الخميس 12 ديسمبر 2024

بقلم روز امين

انت في الصفحة 253 من 283 صفحات

موقع أيام نيوز


المربية الخاصة بهما حتي حين إنتهاء وجبة الغداء كي لا يحدثوا فوضي في حضور الزائر
إعتدلت أيسل بجلوسها ثم تنفست بانتشاء وراحة لم تتذوقهما منذ البعيدنظرت علي استحياء إلي الذي سلبها لبهاوجدته ينظر داخل صحنه باحترام
تحدثت ثريا إلي كارم 
يلا يا حضرة الظابط بسم اللهدوق عمايل إدينا وقول لي رأيك
علي استحياء نظر إليها وتحدث بمنتهي الرقي 

يا افندم الكتاب بيبان من عنوانهوالأكل ماشاء الله شكله لوحده يفتح النفس
واسترسل وهو ينظر إلي صحن ورق العنب المزين من الأعلي بشرائح اللحم الحمراء والليمون 
ده كفاية شكل ورق العنب
إبتسمت وتحدثت إلي حمزة 
قرب ورق العنب من حضرة الظابط وحط له منه في طبقه يا حمزة
حاضر يا تيتا نطقها الفتي وبدأ بوضع بعضا منه في حين تحدث ياسين إلي كارم لعلمه عشق الآخر لتلك الوجبة والتي تعني له الكثير
معمول لك بناءا علي التوصية ورق العنب بشرايح الموزة ده علي فكرة
إبتسم لسيده وشكره فاسترسل ياسين وهو يشير إليه بنبرة صادقة 
بالهنا والشفا يا كارم
غرس شوكته بأحد أصابع ورق العنب وتذوقه وبات يمضغه باستمتاع ظهر عليه إنتظر حتي إبتلع الطعام
وتحدث إلي ثريا منبهرا باشادة
لو قلت لحضرتك إن ده أطعم والذ ورق عنب أكلته في حياتي صدقيني مش هكون ببالع
واستطرد شاكرا 
تسلم إيد حضرتك
عقبت ببشاشة وجهها
بألف هنا علي قلبكبس للأمانة ورق العنب مش أنا اللي عملاه
واسترسلت وهي تنظر إلي مليكة باطراء 
طاجن ورق العنب بالموزة تخصص مدام مليكة أما الحمام المحشي والبط والممبار فدول أنا اللي عملاهم
أردف بتوقير 
هو الحقيقية الأكل كله هايل وبجد تسلم إيد حضرتك
وتحدث إلي مليكة دون النظر إلي وجهها بعدما لاحظ غيرة ياسين وقرر النأي بحاله من براثن ذاك المفترس 
تسلم إيدك يا افندم
أومأت بهدوء وشكرته لتجنب ڠضب حبيبها الغيورنظرت أيسل إلي كارم وسألته بمشاكسة 
شكلك بتحب الأكل قوي يا حضرة الرائد مع إنه مايبانش عليك
أجابها بإيضاح
انا مرتب جدا في حياتي وأحب كل حاجة في حياتي تتعمل علي أكمل وجهحتي الأكل لازم أتذوقه وأستطعمه ويعجبني علشان أقدر أكله
واستطرد مفسرا 
ولو معجبنيش مستحيل أكمل طبقي لو حتي ھموت من الجوعوللأسف ده مسبب لي مشاكل في أي مكان بروحهعلشان كدة بتجنب العزومات وبقلل من الخروجات اللي تخص الأكل علي قد ما بقدر
كانت تستمع له بشغفضحك ياسين وتحدث باستفهام مشاكسا به تلميذه النجيب 
إوعي يكون ده السبب في إنك فسخت خطوبتك الاخيرة
كانت كلمات والدها أشبه بمادة قابلة للإشتعال حيث نزلت علي قلبها المولع بعشقه فأصابته بشرارة تحولت بلحظات إلي إشتعالا شديد
حدثت حالها پجنون 
هل كان لديه خطيبة
أكان بينهما قصة عشقأم انها مجرد خطيبة طرحت عليه من أحدهم
إبتسم بخفة وتحدث بإبانة 
علشان أكون صادق في كلامي ده كان واحد من الأسباب ده غير الأسباب اللي ذكرتها لجنابك قبل كدة
بطريقة حادة استرسلت حديث النفس مرة أخري 
ما هي تلك الأسبابإنطق واسردها أيها الخائڼ لعشقي الذي لم يولد ويخرج إلي النور بعد
أردفت ثريا بتعقل مدافعة عن الفتيات الصغيرات وتفكيرهن
