الخميس 12 ديسمبر 2024

بقلم روز امين

انت في الصفحة 251 من 283 صفحات

موقع أيام نيوز


زوجته لهثم أغلق معه وتوجه مباشرة إلي زوجتهدخل من باب الجناح يتطلع عليها لكنه لم يجدهاإلتفت إلي باب الحمام وجد إضائته شاعلة فتأكد من وجودها بالداخلجلس علي طرف الفراش ينتظر خروجها الذي طاللم يستطع الإنتظار أكثر فتوجه إلي الباب وقام بالطرق عليه بضعة طرقات ثم فتح الباب عندما لم يستمع إلي صوتا لها
دار بعيناه باحثا عنها حتي إستقر بصره علي المغطسحيث كانت تتمدد تحت الماء وفقاعات الصابون تطفو وتخفي كامل جسدهاحزن داخله وتألم عندما رأي جمودا بوجهها مزج بالحزن ﻭلمح ﺩﻣﻌﺔ ﺗﻨﺴﺎﺏ ﻣﻦ عيناها الحمراويتان جففتها بكفها سريعا كي لا يري ضعفها

تحمحم كي يجلي صوته ثم تحدث بنبرة هادئة
مليكةإحنا محتاجين نتكلم شوية علشان أوضح لك اللبس اللي حصل بينا
لم تعيره عناء النظر إليه وتحدثت بنبرة شديدة اللهجة أظهرت كم إحتدامها
وإنت بقي شايف إن ده مكان مناسب للكلام يا سيادة العميد!
أومأ لها وتحدث وهو يستعد للإنسحاب إلي الخارج 
هستناك برة علي ما تخلصي
قالها وأنسحب واغلق خلفه البابتنهدت بأسي ومن جديد إنسابت دموعها پألم جراء إهاناتها التي تلقتها علي يده منذ القليل
كان يجلس علي طرف الفراش منتظرا خروجها علي أحر من الجمر كي يسترضاها ويجعلها تغفر له خطأه الغير متعمد بحقهابعد مرور حوالي الربع ساعة خرجت من الحمام متجهة إلي غرفة تبديل الملابسوخرجت بعد إرتدائها لثوبا محتشما يغطي كامل جسدها
وقف سريعا وتحرك إليها وتحدث وهو يشير إلي الأريكة خاصتهم
تعالي نقعد علشان نعرف نتكلم
تحركت وبالفعل جلست وتحدث وهو يمسك كف يدها ويرفعه إلي فمه واضعا فوقه قبلة إعتذار وتحدث بملامح أسفة 
أنا أسف يا حبيبيمكانش لازم إحتد عليك في الكلام بالشكل ده 
واستطرد موضحا 
كان لازم أفهمك غلطك بهدوء
تاني هتقول لي غلطي يا ياسين نطقتها بنظرات حزينة عاتبةفأردف بنبرة جادة
آه غلطك يا مليكةإنت فعلا غلطي لما عزمتي الراجل من غير ما تاخدي رأيي
واستطرد بنبرة صارمة 
إنت مش بس غلطتيإنت تعديتي الإصول اللي عمرك ما تعديتيها طول سنين جوازنا
إبتلعت لعابها خجلا وتحدثت بعدما تمعنت بحديثه وتيقنت صحته 
النقطة دي إنت معاك حق فيها
واسترسلت بنبرة حزينة
أنا أسفة واوعدك الغلطة دي مش هتتكرر تاني
ثم استرسلت بقوة وكأنها تحولت لإمرأة أخري
بس ده ما يمنعش إنك غلطت فيا وشكيت في أخلاقي وده اللي مش هقبله أبدا لا منك ولا من غيرك
ﺗﺠﻬﻤﺖ ﻣﻼﻣﺤﻪ ﻭﺍﻋﺘﻼﻩ ﺍﻟﻐﻀﺐ ثم هتف من بين أسنانه عقب إستماعه لحديثها الچنوني والغير مقبول لدي عقله
مليكةإتلمي وخدي لك ساتر في الكلام علشان ما طلعش جناني عليك
واستطرد موضحا 
أنا عمري ما خطړ علي
بالي إني أشك في أخلاقكوثقتي فيك ملهاش حدود
هتفت متسائلة بحدة 
وتسمي كلامك اللي قولته لي ده إيه يا ياسين
علي عجالة هتف بعيناي تشتعل بفضل غيرة عشقها 
