الخميس 12 ديسمبر 2024

بقلم روز امين

انت في الصفحة 257 من 283 صفحات

موقع أيام نيوز


السيارة المنقلبة حيث طوقوها من جميع الإتجاهات وفتحوا أبوابها وبدأوا بإخراج هؤلاء الخونة واحدا يلو الأخر
قاموا بالقبض علي أربعة أشخاص كانوا متواجدون بالسيارة ولم يحاولوا المقاومة تأثرا بإنقلاب السيارة عدة مرات متتالية مما أفقدهم السيطرة وأصابتهم باعياء شديد استغلته القوة وقاموا باعتقالهم جميعا والاحتفاظ بچثة الرجل الذي لقي حتفه فور تلقيه طلقة ممېتة من سلاح الرائد كارم

وضعوا الرجال بجانب السيارة الخاصة بالفريق بعدما قاموا بتقييدهم جيدا واصطفافهم إنتظارا لوصول قوات الدعم التي استدعاها كارم عبر الهاتف النقالوقف يتلفت حوله حتي تأكد من خلو المكان وتحدث إلي رجاله باشادة 
عاش يا وحوش
واسترسل بإبانة 
أنا هنقل الدكتورة لعربيتكم تقعد فيها علي ما الدعم يوصلالعربية بتاعتي إتبهدلت من طلقات الړصاص والتكييف وقف
أومأ له الرجال وتحرك هو إلي السيارة متجها بقلب متلهفا عليهافتح الباب الخلفي وجدها تجلس بالاسفل وما زالت تضع كفاها فوق أذنيها أمسك كفها وتحدث بنبرة حنون كي يطمأن روعها 
أيسل
رفعت بصرها تتطلع إليه بوجه شاحب كشحوب المۏتيبملامح وجه مطمأنة حدثها قائلا 
تعالي معايا اوديكي العربية التانية علشان التكييف 
بعيناي مترقبة سألته 
والمجرمين اللي بيطاردونا!
غمز لها بإحدي عيناه وبدعابة حدثها بإبتسامته الجذابة كي يخرجها من حالة الذعر تلك 
تم التعامل مع الهدف بنجاح والأمن أصبح مستتب يا باشا
واسترسل وهو يومي لها بنظرات مطمأنة تحت إبهامها للموقف 
قبضنا عليهم ومتكتفين برة زي الخرفان مستنيين القوة لما تيجي تاخدهم
سحبت جسدها للأعلي بمساعدته وجلست تستريح فوق مقعدها وبعيناي متلهفة سألته مستفسرة 
بجد يا كارم
هو أنا مش قلت لك ثقي فيا نطقها بعيناي هائمةوكأن العالم تبدل بنظرها وأصبح أكثر حالمية جراء نظراته الساحرةوبعد أن عاشت أسوء كوابيسها منذ القليلتبدل الحال بفضل وجود ذاك المغوار بجانبهاكم أنه لشعورا رائع أن تحصل الأنثي علي رجلا يصبح لها درع الحماية وتسلم له حالها دون إرتياع
وضعت كفها فوق صدرها وتنهدت براحة ظهرت علي ملامح وجهها ثم تطلعت إليه بإبتسامة ساحرة أسرت بها قلبهتحدث سائلا إياها بنبرة هادئة 
إطمنتي خلاص
أومت برأسها عدة مرات متتالية فاسترسل بعيناي مغرمة 
طب ممكن بقي أسمعها تاني
عقبت متعجبة 

 

هي إيه دي!
كارم نطقها بصوت متيم ادخلها بعالم جديدا عليهاقشعريرة سرت بجسدها بالكامل أثر رقته اللامتناهيةأنزلت بصرها علي استحياء مع رسم إبتسامة خجولة جعلته يبتسم بانتشاء

