شيخ في محراب قلبي بقلم رحمه نبيل
سريعا مبتعدا عن المكان عائدا لمنزله حتى يتحدث مع جمال رفيقه بعيدا عن الأعين وما كاد يهبط من سيارته حينما وصل المنزل إلا وشعر أن هناك ثقل شديد يهبط على رأسه مسببا في أغماءه وها هو منذ افاق وهو يحاول مناداة أحد ليفك وثاقه لكن ما من مجيب أخذ يسب پعنف شديد وهو يتخيل أن تلك الحقېرة عادت وأخبرت زوجها بأمره لكن إن هذا صحيح هل سيتمكن زوجها من فعل كل ذلك في هذا الوقت القصير أو حتى أنها لم تخبر زوجها إذا من أحضره هنا
نهايتك على أيدي يا حيوان
أنهى حديثه وهو يخرج هاتفه ثم ضغط على بعض الأزرار ووضع الهاتف على أذنه في انتظار أن يجيبه أحد وصل إليه صوت عبر الهاتف ليتحدث بجمود شديد وهو مازال ينظر لأخيه
هبعتلك عنوان تعالوا عليه
كان لا يعي بأي شيء حوله سواها هي فقط تلك التي تستوطن أحضانه ومن قبلها قلبه كان يضمها وهو يشعر بالجوع يكاد يفتت قلبه يتذكر حديثها السابق عن انفصالهما
بينما هي كانت فقط تكتفي بأحضانه عن الكون كله متسائلة كيف تصبح حياتك غريبة بدون شخص ما بعدما كان ذلك الشخص غريبا عن حياتك
كان سؤالا معاتبا خرج منه دون وعي يود فقط أن يتأكد أنها لن تكرر الأمر مجددا أو تنطق بتلك الكلمات التي قټلته مرة أخرى
رفعت فاطمة عينها له وهي تحاول ألا تبكي مجددا فيكفيها بكاءا حتى اليوم يكفيها ضعفا وخذلانا
احيانا بتمنى إني كنت اتجوزت الراجل اللي بابا جابه ولا اني اتجوزتك يا زكريا وعذبتك معايا واحيانا مش بقدر اتخيل ازاي كان ممكن تكمل حياتي من غيرك مش عارفة انا عايزة ايه بس كل اللي عايزاه إني أفضل كده يا زكريا في حضنك دايما مهما قولتلك ابعد اوعك تبعد ارجوك متسبنيش يا زكريا
قطع كل ذلك صوت رشدي الذي تنحنح وهو ينظر حوله للجميع
اقتربت ماسة من رشدي وهي تجفف دموعها متحدثة بغيظ شديد
جرا ايه يا اخ انت ازاي تقطع لحظة رومانسية زي دي ولا هو عشان إنت ملكش فيها فمش مقدر
ابتسم لها رشدي بعدم تصديق لما تقول ثم أشار لنفسه باستنكار هادرا
انا انا مليش في الرومانسية طب خلي حد غيرك يقول كده طيب
لا تكونش مفكر الكلمتين اللي بتقولهم دول رومانسية
شهق رشدي وهو يعود بجذعه العلوي للخلف هاتفا بردح كالنساء
نعم يا ختي كلمتين كل اللي عملته من وقت ما اتصيت في نظري واتجوزتك من سنين كلمتين ليه كنت بقول كل سنتين حرف ولا ايه
هز هادي رأسه بشفقة
لا حول ولا قوة إلا بالله يابني ده انا لسه كاتب كتابي على اختك وخلاص اجتزت مرحلة الاحضان ده انت بعيد اوي
نظر له رشدي بشړ كبير يزجره بعينه
اسكت انت حسابك معايا بعدين عشان الاحضان دي وانت حاضر لما نرجع البيت هوريك الكلمتين
اشاحت ماسة بيدها بعدم اهتمام وهي تتذمر منه
يا عم بقى انتم مفكرين نفسكم بتعرفوا تتكلموا بص زكريا كان بيعاكس فاطمة بالفصحى ازاي انا عايزة واحد يكلمني فصحى ويقولي فديتك روحي يا روح الفؤاد
نظر الشابان لزكريا بملامح جامدة ليرفع زكريا حاجبه بمعنى ماذا
زفر رشدي ثم اقترب من ماسة قليلا وهو يهمس لها بنبرة حنونة بشدة
