الخميس 12 ديسمبر 2024

بقلم روز امين

انت في الصفحة 242 من 283 صفحات

موقع أيام نيوز


وعادت تجلس
لمكانها وبدأ هو بارتشاف قهوتهثم تحدث قاصدا كلتاهما بنبرة جادة
الجهاز عندنا منزل طرح لقطع أراضي في أماكن مميزة وأسعار معقولة هتتبني ڤيلل فيما بعدوأنا إن شاء الله نويت أحجز لحمزة وعز وسيلا ومسكوكنت حابب أحجز لمروان وانس علشان يبقوا جنب إخواتهم
واسترسل متسائلا إياهما 
إيه رأيكم
أردفت ثريا بموافقة لثقتها بياسين 

اللي تشوفه مناسب ليهم إعمله يا ابنيوالفلوس موجودة في البنك وتحت أمرك
نظر إلي مليكة وتحدث مستفسرا 
وإنت إيه رأيك يا مليكة
بنبرة هادئة عقبت 
أنا واثقة في
إختياراتك يا ياسين وموافقة علي أي حاجة تشوفها مناسبة لمستقبل الولاد
أومأ لهما وتابعا سهرتهمابعد مرور حوالي الساعتانكانت تخرج من الحمام بعدما أخذت حماما دافئا وارتدت ثوبا ليصلح للنوموجدته يقف أمام مرأته يصفف شعر رأسه بعناية بعدما وضع صغيرته داخل مهدها ووضع قبلة فوق وجنتها الناعمة
نظر علي إنعكاس صورتها في المرأة وألتقط قنينة عطره الرجولي وبات ينثر منه بسخاء علي جسدهثم تحرك إلي تلك الواقفة تتطلع عليه وبدون سابق إنذار قام بسحبها وأدخلها إلي وبات يشدد من ضمتهاثم تنهد براحة وتحدث بنبرة أوحت إلي كم إشتياقه لها 
حبيب جوزه اللي وحش جوزه قوي
إبتسمت وتحدثت بمداعبة كي تحصل علي المزيد من غزله الذي ينثرها به بغزارة ويجعلها تهيم عشقا به 
هو أنا بلحق أوحشك يا ياسينده أنا كل يوم معاك
ولو كل ثانية في حضنيبردوا هتوحشي حبيبك هكذا تحدث قبل أن يحملها بين ذراعيه ويتحرك بها بإتجاه تختيهما ليحيا معا لحظات تعيد لهما رونق عشقهما وتحيي قلبيهما وتنعشه
كان يجلس داخل مكتبه الخاص بعمله بشركة الإلكترونياتدلفت إليه إحدي الفتيات الجميلات ويبدوا علي هيأتها الڠضبوقفت أمامه وتحدثت مستفسرة بنبرة حادة 
ممكن أعرف ليه حضرتك رفضت تنفيذ فكرة المشروع بتاعي
ضيق عمر عيناه ثم سألها متعجبا 
مشروع إيه ده اللي بتتكلمي عنه حضرتكثم إنت مين أصلا
هتفت تلك الحانقة قائلة 
أنا الباشمهندسة تارا مجدي اللي إدارة الشركة إختارت حضرتك لكفائتك علشان تساعدني في تنفيذ مشروعي اللي قدمته للشركة
واسترسلت بخيبة أمل 
بس الإدارة بلغتني من شوية إنك رفضت تشاركني في تنفيذ فكرة المشروع
واستطردت بنبرة إنهزامية وعيناي لائمة 
ضيعت لي حلمي بكل بساطة
أجابها بنبرة باردة ويرجع ذلك لقوانينه الذي وضعها لحاله وهي عدم السماح لأي أنثي بالتقرب منه بأي شكل من الاشكال 
أنا رفضت مشاركتك للمشروع وأظن ده حقي وليا مطلق الحرية فيهوبالنسبة لمشروعك تقدري تبلغيهم يسندوه لأي مهندس غيري
إبتسمت ساخرة وتحدثت متهكمة علي جهله بأمور شركته
يظهر إنك ما تعرفش معلومات كتير عن الشركة اللي إنت شغال فيها يا باشمهندس
واسترسلت بإيضاح
حضرتك الوحيد الموجود في الشركة في المجال دهعلشان كدة لما أنت رفضت تساعدني في تنفيذهالشركة رفضت المشروع كله
واسترسلت بنبرة مټألمة وهي تتأهب للخروج 
ربنا يسامحكأنا كنت بانية أمال كبيرة قوي علي تنفيذ المشروع بتاعي وخروجه للشمس والإعلان عنه من خلال شركة كبيرة زي دي
واسترسلت بإحباط
بس كالعادة كلها إنهدت قبل ما تظهر للنور

