الخميس 12 ديسمبر 2024

بقلم روز امين

انت في الصفحة 244 من 283 صفحات

موقع أيام نيوز


قبلة حنون فوق رأسها 
هبقي أكل أي حاجة في الطريق لو جعت يا ماما
عاوز حاجة يا بابا نطقها بتوقير فأجابه الآخر
سلامتك يا كارمخلي بالك من نفسك يا ابني
أومأ لأبيه وشكره ثم انسحب مستقلا سيارة الجهاز المصفحة واتجه بطريقه إلي منزل سيادة اللواء عز المغربي وتابعته سيارة الحراسة المرافقة والتي كانت بإنتظاره
وقفت أمام مرأتها تنظر لهيأتها بعدما أصبحت جميلة حد الفتنة بفضل إرتدائها لثيابا أنيقة إنتقتها خصيصا لتبدو أكثر جاذبيةنظرت علي حالها باستحسان ثم تحركت إلي الكومود والتقطت حقيبة يدها واخرجت منها جهاز مشغل الموسيقي عن طريق البلوتوثنظرت عليه وأبتسمت بخبث بعدما أنتوت بينها وبين حالها أن ترد عمليا علي ذاك الكارم بشأن إزعاجه لها المتعمدتحركت خارج غرفتها ونزلت من فوق الدرج بحماسنظرت للأمام وجدت جدها وجدتها ووالدها وعمها طارق يتناولون فطورهم علي طاولة الطعام قبل إنطلاقهم لمباشرة أعمالهمتحركت