ما هي لازم أكلها ما يعجبكش في الأول يا ابنيما تنساش إنها لسة بتتعلم وواحدة واحدة نفسها في الأكل هيتظبط
أجابها بجدية 
فهمتيني غلط حضرتكهي أصلا ما بتدخلش المطبخ نهائي برغم إنها خلصت دراستها وما بتشتغلشهي رافضة موضوع شغل الست في بيتها من الأساسعاوزة شغالة وده حقها مش هنكر لكن اللي مش مقبول ولا منطقي بالنسبة لي هو إني أعيش علي الدليفري
واسترسل بإبانة 
ده وصل بيها الامر إنها إشترطت عليا هتقفل المطبخ وتعمله بيت للكلبة بتاعتها بحجة إن سيادتها مابتحبش ريحة الطبخ في البيت
اردف ياسين بمداعبة 
وانا اللي كنت مستغرب إنك فسخت بعد تلات شهور بسده أنت كدة طولت يا ابني
هز رأسه بإبتسامة خاڤتة أما ثريا فتحدثت بتريث 
بعض بنات اليومين دول واخدين فكرة غلط عن الجواز وده للأسف بيرجع للأملازم الأم تفهم البنت إن الجواز عبارة عن شركة ولازم تتأسس صح ويشتغلوا عليها الطرفين علشان تنجح
إنتبه الجميع لكلامها الحكيم حتي أيسل التي إستمعت بتمعن شديد فاسترسلت ثريا
من حق الست تلاقي الحب والتقدير والإحترام من شريك حياتها اللي سابت أهلها واستغنت عن نظام حياتها كلها علشانهوحق الراجل كمان إنه يرجع بيته بعد يوم طويل يلاقي وش بيضحك قدامه ينسيه هموم اليومواكله حلوة تحسسه بطعم البيت وما تخلهوش يحس إنه فقد الاحتواء والدفا وهو بيسيب بيت أمه علشان يأسس بيته الجديد
أردف كارم باستحسان منبهرا بحصافة تلك الثريا
الله عليكي يا افندمبجد احترمت دماغ حضرتك جدا وياريت كل البنات يفهموا كدة
عقبت علي حديثه 
الحمدلله إحنا بناتنا عاقلين ومفهمينهم يعني إيه بيت وأسرةسارة بنت بنتي الكبيرة مخطوبة حاليا وبدأنا ندخلها المطبخ والحمدلله بقت شاطرة إلي حد ما
ونقلت بصرها علي أيسل وتحدثت بإبتسامة حنون
والدكتورة أيسل أنا بنفسي اللي هعلمها لما تتخطب إن شاءالله
كادت ان تدمع عيناها من كلمات تلك الحنون وتحدثت إليها بنبرة متأثرة 
حبيبتي إنت يا نانا
شعر بحالة من
السعادة تغزو قلبه لما لا يدري كان يريد أن ينظر عليها ويتأمل ملامح وجهها لكنه لم يرد إختراق حرمة واحترام المنزل والرجل الذي أمن له ودعاه للدخول إلي منزله وسط عائلته
لف ياسين ذراعه حول كتف إبنته وقبل رأسها وتحدث وهو يضمها لصدره تحت سعادة مدللة أبيها 
أيسل دي قلب ابوها من جوة وجوهرتي اللي لا يمكن افرط فيها أبدا
إشتدت سعادتها وضمت والدها فتحدث حمزة مشاكسا شقيقته
هو حضرتك ناوي تخليها تقعد في وشنا علي طول ولا إيه
ضحك الجميع وبدأوا بتناول الطعام مع سردهم لبعض الأحاديث اللطيفة تحت سعادة أيسل التي تخطت عنان السماء وخصوصا بعدما رأته من إهتمام الجميع بها
إنتهي اليوم بسلام ورحل كارم بعد تناوله قدحا من القهوة بصحبة الجميعسعد بالجمع وأحاديثهم المسمرة التي كانت الغذاء لروحه وعقله ضلت أيسل وحمزة بالداخل
عندما حل المساء 
كانت تتمشي داخل الحديقة حاملة إبنتها فوق صدرها في محاولة منها لتهدأتها ومساعدتها علي الشروع في نوم هنئ وهادئ وجدت من تخرج من باب المنزل الداخلي وتقترب عليها وهي تحمل عروستها علي صدرها وتحتويها
بذراعيها كمن يحتوي أثمن أشيائهوقفت قبالتها وبدون مقدمات تحدثت بملامح وجه جادة 
هو أنا ممكن أطلب منك طلب
ضيقت مليكة عيناها باستغراب وتحدثت مرحبة
أكيد طبعا
إنتهي البارت 




