الأربعاء 27 نوفمبر 2024

فإذا هوي القلب بقلم منال سلامه

انت في الصفحة 38 من 52 صفحات

موقع أيام نيوز


إھانتها
لأ متعديش محدش طايقك هنا!
اغتاظت من رده المستفز وضبطت نبرتها وهي تقول بصعوبة
ميرسي لذوقك

تابع قائلا بازدراء مهين
دي الحقيقة!
سألته بصوت حاد بعد أن فاض بها الكيل من استهزائه بها
طب هاخده إزاي ممكن تقولي!
أجابها بجمود
هابعتهولك مع واحد من السواقين
ردت عليه قائلة
اوكي!
ثم رققت من نبرتها لتكمل بنعومة
وعلى فكرة إنت ممكن تجيبه وتيجي عادي عندي احنا ممكن نعتبر نفسنا أصحاب و.....
قاطعها قائلا بنبرة فجة
لأ مش عاوز أشوف خلقتك بتقفلي اليوم كله!
شهقت مصډومة من وقاحته اللامتناهية مرددة بنبرة مغلولة
نعم!
تابع قائلا باحتقار مسيء لشخصها
سلام بقى عشان مش فايق لقرفك! كفاية كده!
..........................................
اتسعت حدقتي ولاء بغيظ كبير بعد أن أنهى دياب المكالمة معها تاركا إياها تغلي من أسلوبه الفج المستفز لها.
نفخت قائلة بحنق وقد اشتعلت نظراتها
وقح وقليل الذوق! 
كزت على أسنانها متابعة بتوعد شرس
بكرة تيجيلي زاحف يا دياب عشان خاطر ابنك وساعتها هردلك القديم والجديد!
ابتلعت شادية قطعة الحلوى التي كانت بيدها وهي تتساءل بهدوء
ايه اللي حصل متنرفزة كده ليه
أجابتها بنبرة حادة
الزفت دياب بيطول لسانه عليا!
أخذت شادية تلوك بقايا قطعة الحلوى في فمها حتى ابتلعتها تماما وردت عليها ببرود وهي تقف قبالتها
ده أخره معاكي مابيعرفش يعمل أكتر من كده سيبك منه 
هتفت ولاء متوعدة بنبرة عدائية بعد أن فلتت أعصابها
أنا هاوريه! مش ه....
قاطعتها أمها بلؤم شيطاني وقد برقت عيناها بوميض مغتر
هاتي بس يحيى منه الأول وبعد كده هنعرفه إن الله حق!
صرت ولاء على أسنانها قائلة بنبرة محتدة
ماشي يا ماما!
....................................
بدأت أسيف تستعيد وعيها تدريجيا شعرت بثقل كبير في رأسها فتأوهت بأنين خفيض وهي تجاهد لفتح عيناها.
انتبهت لها عواطف وكفكفت عبراتها لتهمس بتلهف
بنت أخويا الغالي أنا جمبك يا ضنايا!
ركزت أسيف في ذلك الصوت المألوف الذي اخترق أذنيها رغم همسه والتفتت برأسها ببطء نحو صاحبته.
نظرت إليها بحزن عميق ثم تمتمت بصوت خفيض موجوع وعيناها تبكيان
سابوني وراحوا!
ردت عليها عواطف