إليهم وتحدثت بنبرة حماسية إستغربها الجميع 
صباح الخير
رد الجميع تحيتها وأردف جدها مداعبا حفيدته 
ده إيه الحماس اللي باين في صوتك وباين علي وشك ده كله
ضيقت عيناها باستغراب وأردفت متذمرة 
هو أنتوا مبقاش يعجبكم حاجة فيا خالص يا جدو!
واستطردت شارحة 
يعني أقعد مع نفسي وأبعد عن الكل مش عاجبأتحمس وأحاول أرجع لطبيعتي بردوا مش عاجب!
إبتسم علي حفيدته متقلبة المزاج وتحدث إليها بهدوء 
هو مين اللي قال إن التطور ده مش عاجبني 
بالعكسيا حبيبتيده أنا مبسوط جدا ومستني الأكتر
إقعدي إفطري يا سيلا جملة هادئة نطق بها ياسينعقبت عليها تلك المتمردة بأخري متهكمة 
خاېفة أقعد أفطر وأتأخر علي حكمدار العاصمة اللي حضرتك عينته ليلاتاخد مخالفة تأخير وأسمع لي كلمتين أنا في غني عنهم 
هتفت منال بنبرة حانقة لأجل حفيدتها 
مين ده اللي يجرؤ يتكلم معاكي ولا يحاسبك
واسترسلت وهي تنظر إلي ياسين قاصدة إياه بحديثها 
ما تشوف بنتك بتقول إيه يا ياسين
تنهد ياسين ثم نظر إلي والدته وتحدث متهكما 
أشوف إيه يا ماما 
هو أحنا عرفنا الدكتورة تقصد إيه بكلامها علشان تقولي لي شوف بنتك!
وجه عز المغربي بصره إليها وباحتواء سألها مستفسرا 
ماله ظابط الحراسة يا سيلاإيه مشكلتك معاه
خنيق يا جدو نطقتها بحنق واسترسلت بملامح وجه ظهر عليها الضيق 
ده غير إنه مغرور جدا وطول الطريق بيتحكم حتي في النفس اللي بتنفسه
عقب ياسين ردا علي تذمرها
كل اللي بتتكلمي فيه ده أمر طبيعي لزوم حمايتك
هتفت بحنق وتبرم
حماية إيه يا بابي اللي تخليه يرفض يديني إسم بلوتوث الكاست علشان أشغل ميوزك يسليني علي ما أوصل
ضحكة ساخرة أطلقها طارق وتحدث بتهكم 
يا قسۏة قلبه وجبروتهإزاي جاله قلب يعمل چريمة بالبشاعة دي
ضحك ذاك الثنائي علي فكاهة طارق حتي تلك المنال لم تستطع كبت ضحكاتها التي خرجت رغما عنها علي بلاهة حفيدتهاإحتقن وجه أيسل بالڠضب فور مشاهدتها لسخريتهم من شكواها فتحدثت بنبرة محتدة 
بدل ما تسخروا مني بالطريقة دي حاولوا تفهموا المعني الحقيقي ورا كلامي
بصعوبة كظم ياسين ضحكاته وسألها كي لا تشعر بالضجر وعدم إهتمامهم بشكواها
طب ما تقولي لنا إيه اللي تقصديه يا سيلا
أردفت بإفصاح عن شكواها 
علي فكرة يا بابيأنا ما أعترضتش علي رفضه لطلبي قد ما ضايقني الإسلوب اللي كلمني بيه
واسترسلت بتذكير 
طب ما إيهاب كان بينفذ الأوامربس
في نفس الوقت كان بيحترمني وعمره ما تعدي حدوده في الكلام معايا
واستطردت بإعتراض حانق يوحي لمدي ڠضبها 
لكن البيه بيعاملني علي إني تليمذة بمريلة وضفيرتين ونازل فيا تحكماتده أنا حاسة إنه شوية كمان وهيبتدي يحدد لي المواعيد اللي مسموح لي اتنفس فيها
هتفةبنبرة صارنة 
سيلااااكارم مش حارس شخصي علشان تقارنيه بإيهابده واحد من أكفئ رجالة الجهاز وحازم جدا وبينفذ شغله المطلوب منه علي أكمل وجهوده كان السبب الرئيسي ورا إختياري ليه هو عن غيرهوأنا واثق فيه ومتأكد إنه عمره ما هيسمح لنفسه في إنه يتعدي حدوده في معاملته معاكي
