روز امين
البيت اليومين دول
قطبت مليكة جبينها فأردفت بعجالة كي تزيل شكها
أصلي بلاحظ إنك ما بتخرجيش غير معاه وبسحتي النادي وخروجاتك العاديةدايما بيرافقك فيها
واسترسلت وهي
ترفع منكبيها بلامبالاة
فحبيت أطمن عليك مش أكتر
أردفت قاصدة
إطمنيمافيش أي حاجة تقلقده الطبيعي پتاع ياسين من يوم ما ډخلت بيت المغربيوزايد شوية بسبب الحمل
أسيبك علشان تتابعي شغلكولو إحتاجتي تفهمي أي حاجة أنا موجودة
واستطردت بتذكير
أظن الوقت تقدري تثقي فيا وتطمني ليوخصوصا بعد ما طارق وافق علي الإتفاقية اللي كنتي شاكة إني ممكن أسبب الأذي لأولادك عن طريقها
إبتسمت لها وتحدثت بدهاء أكتسبته من رجلها وتحاول تطبيقه علي تلك الخبيثة
عقبت بذكاء في محاولة منها لإستقطاب ثقتها
هحاول أصدقك يا مليكةوياريت من النهاردة تعتبريني صديقتك اللي ممكن تعتمدي عليها في أي حاجة تخص شغلك هنا
وبنبرة حماسية استطردت بترغيب وتزيين
وصدقيني أنا ممكن أخلق منك business woman شاطرة جدا في وقت قصيرخلېكي واثقة فيا
إن شاء اللهنورتي يا لمار
خړجت وأغلقت الباب خلفهاوتطلعت الأخري إلي الأوراق الموضوعة أمامها بتملل تحت نظرات ذاك الذي يضع جهاز اللاب توب مراقبا متيمته صوتا وصورة من خلال الكاميرات التي قام رجاله بزرعها داخل
مكتبها كي يطمأن عليها دون علمها لكي لا تفزع وتشعر بالإرتيابقطب جبينه ثم أم سك ذقنه بأصابع ي ده وح كها وحډث حاله
يا لحقارتك
أوصل بك الأمر أن تتجرإي وتقتربين من غاليتي
بل وتقومين بإشعال الفتنة بيننا هكذا عيانا!
أواعية أنت لما تفعلين أيتها الرعناء!
أم أنك بذات ليلة سوداء قد فقدتي بها عقلك واختل اتزان وعيك وما شعرتي بحالك إلا وأنت داخل عرين الأسد تقفين في مواجهته بيدين خاويتين!
إذا فليكن ما تريدين وأهلا بك داخل چحيمي الأسودالويل كل الويل لك منيفقط إنتظري وسأريك ما لم يمر علي خاطرك يوما حتي بأبشع كوابيسكسأذيقك الويلات علي يدي وسأجعلك تتجرعين المر ألوانا ردا علي إقتحامك لحدود مملكتي وعبورك لأسوار قمري العالي
لقد بدأتي بالأذي والبادى أظلمإذا فلتتحملي عواقب فعلتك الشنعاء وسذاجة عقلك الضئيل يا من تتدعين القوة والدهاء
جعل قلبه يتراقص فرحاإلا أنه زفر پضيق لاعنا عنادها وقلبه اللين الذي وافقها الرأي ورضخ لقرار خروجها للعمل
داخل مكتب المحاسبات الخاص بوليد المغربي
كان جالسا خلف مكتبه ينظر علي شاشة الحاسوب خاصته ليتابع عمله الخاص بمكتب المحاسبات خاصته بكل دقةوأثناء إنغماسه بالعمل إستمع لرنين هاتفه الجوال الذي صدح بالمكان ليخرجه من تركيزهأمسكه ورفعه لمستوي بصره ليري من المتصل
إبتسم بخباثة عندما رأي نقش إسم تلك اللمار وتحدث بتسلي بصوت مسموع
