روايه الكاتبه ياسمين
و تطل من ورائه زينب حاملة صينية طعام
إتجه نحوها شاهين ليأخذها منها ثم يشير لها بالانصراف جلس بجانبها على الجهة الأخرى
واضعا الصينية فوق ساقيه
في صحن الشوربة و يرفعها إلى فمها
حدقت به ببلاهة و هي تبعد
رأسها في آن واحد
غير مستوعبة بما يحصل لتسمعه يخبرها
لازم تاكلي عشان تاخذي الدواء الدكتورة قالت إن جسمك ضعيف و عندك بداية أنيميا فلازم تتغذي
قالها و هو يقرب منها المعلقة لتتناولها كاميليا بصمت
أنهت طعامها بصعوبة مع محايلات شاهين المستمرة ليجعلها تاكل اكبر كمية ممكنة من الاكل ثم ناولها بعضا من أقراص الدواء و كوبا من العصير الطازج لتناولهم أيضا بدون مناقشة او كلام
خرج شاهين من الحمام بعد أن غسل يديه جيدا ثم تمدد إلى جانبها من جديد و هو يتأمل وجهها الفاتن رغم ذبولها
ردد شاهين سؤاله العجيب على مسامعها لتضحك كاميليا في داخلها باستهزاء على تمثيله الرائع حسب
ظنها أخذت نفسا عميقا و هي تشجع نفسها على مسايرته حتى ينكشف قناعه و يعود من جديد إلى
مظهره الحقيقي
كويسة
أجابته بصوتها الناعم بنبرة خاڤتة لا تكاد
تسمع ليبتسم لها قبل أن يقول
فادي طول النهار مبطلش سؤال عليكي و منامش غير لما شافكالنهاردة نام بدري عشان لعب كثير مع عمر و مراته
تأوهت بخفوت عندما حاولت الاعتدال في مكانها
لو عاوزة حاجة ثانية قوليلي بس متتحركيش
لوحدك إنت لسه تعبانة
فركت يديها بتوتر قبل أن تتحدث بصوت متقطع
و في الخلف يجلس شاهين و بجانبه كاميليا و خلفهم سيارات الحراسة الخاصة
رفع شاهين الوشاح الصوفي الذي كانت تلفه زوجته على كتفيها و ظهرها قائلا بردانة
نفت كاميليا برأسها و هي تجيبه لاالعربية دافية
كطفلة إختار لها ملابسها و ساعدها في نزول الدرج
و تناول فطورها متجاهلا إعتراضها و سخرية عمر منه و نظرات هبة ووالدته المتعجبة
و تبتسم بسعادة لذلك الصغير الذي نجى من المۏت بأعجوبة بعد تعرضه لحاډث مروري رفقة والده و الذي لحسن حظه نجى هو الاخر و يقبع في غرفة أخرى غير بعيدة عن غرفة إبنه
ليليان بمرح إيه أخبار البطل النهاردة
الطفل ببراءة انا كويث بث عاوض اثوف بابا هو
كمان ضربه الراجل الثرير
كتمت ليليان ضحكتها على ظرافة هذا الصغير
جادة و كأنه رجل كبير
لتجيبه هي الأخرى بجدية مماثلة لكنها مصطنعة
متخافش بابا كويس بس هو نايم دلوقتي
نص ساعة كمان و حتيجي ماما عشان تشوفك
فتح لتدخل الممرضة و التي أعطيتها ليليان تعليماتها
بشأن الأدوية التي يجب أن تعطيها للصغير قبل أن تغادر
في مكان آخر كانت شيماء تراقب من بعيد تلك
أخرجت هاتفها لترسل رسالة لمريم لتخبرها بما رأته
منتظرة ردها قبل أن تتحرك و تكمل عملها
وصلت هند إلى مكتب أيهم الذي إستقبلها
بابتسامته الرائعة التي تزين وجهه الوسيم
