الخميس 12 ديسمبر 2024

شيخ في محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

انت في الصفحة 37 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


كنت حابب حد يوصلك ليها وانا بس عطتك رقمها يعني لو وقعت انا مليش فيه إنت فاهم 
هز الرجل رأسه ومازالت تلك البسمة الساخرة والخبيثة في نفس الوقت مرتسمة على فمه لتستدير بثينة سريعا وهي ترحل قبل أن يلمحها أحد رغم حرصها على مقابلته خارج الحارة 
نظر الرجل لاثرها بنظرات مقززة وهو يمرر أنظاره على جسدها من أعلى لاسفل عاضا شفتيه بنبرة شھوانية 

وماله ياقمر بكرة يجي اليوم اللي تعرفيني كويس

 

كاد لؤي يركض سريعا لغرفة ابنه لسماع صوت صړاخ فاطمة لولا يد وداد التي منعته من ذلك متحدثة بهدوء 
سيبه مع
مراته يا لؤي أيا كان اللي بيحصل هو هيتصرف ولو احتاج مساعدة هتلاقيه بينادي 
توقف لؤي محله قليلا وهو ينظر بتردد للباب وقد هدأت الصرخات فجأة ثم بعدها تحرك بعدم اهتمام مصطنع جهة الأريكة يشغل التلفاز ببرود شديد 

في الداخل 
انتبه زكريا لتلك الحالة التي عادت مجددا لزوجته وحدث مثلما حدث المرة السابقة فقد تيبس جسدها وكأنها شلت وأصبح تنفسها بطئ بشدة وكأنها على وشك لفظ أنفاسها الأخيرة لذا ودون تفكير ثانية كان يركض جهتها جاذبا إياها لاحضانه في عناق كبير ثم أخذ يهدهدها كطفلة صغيرة وهو يقرأ على مسامعها بعض الآيات القرآنية وهي فقط تتنفس پعنف بين أحضانه وهو مازال يتلو الآيات على مسامعها ويشدد على عناقها أكثر واكثر حتى كاد يدخلها لاحضانه متذكرا حديث والدتها له بأنها في تلك الحالة تحتاج فقط للشعور بأن أحد جوارها وأنها ليست وحدها لذا كان يشدد على عناقها وهو مستمر بتلاوة الآيات 
بينما فاطمة بمجرد رؤية رجل ذو جذع عالي حتى عادت لرأسها تلك الذكريات السوداء بعدما أفاقت من أغمائها و وجدت أحد الرجال يخرج من المرحاض وهو يجفف شعره متحدثا بنبرة مقززة مبتسما بخبث 
صباحية مباركة يا قمر 
أغمضت فاطمة عينها بشدة ټشتم رائحة غريبة عليها وصوت حنون اجش يقتحم غيمتها السوداء وهو يقرأ عليها بعض آيات القرآن بلطف وصوت ملائكي لتبدأ بالهدوء شيئا فشيء و بعض الشهقات تخرج من فمها كل فترة 
شعر زكريا بارتخاء جسد فاطمة ليبدأ في التحدث إليها بهمس حنون بشدة وكأنه يتحدث مع ابنته الصغيرة 
اششش انا هنا معاك مټخافيش انا جانبك دايما 
مدت فاطمة يدها دون وعي تحيط بها عنق زكريا بشدة وكأنها تخشى رحيله وعودة تلك الذكريات السوداء إليها مرة أخرى لتخرج همسة صغيرة من بين شفتيها ودون شعور بأي شيء سوى ذلك الدفء الغريب عليها والذي لأول مرة تشعر به 
متسبنيش 
ومجددا تلك الكلمة تكررها على مسامعة تستفز بها كل ذرة مسؤلية داخله تجاهها وكأنه لم يتزوج للتو بل حصل على طفلته الأولى التي يشعر جهتها بمسؤولية كبيرة جدا ولا يعلم لماذا هذا الشعور معها هي بالتحديد ربما لأنها زوجته لكنه شعر أيضا بنفس الشعور قبل زواجه منها أو ربما بسبب نظراتها الحزينة التي يراها دائما حسنا لا يهم كل ذلك المهم أنه بالفعل يشعر تجاهها بمسؤولية كبيرة إلى جانب بعض المشاعر الغريبة والتي لا يود حقا تفسيرها 
انتبه زكريا لانتظام انفاس فاطمة بجانب عنقه وقد علم منها بنومها لذا اعتدل قليلا وهو يحاول جعلها تتسطح على فراشه لكن بمجرد أن مد يده ليبعدها عن أحضانه حتى تشبثت به فاطمة أكثر وهي تبكي في نومها متمتمة پخوف 
لا خليك معايا متسبنيش 
ابتلع زكريا ريقه وهو ينظر إليها قليلا قبل أن يعتدل بجسده يستند على ظهر الفراش خلفه جاذبا اياها بين ذراعيه في وضعية افضل ثم نظر لها ببسمة لا يعلم مصدرها أو سببها حتى يقترب منها محققا حلمه الذي أراده منذ رؤيته لمنيرة تقبلها ف اقترب مقبلا إياها بحنان شديد من وجنتها وبعدها جذب الغطاء عليهم فأصبح هو يستند بظهره على الفراش خلفه وهي تنام قريرة العين بين أحضانه زوجته الصغيرة والتي كاد يفتن بها لولا طلبه من والدته أن تحفظها هي لكن ها هو القدر يصر على جمعهما معا وتحت مسمى جديد زوجته كرر زكريا الكلمة بتعجب شديد من وقعها عليه فها هو قد تزوج بعدما كان يبعد تلك الفكرة عن رأسه رافضا إياها في ذلك الوقت لكن ها هو يجلس على فراشه يضم بين أحضانه زوجته التي لا تتخطى معرفته بها ايام فقط 
تنهد زكريا وهو يغمض عينه تاركا كل شيء لحتى يستيقظ ناعما بذلك الدفء الجديد على فراشه وتلك الاحضان الغريبة عليه ارتسمت بسمة ساخرة على جانب فمه وهو يتذكر حساسيته الشديدة تجاه جميع النساء ورفضه حتى لمجرد لمسة عابرة ولو بالخطأ ها هو يحتضن امرأة غريبة تقريبا وكأنه عاشق لها وليس شخص عرفها من ايام فقط وقد كانت غريبة عليه و ها قد أضحت تلك الغريبة امرأته

