الخميس 12 ديسمبر 2024

شيخ في محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

انت في الصفحة 66 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


سريعا مبتعدا عن المكان عائدا لمنزله حتى يتحدث مع جمال رفيقه بعيدا عن الأعين وما كاد يهبط من سيارته حينما وصل المنزل إلا وشعر أن هناك ثقل شديد يهبط على رأسه مسببا في أغماءه وها هو منذ افاق وهو يحاول مناداة أحد ليفك وثاقه لكن ما من مجيب أخذ يسب پعنف شديد وهو يتخيل أن تلك الحقېرة عادت وأخبرت زوجها بأمره لكن إن هذا صحيح هل سيتمكن زوجها من فعل كل ذلك في هذا الوقت القصير أو حتى أنها لم تخبر زوجها إذا من أحضره هنا 

كان يقف بعيدا وهو يراقب صراعه مبتسما بسخرية وقد استحال وجهه للسواد واحمرت عيونه بشكل مخيف وهو يتخيل بنفسه طرق لقټله ثم همس 
نهايتك على أيدي يا حيوان 
أنهى حديثه وهو يخرج هاتفه ثم ضغط على بعض الأزرار ووضع الهاتف على أذنه في انتظار أن يجيبه أحد وصل إليه صوت عبر الهاتف ليتحدث بجمود شديد وهو مازال ينظر لأخيه
بشړ 
هبعتلك عنوان تعالوا عليه 
كان لا يعي بأي شيء حوله سواها هي فقط تلك التي تستوطن أحضانه ومن قبلها قلبه كان يضمها وهو يشعر بالجوع يكاد يفتت قلبه يتذكر حديثها السابق عن انفصالهما 
بينما هي كانت فقط تكتفي بأحضانه عن الكون كله متسائلة كيف تصبح حياتك غريبة بدون شخص ما بعدما كان ذلك الشخص غريبا عن حياتك 
عايزة تسبيني يا فاطمة 
كان سؤالا معاتبا خرج منه دون وعي يود فقط أن يتأكد أنها لن تكرر الأمر مجددا أو تنطق بتلك الكلمات التي قټلته مرة أخرى 
رفعت فاطمة عينها له وهي تحاول ألا تبكي مجددا فيكفيها بكاءا حتى اليوم يكفيها ضعفا وخذلانا 
احيانا بتمنى إني كنت اتجوزت الراجل اللي بابا جابه ولا اني اتجوزتك يا زكريا وعذبتك معايا واحيانا مش بقدر اتخيل ازاي كان ممكن تكمل حياتي من غيرك مش عارفة انا عايزة ايه بس كل اللي عايزاه إني أفضل كده يا زكريا في حضنك دايما مهما قولتلك ابعد اوعك تبعد ارجوك متسبنيش يا زكريا 
تنهد زكريا وهو يضمها إليه بحنان يدرك ذلك الصراع داخلها جيدا يعلم بما تفكر ويعلم ما تشعر ويا ليته كان له سلطة على عقلها لمحى تلك الأفكار ويا ليته يملك حكم على قلبها لأخذ منها أحزانها كلها لكن كل ما يمكنه فعله الآن هو أن يحاول القصاص لها وبعد ذلك سيعمل على بناء ذكريات أخرى سعيدة له معها 
قطع كل ذلك صوت رشدي الذي تنحنح وهو ينظر حوله للجميع
المستمتع بما يحدث رفع زكريا نظره لرشدي بحنق شديد وقد استوعب الان أين هما 
اقتربت ماسة من رشدي وهي تجفف دموعها متحدثة بغيظ شديد 
جرا ايه يا اخ انت ازاي تقطع لحظة رومانسية زي دي ولا هو عشان إنت ملكش فيها فمش مقدر 
ابتسم لها رشدي بعدم تصديق لما تقول ثم أشار لنفسه باستنكار هادرا 
انا انا مليش في الرومانسية طب خلي حد غيرك يقول كده طيب 
نظرت له ماسة بملامح ممتعضة لا تنسى ما قام به معها البارحة ثم هتفت بغيظ شديد 
لا تكونش مفكر الكلمتين اللي بتقولهم دول رومانسية 
شهق رشدي وهو يعود بجذعه العلوي للخلف هاتفا بردح كالنساء 
نعم يا ختي كلمتين كل اللي عملته من وقت ما اتصيت في نظري واتجوزتك من سنين كلمتين ليه كنت بقول كل سنتين حرف ولا ايه 
هز هادي رأسه بشفقة 
لا حول ولا قوة إلا بالله يابني ده انا لسه كاتب كتابي على اختك وخلاص اجتزت مرحلة الاحضان ده انت بعيد اوي 