هند بصوت ناعم صباح الخير يا دكتور أيهم إزاي
حضرتك
أيهم بابتسامة تمام يا دكتورة هند إتفضلي
تصنعت عند العبوس قبل أن تجلس بأناقة على الكرسي المقابل و هي تقول بنبرة معاتبة أجادت تصنعها
انا بكره الرسميات جدا على فكرة و خاصة مع الناس القريبين منيممكن تناديني هند لما نكون لوحدنا طبعا
خاصة بعد اللي حصل ما بينا إمبارح
طأطأت هند رأسها بخجل مصطنع و هي تتذكر قبلتهما يوم أمس في
مكتبه فركت يديها بتوتر قبل أن تتحدث بصوت خاڤت أنا آسفة بس
قاطعها أيهم بصرامة و تتأسفي ليه بالعكس إنت عبرتي على حاجة جواكي
هزت رأسها نحوه تتطالعه بنظرات خبيثة تخفيها تحت قناع البراءة يعني مش زعلان مني
أيهم بنفي و هو يقدم لها أحد الملفات دي تفاصيل المؤتمر بتاع ألمانيا الاسبوع اللي جاي إيه
أخذت هند من يده الملف لتتصفح الأوراق باهتمام واضح قبل أن تهتف بجد دا انا أكون محظوظة جدا عشان أحضر المؤتمر الطبي داه
رفعت رأسها نحوه ترمقه بابتسامة قبل أن تسترسل
إرتسمت إبتسامة الانتصار على شفتي هند قبل أن تعود من جديد لتتصفح الأوراق باهتمام
أيوا يا دكتورة هند
هند متهيألي سمعت كل حاجة بنفسك يا دكتور
أسعد بصوت مټألم أيوا سمعت و تأكدت كمان قبل
ما أسمع حوارك معاك المستشفى كلها بتتكلم عليكم
قهقهت هند بصخب قبل أن تجيبه بصوت واثق
الناس كلها سمعت إلا مراته الهبلة لسه نايمة على وذانها
أغلق هاتفه في وجهها و هو يشتمها پغضب عمري ماشفت في حقارتهم هما الاثنين بس إيه لايقين على بعض جدا انا لازم اتصرف مش حسيب ليليان تحت رحمة الواطي جوزها
دخلت السيارات إلى بوابة المزرعة الكبيرة لتشهق هبة بإعجاب و هي تخرج رأسها من نافذة السيارة لتتأمل المساحات الخضراء الشاسعة
التي كانت
تمتد لأميال بعيدة ليضحك عليها عمر و هو يجذبها
إلى الداخل قائلا بتعملي إيه يا مچنونة أقعدي مكانك
هبة بحماس المكان تحفة يا عمر مش قادرة أستنى
عشان
اشوفه كله
توقفت السيارات أمام الفيلا لتفتح هبة باب السيارة بسرعة و تسير باتجاه عمر الذي مازال يضحك على
چنونها أمسكت يده لتحثه على السير نحو الحدائق الخضراء التي سلبت أنفاسها بجمالها الطبيعي
و بعدين حنطلع
كلنا مع بعض
عبست بحنق و هي تلتفت لترى بقية العائلة يخرجون من السيارات إستعداد لدخول الفيلا أومأت له بموافقة ليحيط عمر كتفيها بذراعه و يتجها إلى الداخل
نزل شاهين من السيارة ثم مد يده لمساعدة كاميليا على النزول سارا إلى السيارة الأخرى ليفتح الباب و يحمل فادي و ينزله على الأرض ثم حمل والدته ووضعها على الكرسي المتحرك الذي أخرجته
فتحية من صندوق السيارة الخلفي
دفع الكرسي ببطئ أمامه ثم إلتفت إلى فتحية قائلا
خذي فادي لأوضته عشان يغير هدومه