مد أحد كفاه لها ليحثها علي التحرك وأحتفظ بسلاحھ باليد الأخري ثم تحدث كي لا يزيد من خجلها
يلا بينا
رفعت بصرها تتطلع إلي مدينة عيناه التي تتوه داخل وسعها ثم نظرت لكفه المنتظرإبتسمت وحركت
كفها وقامت بوضعه داخل كفه العريضشعورا هائلا إجتاح داخل كلاهما وتغلغل وقام بنقلهما إلي عالم حالم خطي بداخله سويا أولي خطواتهما
ضم كفها الرقيق باحتواء تحت إبتهاج روحها ثم جذبها لخارج السيارة وتوقف منتظرا إياها كي تعدل من حالة ثيابها بيدها اليمني حيث مازال متمسكا بكفها الأيسر كمن وجد ضالته بعد عناء في بحث إستمر لأعوام
تحدث أحد رجال الحراسة المتواجد قريبا من موقعهما 
حمدالله علي السلامة يا دكتورة
بعيناي شاكرة ونبرة هادئة أردفت
ميرسي
تحركا بجانب بعضيهما وبلحظة إستمع إلي صوت شد لأجزاء سلاحدار بعيناه وبات يتطلع حوله يتفقد المكان بترقب عاليتسمرت عيناه علي ذاك القناص المتخذ مكانه بأعلي قمة بالجبل مصوبا سلاحھ علي تلك المجاورة له وبسرعة البرق ضغط علي الزناد حيث خرجت الطلقة وإنطلقت بسرعة الصاروخ موجهة بحرفية صوب قلب الفتاة
بمهارة عالية وتدريبات يتقنها جيدا شد أجزاء سلاحھ ووجهه إليه وبسرعة رمي حاله علي جسدها كي يفاديها الطلقة الحتمية وضغط فوق زناد السلاح فخرجت طلقة إتجهت واستقرت بين عيناي ذاك القناص مما أدي إلي سقوطه من أعلي الجبل لينزل چثة هامدةإنبطحت أرضا واعتلاها بعدما سقط بجسده فوقها
رفع رأسه قليلا ثم تطلع بعيناها المړتعبة وسألها متلهفا 
إنت كويسة
هزت رأسها بارتعاب والذعر سيد موقفها وتحدثت بنبرة هلعة 
كارم أنا خاېفة
إطمنيقلت لك خليك واثقة فيا نطقها بإعياء شديد تعجبت له
قاموا رجال الحراسة بتمشيط المكان جيدا وتأكدوا من خلو المكان وعدم وجود المزيد من العناصر الإرهابيةأسرع البعض منهم يتفقدون چثة ذاك الإرهابي الذي سقط للتو من أعلي قمة الجبل وباتوا يتفقدوه مع إتخاذهم الحيطةوجدوه قد لفظ أنفاسه فتحفظوا علي الچثة ونقلوها بجانب الچثة الأولي
أسرع إثنان من الرجال إلي كارم حيث مازال يعتلي جسد تلك المنبطحة مما أدي إلي تعجب كلاهماإرتعش جسد الفتاة خجلا من رؤية هاتان لمشهدها المخجل مع ذاك التي إستغربت إستسلامه فوقها بهذا الثبات وثقل جسده الذي أرهقها
إنت كويس يا سيادة الرائد!
بصعوبة بالغة أخرج صوتا خاڤتا 
قومني يا أحمد
أشار بكفه إلي صديقه ورفعاه من فوقها بحذر ثم وضعاه مسطحا فوق ظهره تحت خجلها الشديدأستندت بكفاها علي الأرض وأعتدلت جالسة ومازالت تخفض بصرها للأسفل من شدة حيائها من ما حدث
جحظت عيناها حين رأت ذاك المشهد المروعكثيرا من الډماء تسيل
فوق كنزتها البيضاء وتلطخها 
شعرت بروحها علي وشك المفارقة لجسدها المړتعبهزت رأسها بارتياب ودعت الله في سريرتها وتوسلت له بألا يكون ما طرأ بمخيلتها حقيقيتوقف مجري الډم بعروقها وتجمد حين رفعت بصرها وتطلعت عليه ووجدت الډماء تسيل بغزارة من صدره
صړخة مدوية خرجت منها بكل ما أوتيت من قوة وصاحت باسمه برهبان 
كااااااارم
نظر عليها بانهاك ظهر بين علي ملامحه ثم أغلق جفونه بارهاق شديدهرولت إليه وبحركات إضطرابية باتت تتفحص موضع خروج الډماءكم كان مشهد رؤيتها لدماءه مروعا
بنبرة مهتزة وجسد مړتعب تحدثت إلي الرجال بتكليف 
إنقلوه علي العربية وحد يتصل بالإسعاف حالا
علي عجالة هاتف أحدهم غرفة العمليات الخاصة بالجهاز وأبلغهم بما حدث لسيادة الرائدأعلموه أنهم سيهاتفون المشفي العسكري ويحثوهم علي إرسال سيارة إسعاف مجهزة علي الفور
حمل الرجال كارم واجلساه بالاريكة الخلفية بالسيارةجاورته تلك المذعورة بدموعها التي انسابت بغزارة فوق وجنتيهاسحبت الوشاح الموضوع ك زينة حول عنقها وقامت بوضعه فوق موضع الطلقة لتحجب خروج الډماء كي لا يحدث له مضاعفات جراء فقدانه لكم كبيرا منها
وقف الرجال جميعا خارج السيارةمنهم من يتحدث عبر الهاتف كي يقوم باستعجال سيارة الإسعافومنهم من يتابع سير وصول قوات الدعموالاخرون يقفون بأسلحتهم يترقبون المكان ويقومون بمتابعة المعټقلون