 

قالت كلماتها المحبطة وكادت أن تخرج أوقفها صوته الذي تأثر بحالة الألم الذي شعر به من خلال صوتها المحبط 
إستني يا باشمهندسة
إلتفتت ونظرت عليه فاسترسل بعدما حسم أمره وأنتوي مشاركتها 
أنا هبلغ الإدارة إني تراجعت وهنفذ معاكي المشروع
حضرتك بتتكلم جد جملة نطقتها بتلهف فأجابها بهدوء 
القرارات اللي بتخص الشغل ما ينفعش فيها الهزار يا باشمهندسة
شكرته بشدة وانسحبت تحت رضاه عن حاله
باليوم التالي وقت الغروب
وقف داخل شرفة غرفته كعادته ككل غروب لېختلس النظر من تلك التي باتت تتحرك بإتجاهها بعضا من مشاعر الأبوة بداخله لكنه مازال يعاند حاله أو بالأدق كان يريد إعطاء حاله الوقت الكافي لتقبلها داخل حياته
كانت تهرول بخفة خلف عز وساندرا طارق ورائف وهي تلهو معهم تحت أنظار مليكة وثريا ونرمين الجالسات تراقبن الأطفالكان يراقب خفة تحركاتها وإنطلاقها بترقب شديدإنتفاضة ورعشات كانت تزلزل قلبه مع كل ضحكة تطلقها تلك البريئةأسرعت الصغيرة وهي تهرول خلف عز لتلحق به وتمسكه في إطار خطوات اللعبة وبدون مقدمات تعثرت قدم الصغيرة وألتوي كاحلها وعلي أثرها انبطحت أرضا تحت صرخاتها التي صدحت بالمكان والتي أطلقتها من شدة ما شعرت به من ألموقفن النساء وهرولن عليها بقلوب متلهفة
ما وعي علي حاله إلا وهو ېصرخ مناديا بإسمها بكل صوته بعدما إقتحم قلبه شعورا ولأول مرة يصيبه 
ليزااااا
إنتهي البارت 




الفصل السابع والثلاثون 
قلوب حائرة الجزء الثاني 


وكيف لك يا صغيرة بكسر حصاري الذي فرضته معاقبا به حالي
وكيف إستطعتي إقتحام أسوار قلبي وإحيائه بعد أن أصبح بالي
خواطر عمر المغربي

