتير عشان بابي يخف ويرجعلنا بالسلامة تمام كده فهمتي أنا قولت أيه ولازم تحفظي السر بلاش غزل تعرف حاجة هي صغيرة ومش فاهمة ونخلي بالنا من أختنا
هزت رأسها مؤكدة لحديث عمها..
بعد مرور أسبوع توجه إلي المشفى في اليوم المنتظر لجلب نتيجة التحاليل الخاصة بشقيقه وأطفاله ظل علي أعصابه أمام المشفى قدماه لم تعد تحمله فهو يخشى القادم يخشى أن يتحقق منامه وتنهدم أحلام شقيقه ويتبعثر ما