عايزة فصحى يا ماستي وحد يقولك روح الفؤاد
هزت ماسة رأسها بنعم وهي تربع ذراعيها لصدرها تدعي الڠضب لتسمع بعدها تلك النبرة المغرية الحنونة التي خرجت من فم رشدي
اذهبي للچحيم يا روح الفؤاد
أنهى رشدي حديث وهو يشير لكلا من زكريا وهادي أن يتبعوه ثم خرج دون أن ينظر نظرة واحدة حتى لماسة التي تجمدت في ارضها من حديثه تفتح فمها پصدمة كبيرة لا تصدق كيف خدعها ذلك المحتال بنبرته الحنونة وهي من أغمضت عينها استعدادا لحديثه المعسول
راقبت ماسة خروج زكريا وهادي خلف رشدي لتمد اصبعها في الهواء تشير به نحو الاتجاه الذي خرج منه رشدي صاړخة بحنق شديد
تبا لك
صمتت قليلا تتنفس بحدة ثم صړخت مجددا وهي تمد عنقها لعل صوتها يصل لرشدي الذي انطلقت ضحكاته في الخارج عليها
لتتعفن في الچحيم يا رشدي يا ابن اسماء
ضحكت شيماء بشدة على ماسة بعدما كانت تبكي منذ قليل لتتوقف عن الضحك حينما وصلتها همسة هادي قبل أن يخرج
وأنت يا دبدوبتي اذهبي لأمي لحين انتهي حسنا
نظرت شيماء بيلاهة في أعقاب هادي وهي تبتسم بدون وعي
وبمجرد رحيل الثلاثة التفتت كلا من ماسة وشيماء بسرعة وتحفز لفاطمة التي مسحت دموعها وهي تقول بغباء
ايه بتبصوا كده ليه
زفر زكريا بضيق وهو ينظر لرشدي جواره بينما هادي كان يجلس جوار السائق متجهين صوب المكان الذي أخبر جمال رشدي عنه
ايه مالك ! من وقت ما خرجنا وإنت بتبصلي بصات مش مظبوطة معجب ولا حاجة
كان هذا حديث زكريا الحانق من نظرات رشدي المشټعلة لېصرخ به رشدي بضيق وهو يضرب كتفه بغيظ
عجبك كده اديها شبطت في كلامك اكلمها ازاي بعد كده
لم يفهم زكريا شيء من حديث رشدي ليسمع بعدها صوت هادي وهو يحدثه ببسمة غبية من الامام
بقولك يا زكريا يا حبيب اخوك عايزك تكتبلي كام جملة من اللي بتقولهم لفاطمة دول في ورقة صغير ة كده اثبت بيهم البت شيماء
لوى زكريا شفتيه بحنق وهو ينظر من النافذة جواره ثم تحدث وهو يمسح وجهه بضيق
جمال مقالكش عايزك ليه
هز رشدي رأسه بۏجع وقد كان يحاول ابعاد افكار زكريا عن الأمر حتى لا يفكر به ويحزن فمزاحه منذ قليل لم يكن سوى لصرف انتباهه عن الأمر لكن يبدو أن زكريا قد أدرك ذلك بالفعل
معرفش هو قالي عايزكم في حاجة مهمة
تحدث زكريا بقلق شديد وشك
انت متأكد يا رشدي من جمال ده قصدي يعني مش ممكن يكون بيخدعنا ويحمي اخوه
هز رشدي رأسه برفض لحديث زكريا ثم تحدث بنبرة واثقة
لا يمكن انا واثق في جمال زي ما بثق فيك وفي هادي كده رغم عدد مرات تعاملي القليلة معاه بس مين ميعرفش جمال الاباصيري ده معروف جدا ومعروف شدته على أي حد بيرتكب غلط حتى لو كان الحد ده أبوه نفسه الراجل ده اساسا مظلوم في مكانه ده والله المفروض يكون في كتيبة قوات خاصة
هز زكريا رأسه وهو يغمض عينه يرجع برأسه للخلف مغمضا عينه بۏجع مفكرا في طريقة لإسعاد فاطمة
كان يجلس على مقعد بطريقة عكسية يراقب في الكاميرات أمامه أخيه وهو يحاول التحرر من قيده يحاسب نفسه ويجلدها بقسۏة متسائلا أين أخطأ مع أخيه ليصل لتلك المرحلة هو ظنه مجرد طائش يتصرف برعونة وعدم مسئولية لكن أن يصل به الامر فتاة بتخطيط مسبق هذا ابدا ما لا يقبله ولا يغفره
