علي السحور بقلم فاطمه الألفي
بارتياح وشعر بالسکينة والطمأنينة تدخل قلبه بعدما أطمئن على استقرار حالة زوجته وهي الآن بأمان فلم يعد عمرو خطړا يهددهم وقرر هو أن يصل الجواب بنفسه إلي ابنة عمرو بعدما علم من مهاب بمكان سكن والدتها فقد طلب منه أثناء وجود رحمة بالمشفى أن يبحث له عن عنوان طليقة عمرو وعلم بكل شيء من أوارق عمرو التي كانت بالسفارة.
استقل سيارته وقادها الي العنوان المنشود وبعد مرور نصف ساعة صف سيارته أمام الڤيلا الخاصة بوالدها ترجل من سيارته وسار بخطوات واثقة يدلف لداخل الفيلا ولكن أستوقفه ضابط الأمن وهو يتحرى عن هويته وهل لديه موعد سابق بالزيارة
تنحنح معتز ثم قال
معتز المصري ولازم أقابل مدام نورهان وفي موضوع مهم جدا وخاص جدا جدا لازم اتكلم معاها
هز رأسه نافيا وقال
بس مدام نورهان مش موجوده هي مسافرة مع جوزها فرنسا
هتف متسألا عن الصغيرة
وتولا معاها
لأ تولا هنا عايشة مع جدها وجدتها
طيب ممكن أقابل أي حد فيهم أرجوك
اتفضل معايا الهانم في انتظارك
سار جانبه بهدوء إلي أن تركها ضابط الحراسة أمام الباب واستقبلتها الخادمة وهي تشير إليه بأن يدلف لداخل
والهانم بانتظاره.
وقفت سيده في العقد الخامس من عمرها تستقبله بترحاب
أهلا وسهلا اتفضل
تشرب ايه حضرتك
لأ ما فيش داعي أنا جاي في مهمه محددة ومش هاخد من وقت حضرتك أكتر من دقائق
أتفضل خير
أنا هنا بخصوص عمرو مكاوي الله يرحمه
شهقت پصدمة وقالت بتأثر
عمرو ماټ
هو حضرتك ما عندكيش علم
هزت راسها نافية
استرسل حديثه قائلا عندما وجدها متعاطفة پوفاة عمرو
عمرو قبل ما يتوفى ساب جواب لبنته وكان نفسه يشوفها ممكن اشوف انا بنته واسلمها الجواب بنفسي اوصلها رساله باباها
بس البنت تعرف أن باباها مټوفي من زمان
شعر بالصدمة من حديثها ثم قال باقتراح
ماتخفيش حضرتك مش هبلغلها اي حاجة غير أن باباها سابلها الجواب ده معايا وانا كنت مسافر ولسه راجع
تلفتت حولها بريبة ثم قالت بصوت خاڤت
بس بسرعة عشان جدها على وصول ولو جي هنا وعرف انك من طرف عمرو مش هيحصل خير ابدا
هتفت بصوت عال للخادمة وطلبت منها إحضار تولا
وبعد لحظات اقتربت فتاة في عمر العاشرة قائلة بصوت رقيق
يس أنآ
تولا حبيتي عمو كان صاحب بابي
نظرت له بضيق وقالت
بابي ماټ
نظر معتز للسيدة وقال برجاء
ممكن اقعد معاها دقيقتين بس لوحدنا
نهضت بتوتر وقالت
بسرعة من فضلك
عندما تركت الغرفة أشار معتز للفتاة بأن تجلس جانبه ولكن ظلت متسمرة مكانها وقالت بصوت حزين
ماحدش بيحبني وبابي تخلى عني ومامي اتجوزت وسابتني هنا لجدو
نهض هو وأمسك رسغها برفق وهبط لمستواه طولها ثم قال بحنو
بابي ما اتخلاش عنك هو سابك مجبر هو حاول كتير يفضل معاكي بس الظروف كانت أقوى منه بصي هو بيحبك إزاي وماكنش بيفكر غير فيكي وآخر حاجة قالها قبل ما ېموت أن بيحب تولا أوي ولو كانت موجوده في حياتي كان ساب الدنيا كلها وعاش معاها هي وبس خدي الجواب ده من بابي وادعيلوا كتير ربنا يرحمه ويغفر له وكل لم يوحشك اقري الجواب وبوسي صوره
بس أنا ماعنديش صور ليه
تنهد بضيق ثم قال
هحاول أجبلك صور ليه انتي معاكي فون
هزت راسها بالايجاب
طيب سجلي رقمي وانا هسجل رقمك ولو محتاجة لاي حاجة كلميني فورا انا عمو معتز
أخرجت
هاتفها بالفعل ودونت رقم معتز وأعطته رقم هاتفها أيضا ثم طبعت قبلة رقيقة اعلى وجنته وشكرته وأخذت الجواب وركضت مسرعة الي حيث غرفتها قبل أن يعود جدها وغادر معتز سريعا لكي لا يلتقي بذلك الرجل الذي يهابه الجميع..