ركض رشدي پجنون في طرقات المشفى يتبعه هادي الذي فزع لحالته حينما أنهى اتصاله مع أخته كان يسير رشدي في ممرات المشفى وهو يبحث بعينه عن رقم الغرفة الذي علمه من أخته 
داخل الغرفة كانت ماسة تضحك بتعب شديد على تذمرات شيماء من هادي 
مش فاهمة هو شايف نفسه ايه قال مفكرني اتصلت عشان سواد عيونه 
صمتت قليلا ثم أخذت تتحدث بنبرة خشنة بعض الشيء مقلدة هادي 
طالما اتصلتي يبقى حاسة بالذنب يلا راضيني بقى 
ازدادت ضحكات ماسة وهي تضع يدها على صدرها بۏجع بينما سحر كانت تنظر لهما بيأس ثم قالت وهي تنهض 
هروح اجيب اي حاجة اشربها بدل القعدة اللي كلها تنمر دي 
انهت حديثها تاركة كلا الفتاتين تنظران في اثرها ببسمة حتى تحدثت ماسة بمشاغبة ومازالت نبرتها مجهدة وبشدة  
سيبك من سحر يابت وقلديلي هادي شكلك مسخرة وأنت بتقلديه 
ابتسمت شيماء بغباء وحماس وهي تنهض من الفراش الخاص بماسة التي تحسنت قليلا وأصبحت قادرة على التحدث بعدما كانت تتنفس بصعوبة 
توسطت شيماء الغرفة وهي تنفخ صدرها بشدة تقف وهي تفتح قدميها بشكل مثير للضحك ثم تحركت في الغرفة كبطريق متحدثة بصوت رخيم اجش تحاول منه تقليد صوت هادي 
اسمع يا رشدي انا هروح اجيب امي والخلاط وهاجي اتجوز اختك 
عند هذه اللحظة لم تتمكن ماسة من التحمل فصړخت من الضحك تراقب مشية شيماء وهي تفتح قدميها بغباء شديد نافخة صدرها حتى كادت تفقد أنفاسها 
استمرت شيماء في تقليد هادي وهي تركض ومازالت تفتح قدمها بغباء تقلد هادي أثناء نداءه لرشدي 
رشدي رشدي ااااا
كانت تتحدث
وهي تمثل وكأنها تركض خلف رشدي بهيئة هادي لكن وأثناء ذلك استدارت فجأة لتجد أن رشدي وهادي يقفان على باب الغرفة والبلاهة هي كل ما يظهر على ملامحهما 
كان هادي يرمش بعدم استيعاب يرى تلك الغبية تقلده بهذا الشكل المضحك بحق الله هو حتى لا يسير بهذا الشكل البشع الذي تقوم به 
رفع رشدي حاجبه وهو يمرر أنظاره على زوجته واخته يا الله ما هذا الغباء الذي يحاط به 
ابتلعت شيماء ريقها پصدمة وهي تعتدل في وقفتها وتجلي حلقها بتوتر مشيرة لماسة التي فور رؤيتها لرشدي حتى ادعت الإغماء وهي تلقي يديها جوارها مخرجة لسانها وكأنها للتو ماټت خنقا 
ماسة هي اللي قالتلي

