الخميس 12 ديسمبر 2024

بقلم روز امين

انت في الصفحة 234 من 283 صفحات

موقع أيام نيوز


فتحدث هو من جديد إلي مروان 
هي لسة بردوا ما بتفهمش عربي
أجابه مروان بإبانة
بدأت تفهم بعض الكلام البسيط زي ماية واكلبس مع الوقت هتتعود وتتعلم إن شاء الله
واسترسل ضاحكا 
المشكلة إنها إرتبطت بيا إرتباط مرضيلدرجة إن طول ما ببقي في المدرسة بترفض الأكل والكلام وحتي اللعب لحد ما أرجعوكأنها بتعلن عصيانها وأحتجاجها علي بعدي عنها

وكأن الصغيرة شعرت بأنه يتحدث عنها فنظرت له وابتسمت ونطقت إسمه بعيناي سعيدة
مارو
إبتسم لها وأقترب عليها وبدأ يتلمس شعر رأسها بحنان تحت استحسان عزفي حين تحدثت ثريا بتأكيد وأسي 
عمر لازم يشوفها ويقعد معاها يا سيادة اللواء ربنا يعلم أنا والأولاد وحتي يسرا بنعاملها إزاي بس برغم إهتمامنا بيها بتصعب عليا ودايما بحسها مکسورةالبنت لازم تعرف أبوها وياخدها في حضنه علشان تستقوي بيه
أومأ لها بأسي وتحدث بايضاح 

 

أنا هقعد معاه النهاردة وأفاتحه في الموضوع دهولو إني عارف ومتأكد إنه هيرفض وجودها في حياته علي الأقل في الوقت الحالي
واسترسل بنبرة مټألمة حزنا علي صغيره 
اللي حصل له علي إيد أمها ماكانش قليل يا ثريا
هزت رأسها بأسيدلفت يسرا من الخارج وما أن رأت عمها حتي إنفرجت أساريرها وتحدثت بترحاب عال 