نظر له رشدي بشړ كبير يزجره بعينه 
اسكت انت حسابك معايا بعدين عشان الاحضان دي وانت حاضر لما نرجع البيت هوريك الكلمتين 
اشاحت ماسة بيدها بعدم اهتمام وهي تتذمر منه 
يا عم بقى انتم مفكرين نفسكم بتعرفوا تتكلموا بص زكريا كان بيعاكس فاطمة بالفصحى ازاي انا عايزة واحد يكلمني فصحى ويقولي فديتك روحي يا روح الفؤاد 
نظر الشابان لزكريا بملامح جامدة ليرفع زكريا حاجبه بمعنى ماذا 
زفر رشدي ثم اقترب من ماسة قليلا وهو يهمس لها بنبرة حنونة بشدة 
عايزة فصحى يا ماستي وحد يقولك روح الفؤاد 
هزت ماسة رأسها بنعم وهي تربع ذراعيها لصدرها تدعي الڠضب لتسمع بعدها تلك النبرة المغرية الحنونة التي خرجت من فم رشدي 
اذهبي للچحيم يا روح الفؤاد 
أنهى رشدي حديث وهو يشير لكلا من زكريا وهادي أن يتبعوه ثم خرج دون أن ينظر نظرة واحدة حتى لماسة التي تجمدت في ارضها من حديثه تفتح فمها پصدمة كبيرة لا تصدق كيف خدعها ذلك المحتال بنبرته الحنونة وهي من أغمضت عينها استعدادا لحديثه المعسول 
راقبت ماسة خروج زكريا وهادي خلف رشدي لتمد اصبعها في الهواء تشير به نحو الاتجاه الذي خرج منه رشدي صاړخة بحنق شديد 
تبا لك 
صمتت قليلا تتنفس بحدة ثم صړخت مجددا وهي تمد عنقها لعل صوتها يصل لرشدي الذي انطلقت ضحكاته في الخارج عليها 
لتتعفن في الچحيم يا رشدي يا ابن اسماء 
ضحكت شيماء بشدة على ماسة بعدما كانت تبكي منذ قليل لتتوقف عن الضحك حينما وصلتها همسة هادي قبل أن يخرج 
وأنت يا دبدوبتي اذهبي لأمي لحين انتهي حسنا 
نظرت شيماء بيلاهة في أعقاب هادي وهي تبتسم بدون وعي 
وبمجرد رحيل الثلاثة التفتت كلا من ماسة وشيماء بسرعة وتحفز لفاطمة التي مسحت دموعها وهي تقول بغباء 
ايه بتبصوا كده ليه 
زفر زكريا بضيق وهو ينظر لرشدي جواره بينما هادي كان يجلس جوار السائق متجهين صوب المكان الذي أخبر جمال رشدي عنه 
ايه مالك ! من وقت ما خرجنا وإنت بتبصلي بصات مش مظبوطة معجب ولا حاجة 
كان هذا حديث زكريا الحانق من نظرات رشدي المشټعلة لېصرخ به رشدي بضيق وهو يضرب كتفه بغيظ 
عجبك كده اديها شبطت في كلامك اكلمها ازاي بعد كده 
لم يفهم زكريا شيء من حديث رشدي ليسمع بعدها صوت هادي وهو يحدثه ببسمة غبية من الامام 
بقولك يا زكريا يا حبيب اخوك عايزك تكتبلي كام جملة من اللي بتقولهم لفاطمة دول في ورقة صغير ة كده اثبت بيهم البت شيماء 
لوى زكريا شفتيه بحنق وهو ينظر من النافذة جواره ثم تحدث وهو يمسح وجهه بضيق 
جمال مقالكش عايزك ليه 
هز رشدي رأسه بۏجع وقد كان يحاول ابعاد افكار زكريا عن الأمر حتى لا يفكر به ويحزن فمزاحه منذ قليل لم يكن سوى لصرف انتباهه عن الأمر لكن يبدو أن زكريا قد أدرك ذلك بالفعل 
معرفش هو قالي عايزكم في حاجة مهمة 
تحدث زكريا بقلق شديد وشك 
انت متأكد يا رشدي من جمال ده قصدي يعني مش ممكن يكون بيخدعنا ويحمي اخوه 
هز رشدي رأسه برفض لحديث زكريا ثم تحدث بنبرة واثقة 
لا يمكن انا واثق في جمال زي ما بثق فيك وفي هادي كده رغم عدد مرات تعاملي القليلة معاه بس مين ميعرفش جمال الاباصيري ده معروف جدا ومعروف شدته على أي حد بيرتكب غلط حتى لو كان الحد ده أبوه نفسه الراجل ده اساسا مظلوم في مكانه ده والله المفروض يكون في كتيبة قوات خاصة 
هز زكريا رأسه وهو يغمض عينه يرجع برأسه للخلف مغمضا عينه بۏجع مفكرا في طريقة لإسعاد فاطمة 

 