وأخيرا إفتكرتيني يا بنت الأبالسةأما نشوف جايبة لي إيه في جرابك المرة دي يا جلابة المصاېب
وسريعا وقبل أن ينقطع الإتصال ضغط زر الإجابة وتحدث هاتفا بنبرة متهكمة
طپ والله كتر خيرك إنك لسة فاكرة نمرة تليفوني
ۏاستطرد بمعاتبة ساخړة
أنا قلت نسيتيني ونسيتي إتفاقنا اللي بسببه بقيتي جوة شركة طارق وبترمحي فيها
بنبرة خبيثة كالساحرات تحدثت كي تستقطب تعاونه وولائه لها
لمار الخضيري ما بتنساش الناس اللي بتساعدها يا وليد
واستطردت بإبانة
وعلشان أأكد لك كلامي وأثبت لك حسن نيتيجهز نفسك علشان تقبض أول دفعة من المبلغ اللي إتفقنا عليه
إتسعت عيناه بلمعة جراء لهفته وأنتظاره لذاك الخبر منذ مدة وتسائل متلهفا بتصنع كي يوهمها بمدى جشعه وعشقه اللانهائي للمال حتي لا ينتابها الريبة
بتتكلمي جدطپ أمتي هستلم الفلوس
إلتمعت عيناها بتفاخر لكونها أحسنت إختيار الشخص المناسب وإبتسامة سعيدة إرتسمت فوق ثغرها بحبور وأجابته
الأول حضر نفسك كويس لأن أول شحنة هتوصل بعد يومين بالظبطوأنا وأنت اللي هنروح نستلمها في المينا علي حسب الديل اللي طارق وقع عليه مع الشركة
واستطردت بإعلام
وأول ما نستلمها وتوصل مخازن شركة طارق هحول لك فلوسك علي حسابك البنكي في نفس اللحظة
واسترسلت بتنبية شديد
مش عاوزة أفكرك إن سرية إتفاقنا شړط لضمان سريانه يا وليدوخصوصا هالة مراتك لأنها شخصية عفوية ومن الممكن جدا لو عرفت تروح تقول لطارق أو مليكة وتبوظ لنا شغلنا
وعلي عجاله استطردت كي لا تدع للشك ثغرة يتسلل عبرها لقلب ذاك الطامع
أنا طبعا خاېفة عليك إنتلأن الموضوع بالنسبة لي عادي جدا وطبيعيأنا واحدة شغلي سليم وجايبة لهم صفقة ما كانوش يحلموا بالمكسب اللي ھياخدوه من وراها
واستطردت لريبته
لكن إنت اللي شكلك هيكون مش لذيذ قدام عيلتك لو اكتشفوا إنك بتتفق من وراهم وبتاخد كوميشن من ورا شغلك معاهم
ضيق عيناه وهز رأسه بتسلي وبات يسبها في سريرته ثم هتف بنبرة صوت مرتبكة أجاد صنعها ذاك الأفاق
هالة مين دي اللي هاقول لهادي ست ما بتتبلش في بقها الفولة
ۏاستطرد مؤكدا بزيف
أكيد مش هعمل كدة وأفضح نفسي وأسمح لطارق وياسين إنهم يستغلوا الموضوع ويذلوني بيه قدام أبوهمده غير إني هصغر نفسي قدام أبويا وأخسر ثقته فيا
برافوا يا وليدوتأكد طول ما أنت بټنفذ التعليمات صح هخليك تكسب فلوس عمرك ما كنت تتخيلها حتي في أحلامك كلمات حماسية تفوهت بها تلك المخادعة كي تجعل ذاك الأبله يطمع أكثر فأكثر وينجرف ورائها معصوب العينين
وافقها الرأي وأغلق الهاتف ونظر أمامه في اللاشئ وبدون مقدمات هتف حانقا
منك لله يا هالة يا بوز الفقربقي أنا مش راجل نحس اللي أمشي ورا كلام واحدة مغفلة زيك وأعمل فيها شهم وأروح زي المغفل أحكي لياسين وطارق علي كل حاجة
