الخميس 12 ديسمبر 2024

شيخ في محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

انت في الصفحة 38 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


اللحظة لا يتمنى ابدا أن تستيقظ وتراه بهذا الشكل 
وبمجرد أن نزع رأسها من على صدرها ووضعها على الفراش حتى انتزع جسده من الفراش بسرعة وهو يغادره ببطء حذر يبتعد للخلف بظهره موجها نظره لها يود ارتداء ثيابه قبل أن تستفيق لكن ليست كل الاماني تتحق فبمجرد ابتعاده عنها حتى شعرت فاطمة وكأنها سحبت فجأة من ذلك الدفء والقيت ارضا پعنف لتفتح عينها بانزعاج تنظر حولها لترى الشيخ أمامها ينظر لها بشكل غريب متراجعا للخلف وكأنه لص وكان فقط يرتدي شورت ولا شيء آخر 

توقف زكريا عن التحرك وهو ينظر لها پصدمة وهي تبادله نفس النظرات استمر الوضع لثوان دون أن يقدم أحد على التحرك انشا واحدا وكأنهما تجمدا 
قطعت فاطمة تلك اللحظات من الصمت المريب بصړختها التي صدحت في المنزل كله

 

ماسة هي اللي قالتلي 
تحدثت شيماء بخجل تكاد تبكي مما وضعت فيه نفسها بسبب الغباء مشيرة لماسة التي تدعي الإغماء بشكل مثير للضحك مخبرة إياهم أن ماسة هي صاحبة الفكرة 

اقترب هادي وهو يلوي شفتيه لأعلى بتشنج ناظرا لشيماء ثم تحدث بسخرية كبيرة 
هو انا بمشي زي ما بتعملي كده 
نظرت له شيماء بخجل شديد لينظر لها هادي بحنق وهو يتحدث بغيظ 
بعدين انا بمشي فاتح رجلي بالمنظر ده ليه عندي تسلخات 
احمر وجه شيماء بشدة من حديثه تنظر له بحنق لكن ليس هادي من يصمت ليكمل حديثه بسخرية لاذعة 
بعدين بتجيبي سيرة الخلاط بتاعنا ليه ده شاهد على خطوبتنا
تأفف رشدي مما يحدث ليتحرك جهة زوجته التي تدعي المۏت تقريبا فهذا ليس مظهر مريضة نائمة ابدا وقف رشدي أمام الفراش وهو يهز ماسة بسخرية 
ماسة يا حبيبتي أنت عندك حمى مش مېتة محروقة 
استمرت ماسة في ادعاء الإغماء ليقترب منها رشدي مبتسما بسخرية وهو ينحني مقتربا منها بشكل كبير مستغلا انشغال شيماء بشجارها مع هادي الحانق 
طب على الاقل دخلي لسانك بدل ما أنت شكلك زي المخڼوقة كدة 
لم تتحرك ماسة سنتي واحد أو ترمش حتى ليبتسم رشدي وهو يقترب مقبلا وجنتها بحنان شديد لعدة ثوان قبل أن ينتبه أحد ليجد ماسة تستدير للجانب الآخر وهي تعطيه خدها الآخر ليقبله 
اطلق رشدي ضحكات عالية وهو يضرب جبينها بخفة ثم نظر لهادي وهو يتحدث بضيق 
زفت يا هادي خلاص خلصنا 
رمقه هادي بحنق شديد وهو يهدر معترضا ملوحا بيده 
يا عم اسكت شوية خلينا نشوف حكاية نفخة الصدر دي ايه ياختي شايفاني ماشي نافخ صدري ولا فاتح رجلي ولا كأن عندي  
خجلت شيماء بشدة من حديثه ليرمقه رشدي بغيظ شديد صارخا في وجهه أن يكف عن حديثه الوقح 
ثم نظر لماسة التي استفاقت واخيرا وهي تجلس معتدلة على الفراش ليقترب منها بحنان شديد يضع يده على وجهها مربتا عليه بحنان 
حبيبي عامل ايه 
ادعت ماسة الڠضب فهي لا تنسى صراخه
بها ابدا لذا نظرت للجهة الأخرى قائلة بحنق 
مش بكلمك 
ضحك رشدي عليها ثم جذب وجهها مجددا له وهو يقترب منها بشدة هامسا بحب 
واهون عليك
ما انا هونت عليك يا أباظة
اقترب رشدي منها أكثر وأكثر حتى كاد وجهه يلامس وجهها قائلا بحب شديد 
قلب وروح أباظة
كان رشدي ينظر بعشق لماسة وهو يهمس لها بكلماته المعتذرة عما بدر منه أثناء غضبه وما كاد يضيف كلمة حتى وجد هادي يطل عليهم من الاعلى وهو يقول ببسمة غبية 
بمناسبة اللحظات السعيدة دي والمود الرايق ده يا أباظة اروح اجيب امي والخلاط وتجوزني اختك 
رفع كلا من رشدي وماسة وجههما لهادي الذي كان بسمته البلهاء تزين وجهه مضيفا 
متجوزني اختك يا أباظة وخليك جدع 
انتفض رشدي نافضا ذراع هادي عن كتفه وهو يتحدث بحنق شديد 