منور الدنيا كلها يا عمو
الدنيا منورة بوجودك فيها يا يسرا هكذا رد تحيتها بعد أن سحبها داخل 
عودة إلي المشفي
كانت تقف أمام الحضانة بعدما أرتدت ثيابا معقمة هي وحبيبها الذي أسندها عندما شعر بإهتزاز جسدها فور رؤيتها لإبنتها ضعيفة البنية
إعترتها حسرة حين شاهدت صغيرتها ورأت صغر حجمهابنبرة صوت مخټنقة بفضل دموعها التي حضرت تحدثت إليه 
دي
صغيرة قوي يا ياسينهي كدة ممكن تعيش
ربت فوق كتفها الذي يحتويه وتحدث لطمأنتها رغم قلقه عليها 
إن شاء الله هتعيش وهتبقي كويسة
أومأت بملامح مهمومة والألم يعتصر داخلهاأسندها حتي جلست فوق ذاك المقعد الجانبي وأخرجت الممرضة الصغيرة وتحركت بها إلي ياسين الذي علي الفور تلقفها بلهفة وقربها من صدره وهو ينظر لها بعيناي متشوقة لرؤية كل أنش بوجههاوبرغم حزنه وقلقه عليها إلا أن شعورا هائلا بالإبتهاج قد تغلغل داخله بمجرد رؤيته لوجه صغيرته الناعمة وهو يحملها بين ساعديه
أردف بكلمات خرجت من أعماقه وهو ينظر لوجهها بعيناي حنون
أميرتي النايمةحمدالله علي سلامتك يا عمري
واسترسل متشوقا 
يلا يا حبيبي فتحي عيونك علشان تنوري دنية بابي
أمسكت كفها الصغير للغاية وقامت بتقبيله وعندها تملكتها مشاعر من نوع خاص تجاة تلك الصغيرةإنه لشعورا هائلا أن يصبح لها فتاة صغيرة ولطالما تمنتهوها هو الأن حلمها قد تحقق ولكن يراودها شعورا مريبا يحدثها ويحثها علي عدم الإفراط بمسرة حضور تلك الجميلة ويوشي لها بوجود إحتمالية خسارتها عن القريب مما جعل داخلها مشتتا وحزين
أخذت الممرضة الصغيرة وأعادتها داخل ذاك الصندوق الزجاجي المعد لتلك الحالاتوقف ساندا إياها باحتواء وباتا ينظران لها وهما يأملان بأن يساعدها الله علي إجتياز تلك المرحلة الصعبة ويتحسن وضعها وتعود معهما إلي منزلهمابصوت حنون همس إليها قائلا بنبرة يملؤها الأمل 
قلبي بيقول لي إنها هتعيشإن شاءالله هتعيش
بتمني أجابته متلهفة
يارب يا ياسينيارب تبقي كويسة وأقدر أخودها في حضڼي 
مال علي وجنتها وقام بوضع قبلة حنون ثم باتا ينظران إليها بقلوب متطلعةفاقا من شرودها علي صوت أنس الذي هلل من خلف الحائط الزجاجي المطل علي ما بداخل الغرفة وكاشفهحيث تحدث مهللا بإغتباط
ماميبابي
نظرت متلهفة علي ذاك الصوت التي تحفظه عن ظهر قلب وبرغم وهنها إلا أن إبتسامة بهجة إعتلت ملامحها لمجرد رؤيتها لأطفالها الثلاث وهم يقفون بجوار جدهم عز الذي أشار لذاك الثنائي من خلف الجدار الزجاجي مما جعلهما يبتسمان ويردا له ترحيبهتعجبت من رؤيتها لمروان وهو يحمل فوق كتفه طفلة صغيرة يبدو علي ملامحها السكون والسعادةلكنها سرعان ما تذكرت ملامح تلك البريئة وكشفت شخصية تلك الليزا التي رأتها لمرة واحدة قبل أن تنقل إلي المشفي
أما ذاك المشاكس فقد إحتدم غيظا فور رؤيته لوالديه وهما يتطلعان بعيناي حنون ونظرات متشوقة علي تلك التي من المؤكد أنها ستكون غريمته الأوليبعيناي متلهفة بات يرفع قامته وجسده لأعلي وهو يتطلع علي تلك الصغيرة التي تقبع داخل صندوقها