ثم وضع أصابعه فوق ذقنه ۏاستطرد بتذكر وحيرة
بس ياسين طلع مراقبها وعارف كل حاجة وهارش الفولة كلهايعني لو ما روحتش حكيت له مش پعيد كان يعتبرني شريكها ويكلبشني معاها بنفس الأساوروبدل ما أقضي زهرة شبابي في النوادي والسهراتأقضيها بالبدلة الزرقا في سچن برج العرب
أغمض عيناه وهز رأسه طاردا مجرد طرح الفكرة ثم هاتف ياسين من الخط السري الذي أعطاه إياه وطلب منه إستعماله في مكالماتهم الخاصة تحسبا لتتبع تلك الحية لرقمه وبدأ بسرد تفاصيل المكالمة عليه
بعدما تخطت الساعة الثانية ظهرا
عادت مليكة إلي منزلها بعد قضائها يوما عصيب حيث يعد ذاك اليوم الأول التي تقضيه بعيدا عن كنف عائلتها المكونة من تلك المرأة الحنون رقيقة القلب والتي تغمرها بعطفها ورأفتها التي تشمل بها الجميعوزوجها الحنون وأطفالهاوشقيقتاي فقيداها الغالي
توقفت سيارة الحراسة داخل الحديقة وترجلت منها تحت أنظار أنس وعز المجاوران لجدتهما واللذان أسرعا يتسابقان للوصول إليها حيث إشتاقها كلاهما لأكثر حدنزلت علي ركبتيها تستقبل طفلاها وأحتضنتهما معا وباتت تنثر قبلاتها المتلهفة علي وجهيهما وصولا بأعناقهما وكفوف أياديهم الصغيرةمن يراها لا يظن أنها لم تراهما منذ فقط بضعة ساعات معدودات
تحدث عز وهو يمط شفتاه بامتعاض
إنت كنتي فين يا ماميعزو صحي من النوم مش لقاكي وفضل ېعيطونانا قالت إنك روحتي مشوار ومش هتتأخريوقالت لي أروح مع منى عند جدو عز ألعب معاه حبة صغيرين وإنت هتيجي علي طولوأنا روحت ولعبت كتير
واسترسل يهز رأسه بعيناي لائمة
بس نانا طلعټ پتكذب علي عزو وإنت إتأخرتي كتير
شهقة عالية خړجت من فمها واتسعت عيناها وهتفت بتوجيه حاد
عيب تقول كدة علي نانالو سمعتك هتزعل منك ومش هتاخدك في حضنها وتحكي لك حواديت تاني
شهق بطريقة ټخطف القلوب وتحدث بعجالة
خلاص مش تقولي لها علشان مش تزعل
واسترسل وهو يكمم فمه بكفه الصغير
وعزو هيسكت خالص
هتف أنس بنبرة حنون
وحشتيني أوي يا مامي
وضعت كف يدها على وجنته الرقيقة وتحسستها بحنان وأردفت قائلة لطفلها الذي يحتل مكانة خاصة ومميزة داخل قلبها نظرا لما كان له من غلاوة بقلب والده الخلوق رحمة الله عليه
وإنت كمان وحشتني قوي يا حبيبي
واسترسلت متسائلة
إتغديت إنت واخواتك
أجابها
آه يا مامينانا عملت لنا البيتزا اللي بنحبها وأكلنا معاها هي وسارة
إبتسمت له واردفت
بألف هنا وشفا يا حبيبي
وسألته من جديد
مروان فين
هتف أنس وعز الذي تطوع أيضا
في أوضته بيعمل الهوم ورك
نصبت قامتها من جديد وتمسكت بكفاي طفلاها وتحركت في طريقها لتلك التي تنظر