واستطرد غاضبا 
وإيهاب اللي سيادتك بتستشهدي بيه كلنا شفنا نتيجة تساهله هو ورجالته في عدم الحزم سواء في معاملته معاكي أو مع ليالي الله يرحمها
واسترسل مطالبا بحزم تحت حزنها ودموعها التي تكونت داخل مقلتاها
فياريت تبطلي دلع وتكوني علي قد المسؤلية اللي إنت محطوطة فيها 
بالراحة علي البنت يا ياسين نطقها عز بعدما رأي حالة الفتاةفتحدث ياسين بنبرة حاسمة مجنبا حالتها 
الدكتورة كبيرة بما فيه الكفاية وعارفة الوضع الأمني اللي إتفرض عليها يا باشاولازم تعرف المطلوب منها وتتصرف علي أساسة
وقف طارق وقام باحتضان الفتاة وتحدث إليها بحنان كي يمتص أية حزن أصاب داخلها جراء طريقة والدها الصارمة 
بابا خاېف عليك يا سيلاهو معندوش أغلي منك إنت وإخواتك ولازم يأمنكم كويس
إبتسامة جانبية خرجت منها بطريقة ساخرة نتيجة سوء حالتها النفسيةفتحدثت منال لتهدئ من حزن الفتاة 
إقعدي كلي أي حاجة يا سيلا
هزت رأسها برفضوحينها أتت العاملة وتحدثت بنبرة جادة 
الحراسة بتاعت الدكتورة وصلت يا أفندم
بدون نطقها بكلمة واحدة جذبت بحدة حقيبة يدها الموضوعة فوق المقعد وانطلقت إلي الخارج تحت حزن ياسين الذي زفر بضيق وتحدث بأسي بعدما سند رأسه بكفاي يداه 
أنا مش عارف أرضيها إزاي ولا أعمل إيه علشان ترجع لطبيعتهاأنا حقيقي تعبت
كنت قاسې قوي معاها يا ياسين جملة نطقت بها منال ثم استرسلت بإبانة 
البنت كانت بتشتكي لك من الظابط وجاية تتحامي بيك
أردف عز مصدقا علي حديث نجله 
البنت زودتها يا منال وياسين قال لها اللي كان لازم تسمعه
تنهدت بأسي وتابع الجميع جلوسهم بصمت تام
بمجرد خروج تلك المتمردة من المنزل قامت بأخذ نفسا عميقا لتزيل عنها حزنها الذي أصابها من حديث والدها ثم رفعت قامتها لأعلي إستعدادا لمواجهة ذاك المتسلط المغرور حسب رؤيتها لشخصيتهنظرت عليه ودققت النظر بتمعنفقد كان وسيما للغايةلأول مرة تلاحظ طوله الفارع ذاك ووسامته المبالغ بها
إقتربت عليه ولاحظت وقوفه ثابتا وعدم توجهه للباب ليقوم بفتحه لها كالثلاث مرات المنصرمة بل إكتفي بالإشارة لها بكف يده والقاصدة باب السيارة الخلفيإستشاط داخلها وتحركت إلي الباب وقامت بفتحه واستقلت السيارة تحت رواق مزاجه والذي يشعر به بمجرد إنتزاعه لرواقها
إستقل السيارة وقام بقيادتها تحت نظرات تلك الجالسة بالخلف وهي تترقب الطريق بتمعن شديدإنتظرت حتي أصبحت السيارة علي بداية الطريق الصحراويفتحت حقيبة يدها ونظرت عليه وإبتسامة صفراء خرجت من جانب فمها
بتحدي أخرجت جهاز مشغل الموسيقي وقامت بتشغيله بصوت مرتفع مما أحدث ضجيجا مفاجئ إتسعت عيناي ذاك الكارم علي أثرهنظر عليها بذهول من خلال المرأة وتحدث بنبرة عالية كي تستطيع الإستماع لكلماته
ممكن أفهم إيه اللي إنت بتعمليه ده!
زي ما أنت شايفبسمع موسيقي علشان أسلي نفسي في الطريق نطقتها وهي تصيح بكل صوتها ليصل إلي مسامعه
صاح بقوة مطالبا إياها بإحترام
وطي الصوت