الفصل الأربعون 
قلوب حائرة الجزء الثاني 


كانت تتمشي داخل الحديقة حاملة إبنتها فوق صدرها في محاولة منها لتهدأتها ومساعدتها علي الشروع في نوم هادئ بعيدا عن ضوضاء التجمع داخل المنزلحيث مازالت أيسل وحمزة وياسين وثريا واطفال المنزل يجتمعون ويتبادلون فيما بينهم الأحاديث والدعابات
وجدت من تخرج من باب المنزل الداخلي وتقترب عليها وهي تحمل عروستها علي صدرها وتحتويها بذراعيها كمن يحتوي أثمن أشيائهوقفت قبالتها وبدون مقدمات تحدثت بملامح وجه جادة 
هو أنا ممكن أطلب منك طلب
ضيقت مليكة عيناها باستغراب وتحدثت مرحبة
أكيد طبعاإتفضلي
ظهر التردد فوق ملامحهاوبدهاء طرأت في مخيلتها فكرة لإبعاد الشك عن عقل مليكة 
هما الحقيقة طلبين مش طلب واحد
أومأت مليكة لتشجيعها علي الحديثفاردفت الأخرى بنبرة هادئة 
هي ممكن مسك تبات معايا النهاردة
إبتسمت مليكة بهدوء وتحدثت بايضاح 
أكيد طبعا دي أختك وليك فيها زيي بالظبط
واسترسلت بايضاح 
بس علشان يكون عندك علم هي مش هتنام طول الوقتهتزعجك بالليل وټعيط علشان ترضع
ضيقت عيناها بعدم استيعاب لحديثها وأردفت باستفهام حاد بعض الشئ 
أفهم من كلامك إنك مش موافقة
بكثيرا من الهدوء إبتسمت مليكة كي تزيل حدتها وعقبت نافية 
أنا مليش الحق في إني أمنع مسك عنكدي أختكأنا بس بفهمك اللي هيحصل وإنها هتصحيكي من نومك وهتزعجك لو جاعت
واسترسلت في محاولة منها لإقناعها 
وعلشان كدة أنا عندي إقتراح كويس ليكم إنتم الإتنين
قطبت جبينها وانتظرت بتمعن فاسترسلت الأخرى بإبانة 
نامي معاها في سرير عزو علشان تكون قريبة منيوعزو ينام جنب أنس ولما تصحي هاخدها أرضعها وأرجعها لك تاني تنام في حضنك
أومأت باستحسان ظهر بين فوق ملامحها واردفت 
تمام
إبتسمت مليكة وسألتها مستفسرة 
إيه هو الطلب التاني
إرتجف قلبها ونظرت عليها بعيناي زائغة وبلحظة كادت أن تتراجع خشية إفتضاح أمرها أمام غريمتها لولا إقتحام مخيلتها لمشهد ذاك الوسيم عندما غرس شوكته بأحد أصابع ورق العنب وتذوقه بتلذذ جذب إنتباهها وحينها تغيرت ملامحه إلي مبتهجة وباتت عيناه وكأنها تخرج فراشات تتطاير هنا وهناك
الأمر حقا يستحق المجازفة والتخلي عن كبريائها ولو قليلاتحاملت علي حالها وبنبرة جاهدت في إخراجها جادة تحدثت
كنت عوزاك تعلميني طاجن ورق العنب وتريكاته الخاصة اللي عملتيه بيها
فور نطقها لذاك الطلب تأكدت ظنون مليكة التي راودتها أثناء إجتماع الغداءبعجالة استرسلت بتوضيح زائف كي لا تترك لعقل الأخري المجال للتفكير
أصل جدو بيحب ورق العنب جدا وكنت حابة أعمله له مفاجأة وأبسطه بيه
بابتسامة هادئة أجابتها بنبرة وديعة زالت بها إرتباك الاخري 
أوك يا أيسلشوفي عاوزة تتعلميه إمتي وأنا تحت أمرك في الوقت اللي هتحدديه
إبتسمت بخفوت بعدما