إنخلع قلبه حين إستمع إلي صرخات صغيرته المټألمة وشعر بقلبه ېتمزق لأجلهاوما أحس بحاله إلا وهو
ېصرخ بإسمها ويهرول إلي الأسفل هابطا الدرج بخطوات واسعة جعلت كل من يجلسون بالبهو ينتفضون ويقفون في هلع أصاب جميعهمهب عز واقفا وسأله مستفسرا بنبرة هلعة 
فيه إيه يا عمر
ليزا وقعت يا بابا نطقها بنبرة مړتعبة وهو يهرول إلي الخارج ولحق به جميع الموجودين من أهل المنزلحيث كان الجميع جالسون في جو عائلي تحاول به منال أن تعيد لعائلتها البهجة من خلالهأسرع الجميع إلي الخارج ومنه إلي حديقة منزل رائف
دخل من البوابة وجد الصغيرة تصرخ داخل أحضان مروان الذي نزل مهرولا من غرفته المتواجدة بالطابق العلوي بعدما إستمع لصړاخ صغيرته التي أصبحت تمثل له الكثير حتي أنه إعتبرها جزء لا يتجزء من روحه ويرجع ذلك لظروفها الخاصة
كان يحاول الخروج بها والذهاب إلي المشفي كي يطمئن قلبه عليها تحت حيرة ثريا ومليكة التي كانت تحاول مهاتفة ياسين والذي حضر بالفعل خلف ذاك العمر حيث هرول عليه وحاول حمل صغيرته التي صړخت معترضة وقامت بالتشبث بثياب مروان مما جعل عمر يعدل عن قرار حملها وتحدث وهو يحث مروان علي التحرك
إمشي معايا يا مروان
حملها الشاب واستقل بها سيارة عمر تحت صرخاتهارافقه ياسين وطارق ونرمين