يا بني ارحم امي يابني 
دخل في ذلك الوقت ابراهيم وهو يحمل بعض الطعام ليفاجئ بحضور الجميع وينتبه لرشدي الذي ركض عليه سريعا وهو يقبل يده متوسلا إياه أن يخلصه من هادي الذي أضحى كالعلقة 
ابوس ايدك ابوس ايدك خلصني منه يا حاج اقولك منك ليه يعني اعتبرني معرفش شيماء دي ولا اقربلها اصلا خلي كلامه كله معاك خليه يعتقني ابوس ايدك
صمت قليلا ثم قال ببسمة مچنونة 
اقولك حاجة احسن خده وخد بنتك واطلع على اي مأذون وجوزهم واديها ليه يروح بيها 
رشدي 
تحدثت شيماء بخجل شديد لحديث أخيها ليتجاهلها رشدي وهو ينظر باستجداء لأبيه الذي نظر له بسخرية ثم تحدث بدرامية كبيرة 
يا اما قولتلك يا بني وحذرتك إياك وصداقة الهبل بس انت عملت ايه روحت وصاحبت اعبط اتنين في الحي كله اشرب بقى 
أنهى ابراهيم حديثه وهو يضع حقائب الطعام ارضا ثم خرج وهو ينظر لابنه بتأثر شديد 
إياك والعبط يا بني إياك والعبط 
نظر رشدي لاباه بغيظ وهو يتبعه صارخا بحنق 
خد يا حاج هنا لسه مخلصناش كلام 
نظر هادي لرحيل رشدي وابراهيم ثم تحرك خلفهم فاتحا قدمه كما كانت تفعل شيماء راكضا بنفس الطريقة التي كانت تركض بها وهو ينادي رشدي بصوت رخيم جدا وبنفس طريقة شيماء 
رشدي رشدي

فزع زكريا من صړاخ فاطمة الذي صم اذان الجميع لينطلق دون شعور منه منقضا عليها يكتم فمها وهو ينظر للباب بړعب 
اششش اسكتي استري عليا ابوس ايدك هيفتكروني بعمل حاجة غلط 
نظرت له فاطمة بړعب وهي تراه الجذع لتدفعه پعنف شديد ثم انتفضت من الفراش وهي تصرخ متجه صوب الباب لكن وقبل أن تفتحه شعرت بزكريا يجذبها من الخلف مانعا إياها من الخروج وهو يتحدث لها 
يرضيك يعني تفضحي جوزك ولؤي يشمت فيا ده لو شافني بالشورت هيصورني ومش بعيد يفرجها للناس بعد صلاة الجمعة ابويا وانا عارفة
توقفت فاطمة عن التحرك وهي تنظر له بتعجب شديد لما يقول متعجبة طريقة حديثه معها فهي اعتادت منه الجمود واللامبالاة هل يحدثها هي الان 
انتبه زكريا لهدوء فاطمة بين ذراعيه لذا ابتعد عنها يتنحنح بخجل شديد من الوضع الذي كان عليه ليحمر وجهه دون شعور وهو يفرك عنقه بخجل 
اسف مكنتش اقصد 
كانت فاطمة تنظر له دون وعي ثم همست وكأنها انتبهت الان 
مراتك 
لم يفهم زكريا قصدها لتعيد هي حديثها بشكل اوضح 
إنت قولت مراتك 
ابتسم لها زكريا وهو يهز رأسه 
اممم مراتي هما خدروك ولا ايه مش فاكرة أننا اتجوزنا
وانت بقى ما صدقت تتجوز عشان تقل ادبك و تقلع قدامي وانا اللي كنت مفكراك محترم طلعت زيك زي كل الرجالة بتحرككم رغباتكم 
تشنج زكريا پصدمة من حديثها ليجدها تفتح الباب وتخرج تاركة إياه في صډمته 
خرج زكريا من صډمته على فتحها للباب وخروجها منه ليهرع سريعا ويرتدي ثيابه ثم خرج خلفها ليجدها تقف مع والدته وهي تخبرها أنها راحلة لذا ركض سريعا ممسكا إياها من ثيابها من الخلف وكأنه امسك بلص صغير يسرق حذائه 
نظرت فاطمة پصدمة لفعلته لتبدأ التحرك بين يديه بغيظ شديد هاتفه من بين أسنانها 
اوعى كده سيبني خليني اطلع 
تطلعي ايه طلعت روحك هتطعلي كده 
نظرت له فاطمة بعدم فهم ليشير هو بعينه جهة شعرها فزعت وهي تتحسس رأسها تهدر به أن يغمض عينه ليسخر بها زكريا وقد اكتشف جانبا به جديد لا يخرج سوى مع تلك الفتاة بين يديه 
ايه يا ختي خاېفة اشوف شعرك وأنت مراتي ما أنت من شوية كنت هتوريه لأمة لا إله إلا الله ولا هو حرام على بلابه الدوح حلال على الطير من كل لون 
فتحت فاطمة فمها ببلاهة لا تفهم ما قال للتو وما كادت تستفسر حتى صړخ بوجهها 
ادخلي يابت غطي شعرك 
فزعت منه فاطمة وهي تركض سريعا لغرفته باحثة عن حاجبها بړعب من صراخه 
انتبه زكريا لنظرات والده و والدته المتعجبة لتصرفاته لكنه تجاهل الأمر الآن يراقب تلك التي خرجت من غرفته ثم تخطته جهة الباب مودعة والدته دون حتى أن توجه كلمة له وماكادت تغلق الباب خلفها حتى تحدثت بحزم 
لو سمحت هما اسبوعين ونطلق 
وليه اسبوعين طب ما انا ممكن البضاعة مثلا تعيش معايا لشهر لازم يعني أبدلها بعد الاسبوعين مينفعش اعمل طلب إمداد وقت 
نظرت له بحنق ثم اردفت بعصبية 
انا مش بهزر على فكرة بعد اسبوعين هتطلقني 
دفع زكريا رأسها بعيدا عن الباب وهو يتحدث بغيظ شديد منها 
اسرحي يا عسل يلا عند بيتك
ثم اغلق الباب في وجهها بحنق شديد واستدار ليجد نظرات والديه ازدادت تعجبا من تصرفاته ليتحدث وكأنه لم يفعل شيء 
فيه ايه بتبصوا كده ليه 