سقطت دمعه من عيون جمال وهو يتنهد ناظرا للسقف فوقه يحاول
التحكم في غصته حتى لا ينهار فهو على وشك فقد أخيه الذي تخلى عن كل شيء لأجله سابقا
اه
تأوه صغير خرج منه محملا بۏجع عميق وهو ينظر حوله يحاول الاستيقاظ من هذا الکابوس
ليه كده يا مصطفى ليه ليه توصلنا لهنا
أنهى حديثه وهو يبكي بضعف فمهما فعل يظل أخيه الصغير الذي حمله على كفوفه بعد ولادته مباشرة وهو يركض به في أرجاء المنزل صارخا أنه أصبح لديه اخ كرفاقه وأنه لن يكون وحيدا ابدا كما ظن بل سيكون دائما مع أخيه الصغير
بكى جمال وعلت شهقاته وهو يهمس بۏجع
يا رتني كنت حبستك في البيت ومطلعتكش منه ابدا ولا اني اوصل اللحظة دي يا رتني كنت منعتك من السفر ومنعتك من صاحبك ده
مسح دموعه وهو يتأوه بۏجع مدركا جيدا أنه مهما بلغ وجعه فلن يصل لۏجع تلك الفتاة التي سلبها أخيه ورفيقه حياتها لذا لا تراجع فيما قرره ابدا أخيه سينال عقابه بالطريقة التي يختارها زكريا هو فقط أحضره لهنا وسيتركه له ليقتص لنفسه ويطفأ نيران قلبه رغم تيقنه أن لا شيء سيفعل وبعدها هو سيعاقبه بطريقته الخاصة بالقانون نعم سيسلم أخيه بعدما يجمع الأدلة ضده وهذا اقل ما يمكنه فعله وما يمليه عليه ضميره وانسانيته
كان يمسك بيدها وكأنها ستهرب منه بأي لحظة وللحق هي كانت ستفعل ذلك على الاقل في رأسها كانت تفكر في ذلك زفرت بثينة للمرة التي لا تعلم عددها وهي تجلس جوار فرانسو في أحد المكاتب الخاصة بمحامي ما يتحدث معه لمدة طويلة إصابتها بالملل حقا وهو يرفض حتى ترك يدها لذا صاحت بنزق كبير
فرانسو
واه لو تعلم ما فعلت للتو بنطقها لاسمه لأول مرة بهذا الشكل لذا ابعد أنظاره عن المحامي وهو يمنحها كامل تركيزه يسألها بعينه عما تريد لتتحدث هي بضيق شديد
ممكن تسيب ايدي
وكأنها أخبرته أن يتمسك بها أكثر حيث شعرت بيده تشدد التمسك بيدها بعناد شديد كطفل تطلب والدته أن يتركها قليلا وهو يهز رأسه برفض متحدثا بشك
عايزة حاجة
الحمام عايزة
ادخل الحمام لو سمحت ممكن
كانت تتحدث بنبرة منزعجة وبسمة سمجة ليترك هو يدها على الفور بحرج شديد ثم هو رأسه بإيجاب وهو يشير لخارج المكتب
اخر الطرقة على اليمين هتلاقي باب لونه اسود هو ده الحمام
هزت رأسها بضيق شديد وهي تنهض تاركة إياه وعينه تتابعها حتى خرجت من الباب ثم انتبه على حديث المحامي وهو يحاول جذب انتباهه مجددا
هل نعود لحديثنا
ابعد فرانسو عينيه من على الباب بصعوبة وهو يعود للحديث معه صارفا انتباهه عن تلك التي استمرت في تعذيبه لسنوات طويلة والآن تكمل م
هذا بمهارة منقطعة النظير و دون حتى أن تشعر
سارت في الممر وهي تمسح وجهها پعنف شديد تشعر هذه الأيام أن روحها تائهة لا تعلم ماذا تفعل شعور التيه والرتابة قد تلبسها لم تعد تنبهر بشيء ولا تعجب بشيء فهي كلما أحبت شيء فقدته وهذا ترك غصة في قلبها لن تزول بسهولة
ما بك انتبهي كدت تدهسين قدمي
خرجت بثينة من شرودها على صوت صړاخ جوارها رفعت عينها