                                        
اطمانت عدم ملاحظة الاخري لشئوشكرتها ثم تحدثت باعلام
أنا هروح أحط العروسة في أوضتي وأبلغ جدو ونانا إني هبات هنا وأرجع تاني
أومأت لها بحبور فانسحبت الاخري تحت ارتياح مليكة وتفاؤلها لتلك الخطوة المهمة في عودة الفتاة إلي مسارها الصحيح وروحها النقية كما كانت بالماضي 
بعد حوالي النصف ساعةكانت تتمدد فوق تخت عزو حاملة الصغيرة التي فاقت من نومها وبدأت بالملاغاةيجاورها ياسين حاملا أنس وعز داخل وجميعهم يداعبون مسك التي همهمت وهي تنظر إلي ياسين وتتهادي بجسدها وتتراقص بسعادة 
دادددا دا
ضمتها أيسل ل ا أما عز فتحدث إليها مطالبا بدلال 
مسكيقولي عزويلا قولي يا مسكي
أشاحت بسعادة بكفاها وابتسمت له وهمهمت 
دااادا
بوجه عابس هتف متذمرا يشتكيها لأبيه 
يا بابي بقيخليها تقول عزو
ضحكت أيسل وتحدث ياسين موضحا الأمر إلي صغيره الحانق 
يا حبيبي هي لسة صغيرة ومش بتعرف تتكلم
بطفولية مط شفتاه ثم ربع ساعديه أمام صدره وهتف بحنق ظهر بزرقاويتاه
طب ما هي بتنده عليك اهي وبتقول دادي
إبتسمت أيسل بسعادة علي خفة ظل شقيقها الصغير الذي يدخل على قلبها السعادة ويبث روح الحماس داخل نفسها وتحدثت إليه بتوضيح 
يا حبيبي إفهمهي مش تقصد كلمة داديهي بتقول الحروف السهلة بالنسبة لها
طب ما عزو سهل يا سيلا نطقها بوجه عابس مما جعل أنس يحتضنه ويتحدث إليه محاولا مراضاته 
ماتزعلش يا عزوأنا هفضل أقول لها حروف عزو لحد ما تحفظهم وتقوله
إبتسم لشقيقه وتحدث باستحسان بعدما تهللت ملامحه 
شكرا يا أنوس
كان يستمع إليهم بحبور وقلب راضيإنشغل الصبيان بمداعبة شقيقتهما الصغيرةفنظر هو علي أيسل وتحدث إليها بنبرة حنون 
شايفك مرتاحة النهاردة
أجابته بإبتسامة وعيناي لامعة حيث لم تستطع مداراة حبورها 
الحمدلله يا بابيبدأت أتأقلم علي الجامعة ومع أصحابي الجداد
 

252  253  254 

انت في الصفحة 253 من 283 صفحات