استيقظ زكريا في الصباح على صوت والدته وهي تنكزه في كتفه لينهض فتح زكريا عينه بانزعاج شديد لاستيقاظه مبكرا فاليوم هو الجمعة وليس أي جمعة بل الجمعة الأخيرة من الإجازة ثم سيعود للتدريس مجددا 
نعم يا وداد ابوس ايدك سيبيني انام شوية قبل ما 
لؤي يفتكرني ويقولي انزل المحل 
لم تجبه والدته بل استمرت في نكز كتفه بغيظ شديد ليفتح عينه بانزعاج شديد وهو يزفر بضيق 
نعم يا وداد اؤمري فيه ايه !
لم تجبه دلال بل أشارت على ثيابه أن ينهض ويعطيها لها ضيق زكريا عينيه بتفكير ثم همس بينه وبين نفسه 
هدوم وصمت البداية دي انا عارفها كويس اتخانقتي مع لؤي 
أدارت وداد وجهها للجهة الأخرى معبرة عن حقيقة ما قال لطم زكريا بحنق شديد 
يا مرارك يا زكريا يا مرارك يعني انتم مش بيحلى ليكم تتخانقوا غير الجمعة مش فاهم عشان يعني البركة تحل في الخناقة ولا ايه 
أشارت له وداد بحزم أن ينهض ويعطيها ثيابه ليتحدث بحنق شديد 
فالحين بس تتخانقوا وكله يجي على دماغي انا 
ولا يا وداد مش هديك حاجة عشان اكيد اخدتي دولابي كله 
صمت وهو ينهض من فراشه بضيق شديد متجها صوب الحمام متمتما بضيق شديد 
والله بعد كده لاخبي هدومي عند الواد هادي 
نظرت وداد الحمام بحنق وهي تفتح عينها پصدمة
من فعلة ابنها ليصلها صوته وهو يقول بغيظ شديد 
مش هتستريحوا انتم غير لما انزل الشارع ببوكسر والناس تعايركم إن ابنكم كان ماشي ببوكسر وهو طول الباب 
كان لؤي يجلس في الخارج يبتسم بسخرية وهو يرى وداد تتحرك من أمامه ونظراتها تكاد تحرقه 
خرج زكريا من غرفته بضيق وهو يتمتم مغتاظا من ذاك الزوج 
افضلوا أنتم خلفوا عيال وبهدلوهم معاكم بخناقكم مش فاهم انا الخناقة الصامتة دي يعني الواحد يعرف الخناقة اللي تقفل بطلاق أو قلمين إنما انتم لا ازاى لازم لما تتخانقوا تنكدوا على
الدنيا معاكم
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 84 صفحات