                                        
التي ذهبت بتوصية من ثريا
أما عز ومنال وچيچي فقد ضلو بحديقة رائفتوجهت منال بسؤال ثريا بعدما جلست فوق مقعدا لتريح ساقاها اللتان لم تعدا تحتملان جسدها جراء إرتعابها مما حدث 
هو إيه اللي حصل للبنت يا ثريا
تنهدت بأسي وأردفت بتبيين 
إحنا كنا قاعدين أنا ونرمين ومليكةوهي والاولاد بيجروا حوالينا وبيلعبوا زي كل يوموفجأة وقعت وسمعنا صوت صريخها
أومأت لها بتفهم في حين هتف عز قائلا 
إن شاء الله خير
نطقت مليكة بكلمات لطمأنة قلب والدة زوجها 
ما تقلقيش يا طنطهي تقريبا رجلتها إتلوت وإن شاء الله مش هيبقي كسر
كان الصغير يقف بجوار عز بملامح وجه حزينة لأجل تلك الليزاتحدث إليه بنبرة متأثرة 
هي كدة ليزا خلاص ھتموت زي طنط لي لي يا جدو
هتفت منال بنبرة حادة 
بعد الشړما تقولش كدة يا عزو
فتحدث الصغير من جديد 
ما هي راحت المستشفي يا ناناوأنوس حبيبي قال لي إن طنط لي لي راحت المستشفي وبعدين ماټت وراحت عند ربنا
واستطرد بعيناي حزينة 
أنا مش عاوز ليزا ټموت يا جدوأنا بحبها وعاوزها تفضل معايا علشان نلعب سوا مع ساندرا
إحتضنه جده وتحدث لتهدأته 
ما تخافش يا حبيبيهي كويسة وشوية وهتيجي من المستشفي
إنفرجت أسارير الصغير وابتسم إلي جده
داخل المشفيكانت الصغيرة تتسطح فوق الشزلونج تبكي باڼهيار وهي تري طبيب العظام ينتهي من لف الجبيرة علي ساقها بعدما أكدت الأشعة التصويرية وجود كسر بكاحلها حدث نتيجة الإلتواءيقف بجوارها ويضمها بقوة ل ودموعه تتساقط رغما عنه وهو يردد بقلب متلهفا 
أنا أسف يا حبيبتيسامحينيسامحيني يا قلبي
إنتهي الطبيب من عمله وانسحب إلي الخارج بعدما حقن الصغيرة بدواء مسكين
للألم حتي تهدأ وتتوقف عن صرخاتها المتواصلةدلف ياسين وطارق ومروان الذي دخل يهرول علي صغيرته بعدما بات يشعر بأنها مسؤلة منه بعد تخلي والداها عنهاوبمجرد ما أن رأته الصغيرة حتي أشارت عليه وتحدثت بعيناي حزينة وكأنها تلومه علي تركها لحالها 
مارو
أسرع عليها وما أن إقترب من الشزلونج حتي ألقت بحالها داخل وبدأت تبكي وهي تلوم عليها 
إنت سبتني ليه يا مارو
أجابها وهو يحتويها داخل وينثر قبلاته الحنون فوق جبهتها وشعر رأسها 
أنا أسف يا حبيبتيالدكتور هو اللي خرجني
تحرك ياسين وجاور شقيقيه الوقوف ثم وضع يده علي كتفه بمؤازرة وتحدث بعدما رأي دموعه الغالية 
إهدي يا عمرالحمدلله هي كويسة قدامك أهي
هز رأسه وتحدث بهدوء 
الحمدلله
إقترب طارق من مروان وقام بمداعبة الصغيرة متحدثا 
كدة يا ليزا تخضينا عليك بالشكل ده
ما زالت متشبثة بملابس مروان ډافنة وجهها داخل وكأنها تحتمي به من الجميعمد عمر يده وملس علي شعرها برفق وتحدث إليها في محاولة منه لحثها علي التقرب إليه 
ليزاالۏجع راح يا حبيبتي
أومأت برأسها بصمت ومازالت مختبأة بأحضان مروان الذي تحدث إليها وهو يبعد وجهها في محاولة منه لحثها علي الخروج من والنظر إلي عمر 
كلمي بابي يا ليزا
رفعت رأسها للأعلي وهي تنظر إليه باستغراب فأشار إلي عمرحولت بصرها إلي حيث أشار وجدت عمر يبتسم بۏجع وينظر إليها من بين دموعهتخطته ثم استقرت ببصرها علي ياسين الذي أشار لها علي عمر وتحدث مفسرا
ده بابي يا ليزا
ضيقت الصغيرة عيناها باستغراب ثم وجهت حديثها إلي ياسين بما تعرفه عن ذاك الشخص 
ده عمر
فعقب ياسين بإبتسامة حنون 
أيوة يا حبيبتي ما هو عمر هو بابي بتاع ليزا
تشتت عقل الصغيرة التي حولت بصرها إلي مروان ونظرت إليه وكأنها تتأكد من صدق ما خبرها به ياسين فتحدث الفتي قائلا بتأكيد 
مش أنا قلت لك إن إسمك ليزا عمر عز محمد المغربي
أومأت بتأكيد وسألته مستفسرة 
يعني عمر هو بابي
أومأ لها فنظرت علي عمر وتحدثت بلمعة ظهرت داخل عيناها 
إنت بابي
بجد
أيوة يا قلبي نطقها بدموع غزيرة جرت فوق وجنته مما جعل ياسين وطارق ومروان يتأثرون بشدةسحبها وضمھا لداخل وبات يبكي بشدة وهو يردد نادما 
أنا أسف يا حبيبتيسامحيني
وبرغم حداثة سن الصغيرة وعدم استيعابها الجيد لما يحدث من حولها إلا أنها كانت سعيدة للغايةلطالما كانت تريد أن تنادي أحدهم بأبي بعد إختيارها لمليكة بأن تصبح أما لها بعدما إستمعت إلي مروان يناديها بأمي وبعد كم الحنان التي غمرتها به مليكة كي تعوضها فقدانها للأموها هي قد تحققت أمنيتها وحصلت علي أحدهم لتناديه بأبيتحدثت باستفسار برئ مثل روحها
يعني أقول لك يا بابي
طبعا يا حبيبتيلازم تقولي لي يا بابيوأي حاجة تحتاجيها إطلبيها مني وأنا هجيبها لك حالا نطقها بدموعه الحارة
تهلل وجه الصغيرة واومأت بسعادةتحرك طارق ووقف بجوار شقيقاه والتف هو وياسين حول ذاك الباكي الحاضن لطفلته وبدأ كلاهما باحتضانه ومؤازرته تحت تألم قلب مروان ودموعه التي حضرت تأثرا بالمشهد وبسعادة تلك البريئة التي كانت تنظر لأبيها بتيهة ممزوجة بكثيرا من السعادة والحماس
 

241  242  243 

انت في الصفحة 242 من 283 صفحات