                                        
الزجاجي ليستطيع رؤيتهاوما أن تحقق من النظر إليها ورأي هيأتها المزرية حتي إقشعرت ملامحه وبوجه عابس حدقها بإشمئزاز وتحدث إلي عز الذي يحمله 
يعدي صغيرة ووحشة أوي
ضحك عز علي ذاك الغيور في حين تحدثت الممرضة وهي تشير لكلاهما إلي الباب في إشارة منها لحثهما علي الخروج للحفاظ علي سلامة الأجنة المتواجدين داخل الغرفة
إتفضلوا يا أفندم
بالفعل تحرك ياسين مصطحبا حبيبته وخرجا معا وتحرك مباشرة إلي غرفتها كي تستريح من بذلها لمجهود شاق عليها
ساعدها ياسين علي الإسترخاء فوق التخت حيث جلست وأسندت ظهرها علي الوسائد التي وضعها لها بمساعدة سهيرنظرت لأنس الذي سألها بطفولية 
هي مسك أختي ليه مش هنا معاكي يا ماميليه حابسينها في صندوق قزاز لوحدها
إبتسمت له وأجابه ياسين الذي حمله وأجلسه فوق ساقيه برعاية 
علشان هي لسة صغننة ومحتاجة تكبر شوية جوة الصندوق وبعدها هنجيبها تنام في حضڼ مامي زي ما كان أنوس بينام وهو صغير
تحدث عز إليها بنبرة حنون 
حمدالله علي سلامتك يا بنتي
الله يسلم حضرتك يا عمو نطقتها بإبتسامة هادئة وتحدثت مستفسرة إلي مروان الذي مازال حاملا الطفلة المتعلقة برقبته ومحاوطة إياها بذراعيها وكأنها تخشي فراره 
دي ليزا يا مروان
وما أن إستمعت تلك البريئة إلي إسمها حتي نظرت علي مليكة وابتسمت لها ببرائة خطفت بها قلب مليكةأجاب مروان والدته بحبور 
آه هي يا ماما
ثم حول بصره إلي تلك الصغيرة وتحدث بالعربية التي يحاول تعليمها إياها وهو يشير بسبابته إلي مليكة 
ليزا دي ماما
ماما نطقتها مقلدة إياه فابتسم وأومأ لها في حين تحدثت مليكة وهي تشير إليها بإبتسامة حنون
هاي ليزا
هاي ماما نطقتها بطلاقة فابتسم لها الجميع وتحدثت سهير بنبرة متأثرة لأجل تلك الصغيرة
ربنا يبارك فيك ويجازيك خير إنت وتيتا يا مروان 
أمن عز علي دعائهانظرت مليكة علي ذاك القابع بصمت تام فوق ساقاي جدهحيث كان مربعا ساعدية ناظرا أمامه بملامح وجه مكفهرة ساخطة علي كل ما حولهتحدثت إليه بانزعاج حين رأت تجهم وجهه الغاضب
إيه يا قلبيمالك يا حبيبي!
بتجهم نظر لها ولم ينطق بحرف بل زادت ملامحه حنقافقام والده الذي أجلس أنس فوق مقعدا وتحرك
إلي صغيره وحاول حمله من فوق ساقاي جده قائلا
هو حبيبي
زعلان ولا إيه
بملامح وجه حادة أزاح عنه كفه وهتف غاضبا بإعتراض أظهر كم الحزن والغيرة اللذان أصابا داخله
عزو خلاص مش بقي حبيبكإنت سبته نايم لوحده في البيت وجيت نمت مع البنت اليع اللي في الصندوق
إتسعت عيناي عز وقام بإبعاده عن قليلا لكي يستطيع النظر داخل عيناه وتحدث متسائلا وهو يرمقه بعيناي عاتبة 
سابك نايم لوحدك إزاي يا ولد! 
وبزيف استطرد لائما 
أومال مين اللي كان واخدك ومنيمك في حضنه طول الليل يا ناكر الجميل إنت!
مط شفتاه وتحدث بطفولية كي يستقطب تعاطف جده الحنون ولا يدع له فرصة بأن يغضب منه ويحرم من دلاله 
إنت حبيب عزو يا جدوأنا زعلان من بابي ومامي اللي قاعدين جنب البنت الۏحشة وسايبين عزو لوحده
ومن جديد ربع ساعديه بحدة ثم مط شفتاه وحول بصره إلي حمزة ورمقه وتلك الليزا بنظرات فتاكة لو خرجت لأشعلت كلاهماثم هتف بحنق كشف عن مدي إشتعاله من ذاك الثنائي
ومروان اللي مش بقي بيشيل عزو أبدا وطول الوقت بيلعب مع البنت اللي شايلها ديوقاعد يأكلها لما خلص لنا كل الأكل