كان جالس بمكتبة يتابع أوراق المحضر والتحريات الخاصة بمقټل محمد وظل يربط الأحداث ببعضهما بأقوال عمرو قبل انتحاره وكما اتضح بالتقرير الطبي الخاص بتشريح جثمان محمد بأنه كان بتعاطي الهيروين وقبل ۏفاته تعرض لمشاجرة عڼيفة وأثر لبقاية
حمض نووي تحت أظافره أثناء مقاومته والدافع عن نفسه ولكن ذلك الحمض النووي لم يكن خاص بعمرو إذا الجاني الحقيقي هو ذلك الشخص المجهول.
قرر أن يتوجه إلى مكان سكن محمد ويحقق مع جيرانه ومن هم الأشخاص اللذين كانوا يترددون عليه بمنزله ومن هم اصدقائة وهو واثق بأن ذلك الخيط سيصله إلى القاټل..
عاد معتز ليلا وجد هدوء تام بالڤيلا يبدو بأن الصغار ناموا صعد إلى غرفته ليتفاجئ بنوم رحمة بمنتصف الفراش والصغيرتين غزل وحبيبة يحتلون الجانب الأيمن من الفراش والصغيرين احمد وأنس الجانب الآخر يبدو أنهم أحتلوا مكانه بالفراش ابتسم على هيئتهم ودلف بهدوء إلى الدولاب فتحه برفق ثم انتقى منامته وتوجه الي المرحاض ينعش جسده أسفل المياء ثم ارتدى المنامة وغادر المرحاض ثم اقترب بخطوات بطيئة دثرهم جيدا بالغطاء وطبع قبلة حانية على جبين كل منهما وعندما هم بتقبيل زوجته وجدتها تفتح عيناها وتنظر له بحب ثم همست معتذرة عن نوم الصغار
معلش بقا فضلنا نحكي حواديت لم ناموا مكانهم
هتف بمرح
وأنا أمته هيجي اليوم اللي تحكي فيه حواديت هههه
ضيقت جبينها پغضب ابتسم على هيئتها وقرص وجنتها بخفة وقال
بهزر يا روحي انتي تعملي اللي انتي عاوزة مع العفريت دول ثم رفع حاجبية بمشاكسة وقال
خسارة كنت ناوي أقولك على بطولات جوزك عمل أيه مع تولا
هتفت مندهشة تولا مين
أوع تقول بنت عمرو
هز رأسه بالايجاب ثم ابتعد عنها وقال
بالظبط بكرة بقا نتكلم تصبحي على خير يا حياتي
أعطاها ظهره وهم بمغادرة الغرفة وهو يبتسم لانه يعلم زوجته سوف تلحق به
استنى بس يا معتز نتكلم
دار وجهه يتطلع لها وتصنع التثاؤب
الصبح يا قلبي عشان الولاد نايمين ثم غادر الغرفة بابتسامة عريضة يعلم بأنها ستلحق به بعد دقائق معدودة
دلف الغرفة المجاوره لغرفة ومدد جسده بالفراش وهو يضع ذراعية أسفل رأسه ويتطلع لسقف الغرفة ويهمس بصوت خاڤت العد التنازلي
10987654321
عندما أنهى العد وجدها بالفعل تطل برأسها من باب الغرفة تتفقد وجوده أطلق ضحكته العنان ثم أعتدل في الفراش وأشار إليها بسبابته قائلا
تعالى يا روحي تعالي
اقتربت منه بهدوء وقالت بتوتر
أنا نمت كتير وبقول يعني نتكلم شويا
أبتسم بحب وقال بمجادلة مصتنعة
بس جوزك حبيبك محتاج ينام بقالي تلات ايام قولي أربعة كده مانمتش أهون عليكي
جلست جانبه وقالت بصوت خاڤت
لأ طبعا ما تهونش خلاص نام
وأنا بقا ما يهونش عليا أسيبك كده للفضول هقولك اللي حصل وامري لله
نظرت له بفرحة الاطفال داخل عينيها استرسل هو قائلا كل ما حدث معه في زيارته لتولا
عندما أنهى حديثة وجدها تبكي على تلك الصغيرة ضمھا لصدره وظل يمسد على كتفها برفق وقال بمرح
إية رأيك نضم تولا لفريق العفاريت اللي جوة ده ههههه
نظرت له وجدته يضحك بصوت عال وكزته في كتفه وقالت بحزن
راح فين قلبك الحنين
والله
انا قلبي يساع فريق كورة بس نفسي ادخل دنيا الاول واعيش انا ومراتي لحظات رومانسيه نفسي اعيشها معاها من أول ما عينيها جت في عنية يا بنتي ده الشوق كاويني ارحميني بقا ههههه
ضحكت هي الأخر على جنونه ثم عاتقها
بشغف وهمس بجانب أذنها بعشق قائلا
الدكتور محدد ليكي فترة نقاهة بعد العملية ممنوع الاقتراب أو التصوير ههه بس ده ما يمنعش أننا هنسافر نغير جو ونرمي همومنا كلها في البحر ونرجع من هناك من غير هموم خالص نعيش دنيتنا بقا ونشوف سعادتنا وتتفق أنا عاوز أخلف منك بنوته واحده عشان صحتك مش محتاج أكتر من واحده بس وكفاية علينا جوز الخناشير دول عشان تقدري عليهم وتربيهم كويس ونهتم بصحتك
أنا ربنا بيحبني أوي أن جمعني بيك وعوضني عن كل الحزن اللي قابلته في حياتي ربنا يخليك ليا وربنا يقدرني وأسعدك زي ما بتسعدني.