قائلة بحنو صادق رغم عدم فهمها لما قالته
مټخافيش أنا معاكي ومش هاسيبك وإن شاء الله ربنا يقدرني وأعوضك عن اللي فات!!
إستندت أسيف بمرفقيها محاولة النهوض من نومتها فانتفضت عمتها واقفة لتعاونها ومدت يدها لتمسك بها من ذراعها وهي تقول بتلهف
بشويش يا بنتي!
أغمضت عيناها الدامعتين للحظة ثم عاودت فتحهما وهي تسند ظهرها على الوسادة.
انتحبت أكثر ووضعت إصبعها على طرف أنفها كاتمة لشهقاتها.
مسحت عواطف على ظهرها برفق مواسية إياها
شدي حيلك يا ضنايا!
رفعت أسيف رأسها للأعلى لتحدق فيها بنظرات خاوية.
ثم تلفتت حولها بإستغراب شديد متسائلة بصوت مخټنق
أنا فين هنا
أجابتها عواطف بنبرة مطمئنة وهي تحاول الابتسام لها
انتي عند جماعة قرايبي ودلوقتي هاخد وتروحي معايا بيتي عند عمتك حبيبتك يا غالية!
هزت أسيف رأسها معترضة قائلة بصوت مبحوح
أنا عاوزة أروح لماما هي لوحدها!
ضغطت عواطف على شفتيها مانعة نفسها بصعوبة من البكاء وهتفت بتفهم
هانروحلها وهتدفينها وتاخدي عزاها بنفسك
أجهشت أسيف بالبكاء المرير مرة أخرى وأخرجت من صدرها شهقة متآلمة صاړخة بحړقة
آآآآه سابتني وراحت مع بابا
احتضنتها عواطف بذراعيها وضمتها إلى صدرها قائلة بتأثر
عيطي يا بنتي طلعي كل اللي جواكي!
هتفت أسيف بنشيج مخڼوق
ليه كده يا ربي ليه أتحرم من أغلى الناس
اعترضت عواطف على عدم تقبلها لمشيئة المولى قائلة بعتاب خفيف
متقوليش كده يا بنتي ده قضاء ربنا وإن شاء الله هيعوضك خير! اصبري واحتسبي عند الله!
أغمضت هي عيناها قهرا وواصلت صړاخها الموجوع
آآآآآآه 
ضمتها عواطف أكثر وحاولت احتواء حزنها العصيب بكل ما استطاعت من عاطفة وحنو.
ظلت تمسح على كتفيها وظهرها وانحنت لتقبلها بعمق في جبينها لعلها تسكن آلامها الملتهبة.
هي اعتبرتها بمثابة ابنة أخرى لها ولن تتخلى عنها أبدا..
.........................................
اختلست جليلة النظرات بحذر شديد وهي تراقب كلتاهما دون أن تصدر أي صوت ثم استمعت لجزء من حوارهما وأسرعت بمواربة الباب قبل أن تلفت الأنظار إليها.
مصمصت شفتيها مستنكرة حالة الهذيان المسيطرة على تلك الفتاة وضړبت كفا بالأخر. 
تساءل الحاج طه باهتمام
ها فاقتك
أجابته بإيماءة واضحة منها
اه يا حاج!
تساءل بجدية أكبر وهو يعقد ما بين حاجبيه
تفتكري هتبقى كويسة لو خدناها معانا الترب
حركت كتفيها بحيرة وهي تجيبه
مش عارفة بس شكلها مايطمنش يا حاج دي مقطعة نفسها من العياط!
تابع الحاج طه قائلا
أنا رأيي بلاش بدل ما يحصل زي ما حصل في المشتشفا!
وضعت جليلة يدها على طرف ذقنها مرددة بإعتراض
بس دي أمها والمفروض تحضر دفنتها و....
قاطعها قائلا بضيق
عارف بس انتي شايفة بنفسك!
وافقته الرأي هاتفة بتوجس
اه يا حاج البت مش مستحملة ده الواحد خاېف تروح فيها 
صمت ليفكر في أمر ما قليلا ثم أشار لها بكفه قائلا بصوت جاد
خليها معاكي واحنا بعد الډفنة هناخدها على بيت عواطف !
هزت رأسها موافقة وهي تقول بابتسامة باهتة
ماشي يا حاج اللي تؤمر بيه!
..........................................
وصلت الحافلتين قبل وقت قليل للمنطقة الشعبية وترجل منها الحاج فتحي ليبحث عن العنوان المطلوب.
وقعت عيناه على ذلك السرادق الذي يتم نصبه فتجهم وجهه وعرف تحديدا أين سيتواجه.
استدار برأسه ناحية الحاج اسماعيل مرددا
شكل ده البيت 
استطرد الحاج اسماعيل حديثه قائلا بصوت متصلب عدائي
أؤمر يا حاج فتحي واحنا نجيب عليه واطيه الرجالة جاهزين!
إشرأب الحاج فتحي بعنقه محاولا البحث عن غريمه المنشود لكنه لم يره وسط المتواجدين بالسرادق وخارجه فرد عليه قائلا بصوت مزعوج
مش وقته احنا هنستنى شوية لحد ما يجي البأف إياه!
تساءل الحاج اسماعيل بجدية
هو مش معاهم
هز رأسه نافيا وهو يجيبه
لأ شكله لسه مجاش!
مط فمه ليضيف بعزم
طيب احنا معاك للأخر وماورناش حاجة إلا هو!
ربت الحاج فتحي على كتفه ممتنا وهتف صائحا وهو يمرر أنظاره