كلامي ناتج عن غيرتي وچنوني علي حبيبتي اللي بمۏت فيها مش أكثر
وبنبرة تفيض عشقا أسترسل وهو ينظر بمقلتيها 
أنا أموت قبل ما أشك فيك يا مليكة
وضعت يدها علي فمه سريعا لتمنعه تكملة الجملة وهتفت بنبرة مړتعبة 
بعد الشړ عنك يا حبيبي
إبتسم واعتلت ملامحه الراحة وسألها بنبرة حنون 
يعني خلاص سامحتي ياسين
بإبتسامة حنون أجابته 
أنا روحي فدا ياسين
واسترسلت برجاء 
بس أرجوك ما تعملش كدة تاني
تسلم لي روح حبيب جوزه نطقها تحت إبتسامتها السعيدةإقترب عليها وقام بإحتضانها وتحدث وهو يتنفس بانتشاء
إوعي تزعلي مني أبدا يا مليكةوالله لو تعرفي مقامك وغلاوتك عندي عمرك ما تزعلي مني
لفت ساعديها حول عنقه وشددت من ضمته لصدرها تحت حبوره الشديدتحدث بإعلام
علي فكرةأنا كلمت الرائد كارم وأكدت عليه عزومة بكرة
مچنون نطقتها باستسلام فأجابها وهو يشدد من إحتضانه لها
مچنون بحبك
أتي المساء 
وعندما يأتي المساء لابد أن يجلب معه ما ينشغل به سواء القلب أو العقلفهو لا يأتي بمفرده بتاتادائما ما يأتي معه بما يشغل بالنا لنتوه وسط حواديته التي لا تنتهي
أما بالنسبة لتلك القابعة علي تختهافتعودت عليه مؤخرا بأن يأتي مصطحبا معه أحزانها وأنين روحها المتوجعة جراء رحيل غاليتهاأما مساء اليوم فيختلف كليا عن كل ما سبقوهفقد أتي بالحيرة والمشاعر المتضاربة التي لم تستوعبها تلك البريئة بعد
كانت تتمدد فوق تختها ناظرة بسقف غرفتهاشاردة في ذاك الذي بدأ يستولي علي حيزا من تفكيرهاتنهدت بهدوء ثم سحبت جسدها لأعلي وأسندته علي خلفية تختهاربعت ساقيها ومالت بجسدها بإتجاه الكومود وقامت بالتقاط جهاز الحاسوب الخاص بها وحركت مؤشر البحث حتي استقرت علي صفحة
ذاك الفارس الرسمية علي أحد مواقع التواصل الإجتماعي
باتت تسحب الشاشة وهي تنظر إلي محتوي ما يتم مشاركته من قبلهوفجأة توقفت يدها عندما رأت صورة لهحيث يقف بطوله الفارع وينظر للأمام بإبتسامة رائعة جذبتهادون إدراك منها خرجت إبتسامة حنون زينت ثغرها الذي كاد أن ينسي الإبتساماتبتمعن شديد باتت تركز علي تفاصيل ملامح وجهه الرجولية
كبرت حجم الصورة وباتت تنظر إليها بتركيز وتتعمق النظر بعيناهإكتشفت أنها باللون العسليإبتسمت ودون وعي وضعت يدها علي شاشة الحاسوب وباتت تتحسس موضع شفتاه الغليظة بأصابع يدها الرقيقة
ضيقت عيناها تستغرب سلوكها ذاك والذي لا يشبهها بتاتاهزت رأسها وسحبت يدها سريعا مستنكرة تصرفها
تنفست بضيق وقامت بغلق ذاك الحاسوب وألقت برأسها إلي الخلفإبتسمت بخبث عندما أتتها فكرة تهاتف بها ذاك الكارم دون أن تمس كرامتهااعتدلت سريعا والتقطت هاتفها الجوال وضغطت علي نقش إسمه وانتظرت الإجابة بقلب يخفق بشدة
كان يقف داخل شرفة غرفته الخاصة المطلة علي شارع عام مزدحم بالسيارت المارةاستمع إلي رنين هاتفه الموضوع فوق تخته بالداخلتحرك إليه ورفعه لمستوي وجهه وما أن رأي نقش إسمها حتي قطب جبينه متعجبافهي لا تهاتفه إلا وهي داخل الحرم الجامعي لتخبره كي يستعدضغط زر الإجابة وتحدث بنبرة جادة 