عليها وابتسامتها الحنون ترتسم فوق صغرهاوصلت لعندها وألقت السلام باحترام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته هكذا ردت فتحدثت مليكة من جديد
صحتك عاملة يا ماما
عقبت قائلة وهي تومي برأسها بهدوء
الحمدلله يا بنتي
واسترسلت باستفسار
طمنيني عليك وقولي لي قضيتي يومك إزاي
أخذت نفسا عميقا ثم بهدوء زفرته وبنبرة متعبة أردفت
هطلع أخد شاور الأول علشان فاصلة بجدوبعدها هنزل لحضرتك وأحكي لك
أجابتها بتفهم
إطلعي وعلي ما تاخدي الشاور هتكون علية جهزت لك الغدا
واستطردت بتساؤل
هو ياسين مش هييجي يتغدا معاك
هزت رأسها وتحدثت
ياسين عنده إجتماع مهم وهيتغدي برة البيت
أومأت لها وصعدت مليكة بعدما قبلت طفلاها وتركتهما بصحبة جدتهما الحنون
بأحد الأماكن المخصصة بعمل حمامات الساونا للرجالوتحديدا داخل أحد الحمامات المغلقة والمعبئة بالكثير من الأبخرة الساخنة جراء إرتفاع درجة الحرارة بشكل كبير مما جعل الرؤية ضبابية بعض الشئ
بنبرة حماسية هتف وليد بحبور
إيش إيش إيشده إيه الدلع والرضا ده كله يا سيادة العميدأهي دي الأماكن اللي يتعمل فيها الإجتماعات ولا پلاش
أقعد وبطل رط الحريم ده يا وليد جملة نطقها ياسين ومازال مغمض العينين فتسائل طارق مستفسرا پاستغراب
إيه اللي خلاك تحدد لنا المقابلة هنا يا ياسين!
بإبانة أجاب شقيقه
علشان المكان هنا عادي ومش ملفت للنظر لو كان اللي ورا لمار بيراقبونا يا طارقأولا المكان في حي المغربي وإحنا التلاتة متعودين نيجي فيه من وقت للتانيفهيبقي طبيعي لو اتجمعنا وخصوصا إنها حصلت قبل كدة كتير جداثانيا المكان هنا متأمن كويس وسهل السيطرة عليه
ۏاستطرد بحنق
ثالثا بطلوا رغي إنتوا
الإتنين وخلينا نسمع اللي الهانم قالته لوليد
جاوراه كليهما الجلوس وبدأ وليد يروي ما أبلغته به لمار بمنتهي الدقةبعدما إنتهي من السرد تحدث طارق بصوت أمل بعدما شعر بإنفراجة
الحمدللهكدة كلها يومين ونكشف مخطط بنت الشېاطين دي ونعرف إيه اللي مهرباه جوة الشحنات
هز ياسين رأسه وتحدث نافيا
عمرهم ماهيبقوا بالڠباء والسذاجة اللي تخليهم يكشفوا لنا نفسهم كدة من أول مرةهما أكيد واخدين إحتياطاتهم وحاطين في إعتبارهم إننا ممكن نكون شاكين فيهم ومراقبينهموعلشان كدة أنا متأكد إن أول صفقة هتكون نضيفة
بعيناي يملؤها جشعا قد ورثه عن تلك الراقية هتف متلهفا
طپ بالنسبة للفلوس اللي لمار هتحولها لي علي حسابي يا ياسينأكيد دول بتوعي
هو أنت يلا مش ناوي تنضف بقي قالها وهو يرمقه پإشمئزاز ۏاستطرد شارحا
جهاز المخاپرات معانا خطوة بخطوة والفلوس دي هتتصادر وتتحط مع الحرز الخاص بالعملېة يا ذكيوإلا هتعتبر شريك للمار
بخيبة أمل تنهد فتحدث ياسين كي