على بقية الرجال المتأهبين للمشاجرة
بينا يا رجالة هنقعد على القهوة اللي على الناصية دي شوية
.........................................
في وقت لاحق
وريت حنان الثرى ودفنت في مقاپر عائلة عواطف وتحديدا في قبر والدتها المتسلطة بحضور قلة قليلة ممن على صلة بها تولى رجال عائلة حرب إنهاء كل شيء حسب العرف المتبع.
بعدها عادت عواطف إلى منزل الحاج طه لتصطحب ابنة أخيها إلى منزلها حيث سرادق العزاء الذي تم إقامته بجوار البناية.
تم ڼصب أخر صغير على مقربة منه لكنه مغلق وخاص بالنساء وأشرفت على خدمة من به بعض العاملات المؤجرات للقيام بمثل تلك المهام.
ارتفع صوت ترتيل آيات القرآن الكريم بالأرجاء وبدأ قاطني المنطقة في الحضور لتقديم واجب العزاء.
ترأس قائمة متلقي العزاء الحاج طه ووقف إلى جواره ابنه دياب.
................................
هاتروح العزا يا مازن
تساءل مهدي بتلك العبارة موجها حديثه إلى ابنه الذي رد عليه بفتور
هي كانت قريبتنا لا سمح الله دي واحدة ولا نعرفها من الأساس فجأة عزا وصوان ومقرئين وكلام فارغ 
انزعج أباه من رده المستفز ونهره قائلا
انت مابتعملش خير أبدا 
رد عليه غير مكترث
لأ لو كان من ناحيتهم مش عاوز
هتف والده بعبوس
أنا رايح أقوم بالواجب ماهو مش هيبقى احنا الاتنين 
رفع مازن عينيه قليلا ليقول ببرود
براحتك يا حاج 
تمتم الحاج مهدي من بين شفتيه بسباب حاد وهو ينظر لابنه بازدراء
تربية.......... مافيش فيك بركة!
.........................................
أحضر منذر سيارته وأوقفها أمام مدخل بنايته منتظرا بترقب نزول أسيف مع عمتها.
بدلت الأخيرة ثيابها بعباءة سوداء أعارتها لها الحاجة جليلة.
بدت فيها نحيلة للغاية ومتهدلة على جسدها لكنها كانت الملائمة لمثل تلك الظروف الحزينة.
تجمدت أنظاره عليها ولم يستطع إبعاد عيناه عنها.
علامات الإنكسار والضعف الممزوج بالحزن كانت مسيطرة عليها كليا.
كانت تسير بلا عقل تفكيرها شارد فيمن رحل عنها في مستقبلها المجهول مصيرها المقلق.
هي باتت بمفردها لا عائل لها تحملت مسئولية أكبر بكثير مما كانت تتوقعه.
تأبطت بذراعها عمتها الوحيدة ساحبة إياها نحو السيارة.
فتحت باب السيارة الخلفي ودفعتها بلا مقاومة للبقاء بالخلف وجلست هي إلى جوارها.
تساءل منذر بصوت آجش
نتوكل على الله
أجابته عواطف بصوت هاديء ناظرة في إتجاه أسيف
اه يا سي منذر وكتر خيرك على كل اللي بتعمله!
تحرك بالسيارة في اتجاه منزل عواطف والذي كان قريبا من بنايتهم. لمح بطرف عينه وهو يلج للمنطقة الشعبية حفنة من الرجال الغرباء المنتشرين على أغلب مقاعد المقهى.
دقق النظر فيهم باهتمام وتفرس في ملامح وجوههم الغير مبشرة بقلق كبير.
بدا وكأنهم مجتمعين للقيام بأمر مريب كما كانت ثيابهم تشير لكونهم من بلدة ريفية.