أهلا يا دكتورة
تسارعت وتيرة دقات قلبها فور إستماعها لنبرة صوته الرجولية وما شعرت بحالها إلا وهي تجيبه بنبرة رقيقة خرجت دون إدراكها 
أهلا بيك يا حضرة الرائد
ضيق عيناه وابعد الهاتف سريعا وبات ينظر علي إسم المتصل بتمعن ليتأكد من تلك النبرة الجديدة عليهف أيسل التي تعود عليها منذ أن إستلم مهمة حمايتها تمتلك صوتا حادا من يستمع إليه وهي تهاتفه يتأكد أنها مجبره علي محادثتهلوي فاهه متعجبا ثم أعاد الهاتف إلي أذنه من جديد وسألها مستفسرا
خير يا دكتورة
إستشاط داخلها جراء إستماعها لسؤاله السخيف وبلحظة انقلب حالها من هائمة إلي غاضبة وتحدثت بنبرتها التي تعود عليها ذاك الوسيم
هو سؤال وعاوزاك تجاوبني عليه بمنتهى الصراحة
إبتسم لتحولها السريع إلي طريقتها الحادة والتي بات يحفظها عن ظهر قلبتحدث بنبرة باردة أثارت حفيظتها 
أنا سامعك
هتفت بنبره حادة 
ممكن أعرف كنت تقصد ايه بالكلام اللي قلته لطنط مليكة
ضيق عيناه مستغربا حديثهاعن أي حديث تتحدث تلك الغاضبةوبلحظة تذكر نظرتها الحادة التي رمقته بها أثناء ما كان يتحدث عن مسك ووصفها بأنها تشبه تلك الراقيةلكنه لم يرد كشف أوراقه أمام تلك الحانقة وقرر اللعب معها كي يستدعي ڠضبها أكثرفقد أعجبه تلك الشراسة التي تحادثه بها وأراد أن يستدعي المزيد كي يتسلي بها قليلاوأردف مستفهما بخباثة 
ممكن توضحي أكثر
واستطرد بإبتسامة ماكرة ارتسمت فوق شفتاه
أنا ومدام مليكة إتكلمنا في كذا موضوع وحقيقي مش فاهم تقصدي أي جزئية من كلامنا
إشټعل داخلها من إسلوبه المستفزتعلم مدي فطانته ولذا فهي أكيدة من داخلها أنه يفهم مغزي حديثهاهتفت بحنق أظهر كم ڠضبها 
أنا متأكدة إن حضرتك عارف قصدي كويس قوي 
واستطردت بايضاح تحت ضحكاته التي يكظمها كي لا تصلها 
ومع ذلك أنا هقول لكأنا بتكلم عن اللي قولته عن مسك أختيلما قلت إنها تشبه مامتها في خفة الډم والقبول
عقب مصححا حديثها بنبرة جادة
أولا أنا ما قولتش خفة الدمأنا قولت عندها قبول ومرحةودي حقيقة لمستها في إسلوب مدام مليكة في الكام مرة اللي حالفني الحظ وقابلتها فيهم
واستطرد متسائلا بتعجب تحت إشتعالها من حديثه عن مليكة بذاك الإنبهار 
هو اللي أنا مش قادر أفهمه بصراحةإنت إيه اللي زعلك وزعجك من الكلام بالشكل ده!
هتفت نافية بلهجة حادة 
ومين اللي قال لك إن أنا زعلانة من كلامك ليهاخالص علي فكرة
واستطردت بإبانة 
أنا اللي ضايقني يا أستاذ إنك كنت بتلقح عليا وعاوز توصل لي إني دمي تقيل ومعنديش قبول
ڠضب من إسلوبها وهاتفها بنفس الحدة كي تعي علي حالها وتتراجع عن طريقتها التي تستفز داخله كرجل شرقي لديه من الكرامة وعزة النفس ما لا يجعله يقبل علي حاله أن تحادثه إحداهن بتلك الفظاظة 
أولا أنا مش أستاذأنا سيادة الرائد كارم المعداوي
واستطرد بنبرة صارمة 
ثانيا ياريت تسحبي وفورا كلمة بتلقحلأن التلقيح وصف حريمي