نظر لها على حين غفلة ثم نهض مسرعا وقال وهو يمد يده لها
يلا نرقص مع بعض يوم فرحنا كل حاجة باظت وانا نفسي أرقص معاكي دلوقتي
تشابكت أيديهم في جنون تلك اللحظة
أشعل معتز هاتفه على أغنية رومانسية ثم جذبها إليه هكون أقرب ليهم من نفسهم هكون الصديق والاخ اللي بينصح مش هكون أب متسلط ولا متحكم هربيهم زي مااتربينا يا معتز على الصدق ومافيش خوف على الحب والاحتواء والأمان كدة بناتي هتكون بخير في حضڼي مش ضامن أنا اتجوز واحدة تعاملهم أسوا معاملة وتهملهم وتفكر في نفسها وبس ولو خلفت بقا واهتمت بعيالها ونسيت البنات هندم ندم عمري أن جربت التجربة دي تاني كدة أفضل لينا صدقني مش كلهم زي رحمة مراتك ربنا يباركلك فيها ويسعدكم يا حبيبي
ثم استطرد قائلا وهو يرسل له غمزة
قولي ناوي على أية في عيد جوازك بكرة مش كدة
أبتسم لشقيقه وقال بتنهيدة
ناوي على كل خير وانت معايا طبعا
لأ يا قلب أخوك أنا أكدت حجز الصبح أنت ومراتك بقا عيشوا اللحظة بدون عزول هههه
معقول يا عادل بسرعة كده
معلش لازم ارستق الأمور هناك في السكن والشركة اللي رايح عليها ومحتاج اطمن على البنات الاول واحسسهم بالأمان والاستقرار في البيت هناك
وهتعمل ايه لم تنزل الشغل
في واحد مصري هناك حصل بنا تعارف وكلمته أن معايا بناتي ومحتاج بيبي ستر تكون معاهم فترة شغلي وهو طمني وقالي ما اقلقش متوافر هناك ولم اوصل هختار بنفسي حد كويس يكون معاهم
ربنا معاك ويوفقك يا حبيبي ما تتصورش البنات هيوحشوني قد إيه
وانت كمان ماتفكرنيش دول هيجنوني عشان اتعلقوا برحمة أوي
رحمة كمان متعلقة بيهم ومن وقت لم عرفت بمعاد السفر قرب وهي ما بتنامش ولا بتبطل عياط
ربنا يخليهالك يا حبيبي قوم شوفها بدل ماهي لوحدها كده على البحر وانا هنا جنب الولاد ومتابعهم ماتقلقش
أبتعد عادل وجلس على الرمال بجانب الصغار وبدء باللعب معهم في بناء بيت الرمال ونظر لشقيقه وأشار إليه بأن يذهب إلى زوجته.
بادله معتز الإبتسامة ونهض عن مقعده وسار بخطوات
تنهدت بعمق ثم قالت
في الدنيا وحياتنا كانت أيه وبقت أيه
وحياتنا كانت أيه وبقت أيه
دارت جسدها لتصبح في مقابلته وتطلعت لعيناه بحب ثم قالت هامسة
كانت قبلك ولا حاجة وبعدك كل حاجة
رفع حاجبية بمشاكسة وقال
فزورة دي ولا ايه
ضحكت برقة ثم رفعت أطراف أصابعها تقف وقال بصوت عذب يدندن لها أغنية يعشقها
طول عمري بخاف من الحب وسيرة الحب
وظلم الحب لكل اصحابه
وأعرف حكايات مليانة آهات
وأعرف حكايات