كان يجلس على مقعد بطريقة عكسية يراقب في الكاميرات أمامه أخيه وهو يحاول التحرر من قيده يحاسب نفسه ويجلدها بقسۏة متسائلا أين أخطأ مع أخيه ليصل لتلك المرحلة هو ظنه مجرد طائش يتصرف برعونة وعدم مسئولية لكن أن يصل به الامر فتاة بتخطيط مسبق هذا ابدا ما لا يقبله ولا يغفره 
سقطت دمعه من عيون جمال وهو يتنهد ناظرا للسقف فوقه يحاول
التحكم في غصته حتى لا ينهار فهو على وشك فقد أخيه الذي تخلى عن كل شيء لأجله سابقا 
اه 
تأوه صغير خرج منه محملا بۏجع عميق وهو ينظر حوله يحاول الاستيقاظ من هذا الکابوس 
ليه كده يا مصطفى ليه ليه توصلنا لهنا 
أنهى حديثه وهو يبكي بضعف فمهما فعل يظل أخيه الصغير الذي حمله على كفوفه بعد ولادته مباشرة وهو يركض به في أرجاء المنزل صارخا أنه أصبح لديه اخ كرفاقه وأنه لن يكون وحيدا ابدا كما ظن بل سيكون دائما مع أخيه الصغير 
بكى جمال وعلت شهقاته وهو يهمس بۏجع 
يا رتني كنت حبستك في البيت ومطلعتكش منه ابدا ولا اني اوصل اللحظة دي يا رتني كنت منعتك من السفر ومنعتك من صاحبك ده 
مسح دموعه وهو يتأوه بۏجع مدركا جيدا أنه مهما بلغ وجعه فلن يصل لۏجع تلك الفتاة التي سلبها أخيه ورفيقه حياتها لذا لا تراجع فيما قرره ابدا أخيه سينال عقابه بالطريقة التي يختارها زكريا هو فقط أحضره لهنا وسيتركه له ليقتص لنفسه ويطفأ نيران قلبه رغم تيقنه أن لا شيء سيفعل وبعدها هو سيعاقبه بطريقته الخاصة بالقانون نعم سيسلم أخيه بعدما يجمع الأدلة ضده وهذا اقل ما يمكنه فعله وما يمليه عليه ضميره وانسانيته 

كان يمسك بيدها وكأنها ستهرب منه بأي لحظة وللحق هي كانت ستفعل ذلك على الاقل في رأسها كانت تفكر في ذلك زفرت بثينة للمرة التي لا تعلم عددها وهي تجلس جوار فرانسو في أحد المكاتب الخاصة بمحامي ما يتحدث معه لمدة طويلة إصابتها بالملل حقا وهو يرفض حتى ترك يدها لذا صاحت بنزق كبير 
فرانسو 
واه لو تعلم ما فعلت للتو بنطقها لاسمه لأول مرة بهذا الشكل لذا ابعد أنظاره عن المحامي وهو يمنحها كامل تركيزه يسألها بعينه عما تريد لتتحدث هي بضيق شديد
ممكن تسيب ايدي 
وكأنها أخبرته أن يتمسك بها أكثر حيث شعرت بيده تشدد التمسك بيدها بعناد شديد كطفل تطلب والدته أن يتركها قليلا وهو يهز رأسه برفض متحدثا بشك 
عايزة حاجة 
الحمام عايزة
ادخل الحمام لو سمحت ممكن 
كانت تتحدث بنبرة منزعجة وبسمة سمجة ليترك هو يدها على الفور بحرج شديد ثم هو رأسه بإيجاب وهو يشير لخارج المكتب 
اخر الطرقة على اليمين هتلاقي باب لونه اسود هو ده الحمام 
هزت رأسها بضيق شديد وهي تنهض تاركة إياه وعينه تتابعها حتى خرجت من الباب ثم انتبه على حديث المحامي وهو يحاول جذب انتباهه مجددا 
هل نعود لحديثنا 
ابعد فرانسو عينيه من على الباب بصعوبة وهو يعود للحديث معه صارفا انتباهه عن تلك التي استمرت في تعذيبه لسنوات طويلة والآن تكمل م
هذا بمهارة منقطعة النظير و دون حتى أن تشعر 
سارت في الممر وهي تمسح وجهها پعنف شديد تشعر هذه الأيام أن روحها تائهة لا تعلم ماذا تفعل شعور التيه والرتابة قد تلبسها لم تعد تنبهر بشيء ولا تعجب بشيء فهي كلما أحبت شيء فقدته وهذا ترك غصة في قلبها لن تزول بسهولة 
ما بك انتبهي كدت تدهسين قدمي 
خرجت بثينة من شرودها على صوت صړاخ جوارها رفعت عينها
 

65  66  67 

انت في الصفحة 66 من 84 صفحات