                                        
وخسيس وما ينطبقش علي شخصيوثالثا وده الأهم يا دكتورةأنا لو حابب أوصل لك حاجة مش هستخبي ورا الكلام زي النسوانأنا هقف قدامك وهقوله في وشك ومفيش حاجة هتوقفني
هتفت متهكمة عليه 
في دي بقي معاك حقإنت فعلا بجح وعملتها معايا قبل كدة
بنبرة متعجبة سألها باستغراب 
طب ولما سيادتك متأكدة وعارفة إني عملتها قبل كدةكان لزمته إيه إتهامك ليا! 
واستطرد باتهام معنفا أياها 
ولا إنت من النوع اللي ما بيرتحش إلا لما تهيني الناس اللي حواليكي وتعامليهم بطريقة ما تليقش بيهم
واسترسل مستشهدا
زي معاملتك لمدام مليكة النهاردة مثلا
واسترسل ناقدا 
بصراحة إستغربتها ومحبتهاش أبدا
إحتدت ملامحها واشټعل قلبها وهتفت بنبرة حادة لحساسية ذاك الموضوع لديها
تعرف إيه إنت عن علاقتي بمرات بابا علشان تتهمني إن معاملتي ليها كانت مهينة
وبنبرة حادة صاحت به 
ثم أنت مين أصلا علشان تكلمني بالطريقة دي ومين إداك الحق في إنك تحاسبني وتنتقد أفعالي
بسرعة بديهة أجابها قالبا الأدوار 
اللي إداني الحق هو نفسه اللي إدي لسيادتك الحق تكلميني في وقت زي ده وتتهميني إني شخص خبيث وبلقح بالكلام عليك زي النسوان
تحولت عيونها الزرقاء الصافية إلي غامقة وكأنها سحابة كستها غيمةانكمشت ملامحها بفضل الألم الذي أصاب قلبها الحزين جراء كلماته الھجومية والمهينة لهاتجمعت الدموع بعيناها واردفت بنبرة خاڤتة يملؤها الندم
عندك حقأنا اللي غلطانة 
واسترسلت بنبرات مخټنقة بفضل دموعها السجينة والتي تصرخ وتريد من يطلق لها السراح
أنا أسفة
قالت كلماتها وعلي الفور أغلقت الهاتف تحت ضيق ذاك الذي زفر بضيق لائما حاله للمرة الثانية علي التوالي لمعاملته الجافة لتلك التي لا يعلم إن كانت قوية شامخة سليطة اللسانأم انها تلك الضعيفة سريعة البكاء والإستسلام!
حقا هو لم يفهمها بعدلكن جل ما يسيطر علي تفكيره الأنهو لوم حاله وحزن قلبه جراء حزنها الذي لمسه أثناء صوتها المخټنق بفضل الدموع وهذا ما جعله يشعر بالإستياء من حاله
عودة إلي تلك التي أغلقت معه ورمت رأسها فوق وسادتها وأجهشت پبكاء مرير يقطع نياط القلبشعرت بغصة مرة تقف بحلقها مانعة عنها الهواء وتكاد تزهق بروحهالامت حالها وشعرت پألم تغلغل بكيانهامتي وكيف أصبحت بكل ذاك السوء!
هي
 

250  251  252 

انت في الصفحة 251 من 283 صفحات