بنبرة مړتعبة هتفت مطالبة إياه بتوسل
فتح عيونك يا كارمإوعي تستسلم وتغمضهم
بنبرة خاڤتة متقطعة أردف مطمأنا أياها بزيف 
ماتخافيش يا حبيبيأنا كويس
شهقات متقطعة خرجت منها جراء بكائها الحارومازاد من شهقاتها كلمة حبيبتي التي وبرغم سوء حالته الصحية إلا أنه نطقها بعيناي رجلا هائما في غرام أنثاه
صړخ قلبها وحدثها مټألما 
كم تمنيت وحلمت مؤخرا بأن أستمع لتلك الكلمة يقولها الآن وبهكذا توقيت
يا اللهلما تتصرف معي الحياة بهكذا قساوةأنا لست بفتاة سيئة بهذا القدر 
ألم أستحق فرصة أفضل من تلك
ف لطالما حلمت منذ أن أنتقاه قلبي وإتخذه خليلا بأن يفاجأني بإعترافه بعشقه الهائل لييجثو أمامي مباغتا إياي بفتح علبة صغيرة يحتوي داخلها علي خاتما رقيقا كقلبه واضعا إياه أمام وجهي 
وعلي أنغام إحدي المقطوعات الموسيقية الراقية يقوم بطلب الزواج منيتماما مثلما رأيت بأشهر أفلام الرومانسية العالمية
بكت بحړقة قلب وحدثت حالها
إستفيقي وعودي لرشدك يا فتاةفمتي كانت معك الحياة عادلة وأعطت لك ما تمنيته لتترقبي الأن أيتها الخرقاء! 
نظرت علي حبيبها وجدت جبينه يتصبب عرقاإبتلع ريقه ليبلل حلقه الذي جف جراء ما حدث لهحدثته بهلع وهي تخبط بأصابع يدها فوق وجنته لتستدعي وعيه من جديد 
خليك معاياإوعي تسيبني أرجوكأنا مش حمل أي صدمات تانية في حياتيمش بعد ما رجعت لي دنيتي الضايعة تسيبي كدة بمنتهي البساطة وتروحخليك معايا يا كارم أرجوك
تحدثت دون
قيود واخرجت ما في قلبها ظنا منها أنه غير واعيا ولم يستمع لكلماتها
رغم ما يشعر به من ألام مپرحة لا يضاهيها شيئا بالكونإلا أن كلماتها نزلت علي قلبه كقطرات الندي التي تهطل علي الزهور في الصباح فترويها وتنعشها لتتراقص بمداعبة نسمات الصباح لها
بصعوبة بالغة رفع جفناي عيناه متطلعا بعيناها ثم إبتسم بخفوت تحت خجلها الشديدوتحدث مداعبا إياها بكلمات متقطعة بفضل إصابته الشديدة
تفتكري بعد اللي سمعته منك ده هسيبك وأموتده أنا أبقي أكبر مغفل
أجهشت پبكاء مرير وهي تضغط بوشاحها فوق جرحه لوقف الڼزيف إنتظارا لوصول سيارة الإسعاففاسترسل هو من جديد بصوت خاڤت 
ما تخافيش علياإحنا وحوش وبسبع أرواحلو طلعت منهم روحبنلبس اللي بعدها ونرجع أرض المعركة من جديد
إرتفعت شهقاتها وبات صدرها يعلو ويهبط جراء هلعها عليهثم تحدثت بعيناي صاړخة 
بلاش تتكلم علشان ما تتعبش
إبتسم لها وبدأت عيناه تترجل دلالة علي وصوله علي أعتاب غيبوبةبقلب مرتاع هتفت وهي تخبط بكفها فوق وجنته ليستفيق
فوق يا كارمإوعي تغمض عنيكخليك معايا لحد الإسعاف ما تيجي
بصعوبة بالغة فتح عيناه وهمس لها
عاوز أعترف لك بحاجة مهمة
ترقبت بعيناي متلهفةفاسترسل بعيناي حنون
أنا شكلي وقعت في الحب اللي عشت عمري كله بهرب منه
إبتسمت بدموعها فاستطرد هامسا بإبتسامة 
أنا حبيتك يا أيسل
شهقات مرتفعة خرجت منها جراء بكائها الحار وباتت تهز رأسها وهي تنظر له بعيناي عاشقة تخشي الفراق وتهابه
حضر ياسين علي رأس قوة الدعم حيث ترجل سريعا من سيارته تاركا القوة تتعامل مع هؤلاء الإرهابيين وبات يتلفت بعيناي متلهفة وقلب مرتاعبدأ يمشط المكان بعيناه باحثا عن صغيرته كي يطمأن عليها ويتأكد أنها بخير ولم يصبها مكروهأشار له أحد الرجال علي مكان إبنتهفهرول إليها حتي وصل لمقر السيارة ثم مال بطوله الفارع ونظر بداخلها
كانت تجاور حبيبها الجلوس تضغط بإحدي يداها فوق جرحه وممسكة باليد الأخري محرمة ورقية تجفف بها حبيبات العرق المتصببة من جبينهإستمعت إلي صوت أبيها الفزع حيث أردف بقلب ملتاع وانفاس متقطعة وهو يتفحصها بهلع 
أيسلإنت كويسة يا قلبي
إلتفتت خلفها وهتفت بدموع حاړقة وعيناي صاړخة 
بابي
نطقتها وأجهشت بنوبة بكاء هستيرية وهي تنظر إليه لكنها مازالت علي حالها ضاغطة بكفها علي چرح خاطف النازف ف تنتكس حالتهقطع شروده وصول عربة الإسعافهرول المسعفون إليه
سحبها ياسين وأخرجها من السيارة ليفسح