                                        
لو سمحتيأنا كدة مش هعرف أركز في الطريق
رفعت منكبيها بلامبالاة وأردفت بنبرة مستفزة 
مش مشكلتيثم أنا مبعرفش أسمع الموسيقي غير بالصوت ده
واستطردت بتشفي ونبرة ساخرة
مش لو سمعت كلامي من الأول وأدتني إسم البلوتوث كنت كفيت نفسك شړ الصداع اللي إن شاء الله هيجي لك
واستطردت بإبتسامة ساخرة
وأهو علي الأقل كنت هتبقي إنت اللي بتتحكم في مستوي صوت الكاسيت
أردف متسائلا بجدية 
يعني مش هتقفلي الشئ ده
بمنتهي الإستفزاز هزت رأسها رافضة بمشاكسةهز لها رأسه ومرر لسانه فوق شفتاه وأبتسم ثم قرر وأنتوي علي مجاراتها وليرد لها مشاغباتهاوبدون سابق إنذار قام بالإسراع من حركة السيارة وبات يحركها من أقصي اليمين لأقصي الشمال
صړخت وانتفض داخلها عندما شعرت بميل السيارة وازدياد سرعة حركتها بشكل هائل ومفاجئأمسكت بالمقعد الأمامي وتشبثت به بقوة ثم هتفت تترجاه من بين صرخاتها
من فضلك هدي السرعةأنا عندي فوبيا من السرعة الزيادة
إقفلي الجهاز أهدي السرعة نطقها مخيرا إياها ببرود
أمسكت جهاز التحكم عن بعد والمسؤول عن الصوت وضغطت فوق زر الإنخفاضوبالفعل إنخفض كثيرا وعلي عجالة أردفت بإعلام 
أديني وطيتهممكن بقي تهدي السرعة
بنبرة مستفزة تحدث أمرا 
أوبشن توطية الصوت ده مبقاش موجود خلاص يا دكتورةالمطلوب حاليا هو إنك تقفلي الصوت خالصغير كدة هكمل بنفس السرعة لحد ما نوصل
بدون تفكير ضغطت زر الإقفال فابتسم بنصر وبدأ بتهدأة السرعة حتي عادت للمعدل الطبيعيوضعت يدها فوق صدرها وبدأت تعيد تنظيم أنفاسها التي كادت أن تنقطع بفضل ما حدث وتسبب في وصولها لحالة كبيرة من الذعر كادت أن تؤدي بإنقطاع
أنفاسها وللأبد
باتت
تربت بيدها الموضوعة علي صدرها وكأنها تواسي حالهاوتحدثت بأنفاسا متقطعة جراء إرتعابها 
إنت مچنونلا يمكن تكون شخص طبيعي أبدا
ثم حولت بصرها عليه وباتت ترمقه بنظرات حاړقة وهتفت بنبرة ساخطة 
لو فاكر إني هعدي لك اللي عملته ده بالساهل تبقي غلطان ولسة ماتعرفش مين هي أيسل المغربي
واسترسلت وهو تشير بسبابتها بنبرة ټهديدية
أنا هقول لبابي وهخليه يحاسبك علي استهتارك ده
ضيق عيناه وأردف ببرود ولامبالاة
معنديش مانع طبعا إنك تقولي لهوأنا كمان هحكي لسعادته هو ورئيس الجهاز علي اللي سيادة الدكتورة المحترمة عملتهوخلينا نشوف هيكون إيه رد فعلهم علي الموضوع
إحتدمت ملامحها غيظا من شدة إستشاطتها جراء حديثه الذي أشعل روحها من شدة إستفزازهرمقته بنظرة إحتقارية وحولت بصرها جانبا خارج السيارة
إبتسم بانتصار بعدما رأي تراجعها وتحدث كي يزيد من إشتعال روحها أكثر
برافوا عليكي يا دكتورعين العقل
أغلقت قبضة يدها بقوة وكظمت غيظها بداخلها رغما عنها وقضت ما تبقي من الطريق بصمت تام أجبرت عليه
وصل ياسين إلي مقر الجهاز وتابع عمله 
وبعد مرور حوالي الخمس ساعات أمسك هاتفه وطلب رقم حبيبته ليطمئن عليها حيث أنه لم يبيت معها ليلة أمسكانت تبدل للصغيرة ثيابها لتتجه بها إلي الأسفل لمباشرة يومها بصحبة ثرياإستمعت إلي رنين هاتفها الموضوع فوق الكومودمدت يدها وألتقطته وما أن رأت نقش إسم زوجها حتي ظهر علي وجهها الإنزعاجتحدثت بنبرة جادة علي غير عادتها معه
ألو
هو حبيبي لسة زعلان مني ولا إيه نطقها بنبرة حنون مما جعل تلك العاشقة تخرج تنهيدة حارة من صدرها شعر بسخونتها ذاك المتيم الذي تحدث بنبرة راجية
خلاص بقي يا مليكةماتزوديهاش بقي
إتسعت عيناها مما إستمعت إليه منه وعلي أثره هتفت بنبرة حادة 
أنا اللي بزودها يا ياسين!
واسترسلت لائمة إياه 
وإنت لما تقسم عليا الأيام وتنام في جناح ليالي الله يرحمها وتسيبني لوحدي مع بنتك الصغيرة اللي محتاجة رعاية ممنا إحنا الإتنينما تبقاش بتزودها
تنهد پألم لبعض همومه التي مازالت تلاحقه وتنغص عليه عيشته بسبب خشيته علي تدهور حالة إبنتهفهاهو يفعل المعقول واللامعقول كي لا تسوء حالة صغيرته وهي تراه ينسحب كليا من المبيت في منزلهمتحدث بنبرة هادئة كي يخفف حنق تلك الغاضبة
يا مليكة حاولي تقدري ظروفيأنا كام مرة وضحت وقلت لك إن اللي بعمله ده علشان خاطر نفسية أيسل ما تتأثرش أكتركل اللي بطلبه منك هو إنك تصبري معايا شوية
وكأنها كانت تنتظر
 

243  244  245 

انت في الصفحة 244 من 283 صفحات