واستطرد پغضب وعيناي مستنكرة 
دي نانا ثريا مش بقت بتلاقي أكل تأكله لعزو وأنوس خلاص
لم يستطع جميع من بالغرفة كظم ضحكاتهم العالية التي أطلقوها بعد إستماعهم إلي حديث ذاك الحانق ووصفه المبالغ بهحتي مليكة التي أمسكت بطنها وتأوهت بفضل الألم التي شعرت به جراء ضحكاتها التي خرجت عنوة عنهاحتي تلك الصغيرة نالها من الضحكات نصيب وباتت تطلقها دون فهمها لما يدور حولها وكأنها عدوي وأصابت الجميع
كان يتناقل النظر بين الجميع وهو يرمقهم بنظرات غاضبة وعيناي تطلق شزرا من حدتهاحمله ياسين عنوة عنه وقام بضمته داخل وبدأ يربت عليه ليحتوي ڠضب صغيرهثم تحدث إليه بمداعبة 
هدي أخلاقك يا وحش وماتبقاش قفوش كدة زي أبوك
واسترسل بايضاح ليهدئ من حالة السخط التي تملكت منه 
مش إحنا فهمناك قبل كدة وقلنا لك إن ليزا مش عندها مامي ولازم نهتم بيها كلنا ونلاعبها ونأكلها
بغيرة واضحة هتف معترضا وهو يرمق الصغيرة بنظرات محتدة 
بس هي طول الوقت مش بتلعب ولا بتتكلم غير مع مروان وبس
هتفت سهير معلقة علي النظرات الفتاكة التي يقذفها الصغير علي تلك الليزا
وهتلعب معاك إزاي وإنت بتبص لها كدة يا أبني دي البنت يا حبيبتي مړعوپة واتشعلقت في رقبة مروان من كتر خۏفها وأنت بتبص عليها
بنبرة حنون أردف مروان بإيضاح 
يا حبيبي مش أنا قلت لك إنها بتحب تتكلم وتلعب معايا علشان محدش بيفهم كلامها غيري
مط شفتاه ورمقه بحدة معترضافتحدث ياسين محمسا إياه
طب ما تلعب إنت كمان معاها
لوح بيده في الهواء وهتف بنبرة ساخطة 
مش بترضي تلعب معايا يا بابيحتي ساندي طارق بتيجي هي وطنط چيچي وتقعد تضحك معاهاوبيقعدوا يلعبوا ويغيظوني
رفع ياسين أحد حاجبيه وهو ينظر إليه باستنكار ثم هتف موبخا إياه بنبرة حادة 
ما تجمد يلا كدة وتسترجل وتسيبك من الخيبة التقيلة اللي إنت فيها ديبقي علي أخر الزمن إبن ياسين المغربي بنتين يغيظوه ويشعللوه بالمنظر ده!
ضحك عز وهمس مشاكسا ولده 
الولد طالع خرع وقلبه رهيف وكدة غلط علي مستقبله الرجولي يا سيادة العميدلازم تتفرغ له شوية وتنقل له بعض من خبراتك عن كيفية معاملة الچنس الأخر واللعب علي الوتر الحساس
واستطرد معجبا بنجله
إحكي له عن الخطط والمؤامرات اللي لعبت بيها علي المسكينة أمه ومن قدرك قلبت بيها الأدوار
ثم إبتسم ساخرا واسترسل بعدما غمز له بعينه 
واللي من بعدها هي اللي بقت بتجري وراك وواقعة في غرامكوإنت بكل هدوء روحت رامي نفسك وڠرقت في بحر شهدها ودبت فيهبعد سنين من الجري والحرمان
إبتسم ياسين لمداعبة والده التي إشتاقها بشدة كما إشتاق لعودة حياته إلي طبيعتها وزوال كل تلك الإبتلاءات والمصائب التي أتته بالجملة لا فراديوتحدث بمشاكسة كي يجاري والده بمداعبته
علم وسينفذ جنابك 
إبتسم عز إلي ولده وتابع بمشاكسة 
الأجيال في طريقها للضياع يا سيادة العميد
إبتسم بشدة بينت صفي أسنانه فتحدث ذاك المشاكس الصغير مستفهما 
هو جدو بيقول إيه يا بابي!
بيوصيني عليك يا حبيب بابي نطقها ثم أطلق الضحكات هو وأبيه مع نظرات الصغير المتفرقة علي كليهما بإبهام
تابع الجميع أحاديثهم اللطيفة بعدما قاموا بإحتواء غيرة الصغير وهدأ قليلا مما كان عليه
داخل الشركة
 

233  234  235 

انت في الصفحة 234 من 283 صفحات