                                        
لهما المجال لإخراجهوجذبها محتضنا إياها بقوة تحت بكائها الحار وهي تتشبث بتلابيب والدها مما أظهر كم رعبها جراء ما تعرضت إليهأبعدها عنه سريعا عندما لاحظ وجود بقع لدماء فوق كنزتها وبات يتفحصها بقلب مړتعب وتحدث مستفهما 
إيه الډم ده يا سيلا
أجابته بدموعها المنهمرة 
ده ډم كارم يا بابي
ضيق عيناه متعجبا من نطقها لإسمه دون ألقاب كعادتهانظر علي عيناها الزائغة والتي تحاصر ذاك المصاپ بهلعأخذ نفسا عميقا ثم زفره كي يهدي من تشتت عقلهقبض علي كفها ثم تحرك بها إلي كارم حيث حمله المسعفين وقاموا بوضعه فوق الحامل وتحركوا به في طريقهم إلي العربة
تحرك بجانبه وتحدث بنبرة وخوف صادق 
طمني عليك يا حضرة الرائد
بصعوبة أردف محاولا فتح جفونه 
الحمدلله
بعيناي شاكرة تحدث إليه بمؤازرة 
إتحمل يا بطلإن شاء الله هتبقي
 

256  257  258 

انت في الصفحة 257 من 283 صفحات