طرأ بباله شيء ما واستطاع نوعا ما تخمين هويتهم خاصة عندما التقطت عيناه أحدهم تحديدا والذي عرف هويته على التو فتجمدت تعابيره وجهه وقست نظراته للغاية.
بحذر شديد سحب هاتفه المحمول من جيبه وطلب أخاه قائلا بصوت قاتم يحمل الغموض
جهز الرجالة يا دياب في عوأ هيحصل!
هتف دياب متسائلا
قصدك قريب البت ال....
قاطعه منذر بصوت يوحي بالشراسة
أه هو ومش جاي لوحده 
رد عليه دياب بثقة
واحنا جاهزينله
ماشي 
قالها منذر وهو ينهي معه المكالمة على عجالة لكن عيناه لم تحيدان أبدا عن الحاج فتحي الذي تشنجت قسماته حينما وقعت أنظاره مصادفة عليه.
عرفه فورا وتحفزت كافة حواسه للهجوم عليه.
هب واقفا من مقعده صائحا بغلظة
يالا يا رجالة الدغوف جه برجليه هنا!
هتف الحاج اسماعيل بتوعد هو الأخر
وقعته سودة مش هايطلع عليه نهار بينا يا رجالة..!!!!
الفصل الثاني والعشرون الجزء الثاني 
نهض دياب من على المقعد وانسحب بحذر شديد من سرادق العزاء متبادلا مع رجاله نظرات غامضة ولكنها كانت مفهومة بالنسبة لهم.
إنتاب والده الريبة فقبض على معصمه متسائلا بخفوت
خير يا دياب حصل حاجة
توقف ابنه عن السير والټفت ناحيته ثم أجابه باقتضاب وهو يشير بعينيه
مش خير خالص
انقبض قلب الأخير پخوف شديد بعد أن فهم إلى ماذا يرمي ابنه وتجمدت نظراته عليه.
ثم أردف محذرا بصوت خاڤت لكنه صارم
خلي بالك من نفسك انت وأخوك!
اطمن!
قالها دياب مشيرا بحاجبيه بحركة واثقة قبل أن ينصرف هو الأخر ليلحق برجاله.
في نفس التوقيت سلط منذر عينيه على إنعكاس صورة هؤلاء الرجال الماكثين بالمقهى الشعبي من خلال مرآته الأمامية. زادت نظراته اتساعا و حدة حينما لمح ذلك القالب الطوبي المقذوف ناحية سيارته من الخلف.
ضغط على المكابح محاولا تفاديه بحرفية قائد ماهر فأصاب فقط مصباحه الخلفي.
صړخت عواطف بهلع واستدارت برأسها لترى هؤلاء الرجال الغاضبين وهم يحاولون الفتك بهم.
صاحت بلا وعي
يا نصيبتي مين دول الحقنا يا سي منذر!!!!
متخافوش 
قالها منذر باقتضاب وهو مسلط كل تركيزه على حماية من معه من التعرض لأي أذى.
ولكنه أوقف السيارة مجبرا ليتجنب صدم أحد الأشخاص الذين ظهروا أمامه فجأة لكنه تفاجيء به يهوى على زجاج السيارة الأمامي بعصا معدنية غليظة متعمدا تحطيمها.
جفلت أسيف من ذلك المشهد المفزع وشخصت أبصارها پخوف حقيقي.
احتضنت عواطف ابنة أخيها لتحميها وتمسكت بها جيدا وهي تصيح بصړاخ
يا لهوي! ايه اللي بيحصلنا ده هما عاوزين مننا إيه
ارتجف جسد أسيف تلقائيا من هول الموقف ونظرت بأعين زائغة نحو ما يدور حولها من صدامات مھددة خاصة وأن أغلب الوجوه كانت مألوفة بالنسبة لها.
شكل رجال الحاج فتحي حصارا سريعا حول سيارة منذر محاولين النيل منه وأخذ أسيف بالقوة.
أدار هو سريعا المحر وبقوة أعصاب فائقة ومهارة بارعة وإصرار شديد تمكن من الإستدارة والالتفاف بعيدا عنهم متفاديا أي محاولة
 

37  38  39 

انت في الصفحة 38 من 52 صفحات