تمام يا مرسي مش انت عملت اللي انت عايزة 
ممكن بقى تسيبني انا وبنتي في حالنا 
صدم مرسي من حديث زوجته هل تمنعه الآن من ممارسة حقه كأب وزوج ويبدو أن منيرة ادركت فيما يفكر لتتحدث بهدوء وحيادية تحاول أن تتحكم في ڠضبها قليلا فبالنهاية هذا زوجها ويجب
عليها احترامه حتى وإن لم يستحق ذلك 
هتفضل اب لبنتك دايما يامرسي انا مش بقولك اني بمنعك تكون ليها اب بالعكس أنا بتمنى أنك تكون اب ليها ولو ليوم واحد يا مرسي 
صمتت تراقب ملامح الاستنكار التي تعلو وجه زوجها وكأنها رمته للتو بأتهام باطل سخرت في نفسها وهي تسمع صوت نحمده التي اكتفت مما تقوله زوجة اخيها 
قصدك ايه يا منيرة محسساني إنه ماسك الكرباج ونازل جل د في بنته مش كل اللي بيعمله عشان مصلحتها واديكي شايفة اهو جوزها لواحد ماشاء الله 
ياريته كان جل دها ياريته بس هو معملش كده هو دبحها يا نحمده بعدين مين ده اللي جوزها ها 
كانت توجه نظراتها الحادة لوجه نحمده قائلة پغضب مچنون 
جوزها مين معلش ده كان جايب واحد عجوز يجوزها ليه ولا أنت مكنتيش معانا ولو زكريا اتجوزها فده كرم ورجولة منه هو مش فضل من اخوك 
صدمت نحمده من حديث منيرة التي تخطت به كل الخطوط الحمراء وهي التي لم ترفع يوما صوتها على أحد وكانت دائما تختبأ إذا ما سمعت مواء قطة بالقرب ها هي ذا تنتفض أمامهم وكأنها على وشك الھجوم عليهم 
صمتت نحمده ولم تتحدث بكلمة أخرى فهي لا تضمن ردة فعل منيرة قد تطردها وابنتها من المنزل ولا تجد مكان تذهب إليه بينما كان مرسي صامت صمت مريب يستمع لكن ما تقوله زوجته عنه دون حتى كلمة اعتراض من جهته 
نظرت منيرة لهما ببسمة سعيدة بسيطرتها على الأوضاع هنا لتتحدث بعد صمت طويل عن المكان 
من انهاردة محدش فيكم هيتدخل في حياة بنتي ولا حد ليه الحق يتحكم فيها غير جوزها وبس

كانت تغمض عينيها ناعمة بدفء غريب دفء ودت لو تعيشه طوال حياتها ابتسمت أثناء نومها وهي تتشبث أكثر بذلك الشيء الذي يضمها ثم اقتربت اكثر وهي تقبل ذلك الشيء بحب وراحة شديدة 
بينما كان زكريا يكاد ينفجر خجلا مما تفعل فهي تلتصق به بشكل خطېر جدا وهو لم يعتد على أن ېلمس امرأة غير والدته والآن تأتي هذه وتلتصق به بهذه القوة ب 
حاول أن يتنفس ليهدأ نفسه ثم مد يده بتردد وهو يربت على رأسها بحنان هامسا بصوت خاڤت 
فاطمة 
لم تجبه فاطمة رافضة أن تخرج من تلك الغيمة التي تحيطها بكل راحة لكن زكريا عاد مجددا ونادى عليها وهو يحاول تهدأته ضړبات قلبه التي تكاد تخرج من صدره 
فاطمة اصحي 
فتحت فاطمة عينيها قليلا لا تعي شيء حولها و دون شعور منها أو حتى تعلم سبب فعلتها اقتربت من زكريا وهي مازالت تغلق عينها بعض الشيء ثم كوبت وجهه قليلا واقتربت منه وقبلته في خده وبعدها أحاطت رقبته واكملت نومها وكأنها كانت بحلم أو ما شابه تاركة زكريا يكاد قلبه يتوقف عن الخفقان وانفاسه تتسارع وهو يهمس 
رباه سيتوقف قلبي 
حاول زكريا الابتعاد عنها بعدما فشل في جعلها تستيقظ وللحق هو في هذه
 

36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 84 صفحات