أومأت له بطاعة ثم أمسكت فادي من يده لتدخل به الفيلا لحقتها كاميليا بسرعة إلى الداخل لتدفعها
بعيدا عن الصغير و هي تهمس لها پغضب مش
قلتلك قبل كده مش عاوزة أشوفك قدامي و لو صدفة سيبي الولد و إياكي تقربي منه ثاني
فتحية بصوت منخفض بس البيه هو اللي أمرني و انا مقدرش أقله لا
إستدارت كاميليا لتجد البقية يدخلون الفيلا شاهين
يدفع كرسي والدته بحذر أمامه و ورائهما عمر و هبة يتحدثان بهمس و يضحكان
كاميليا بتلعثم و لا حاجة انا كنت بقول لفتحية
إن أنا حهتم بفادي
فادي منها بحركة سريعة قائلة بنفي لا مفيش داعي انا حبقى أعمله كل حاجة
لم تنتظر حتى تسمع جوابه لتجر الصغير
ورائها
تاركة شاهين يبتسم بخبث قبل أن يشير للاخرى
بالانصراف
أمضت هبة كامل اليوم و هي تتجول في المزرعة
دو في المساء حضر لهم الخدم وليمة كبيرة في الحديقة
كاميليا و التي أصرت على أخذه بنفسها إلى غرفته
و الاهتمام به و قد لاحظ الجميع ذلك فهي طوال اليوم كانت تعامل فتحية معاملة غريبة و لاتسمح
دلفت هبة غرفة نوم فادي لتجد كاميليا تدثره بالغذاء جلست على حافة الفراش تنتظرها حتى تنهي ما تفعله
نظرت لها كاميليا بتعجب متسائلة مالك يا هبة
عاوزة حاجة
هبة بإيجاب أيوا عاوزة أتكلم معاكي شوية
في كلام كثير اوي لازم نحكيه لبعض إنت إحكيلي
على حياتك الجديدة بعد الجواز و انا ححكيلك
عني انا و عمر
قلبت هبة عينيها بعدم إعجاب لأسلوب صديقتها
ظنا منها ان تحاول مماطلتها لتجيبها بملل أيوا
أخرجت الهاتف من جيبها لتختطفه كاميليا من يدها ثم تتجة بسرعة إلى الباب تغلقه باحكام و تضغط أزرار الهاتف بارتعاش بعد ثواني سمعت صوت
نور و هي تقول أهلا ياهبة إزيك
قفزت نور من مكانها لتصرخ بصوت متحمس كامي
إزيك إنت
يا قلبي واحشاني عاملة إيه و ليه تلفونك مقفول طول الوقت
مسحت كاميليا دموعها التي إنهمرت بصمت ثم تحدثت بصعوبة انا كويسة يا نور متقلقيش انا كنت برا مصر ووصلنا النهاردة و خذت تلفون هبة عشان أكلمكم ماما فين عاوزة اكلمها
نور بفرحة ماما في المطبخ إستني شوية حخليها تكلمك
كاميليا باندفاع لا يانور خلاص يا حبيبتي انا حبقى أكلمكم وقت ثاني سلميلي عليها و ققوليلها
إن انا كويسة و بابا و كريم كمان
نور حاضر حقلها بس إنت حتيجي إمتى عندنا
أنهت المكالمة بسرعة دون أن تسمع جواب نور
مخافة ان يسمعها أحد الخدم و ينقل الاخبار لزوجها
تنفست الصعداء و هي تبتسم لهبة رغم الدموع التي
كانت تلمع في مقلتيهالتسارع الأخرى باحتضانها
رغم عدم فهمها لما يحصل معها
هبة بعدم فهم أنا مش فاهمة حاجة إنت ليه كدبتي
أكلمهم من يوم ما تجوزت
شهقت هبة غير مصدقة لما اتفوه به صديقتها متسائلة بس ليه
كاميليا بنبرة مستسلمة منعني إني أكلم عيلتي او أي حد أعرفه
هبة باستدراك و انا إلى كنت فاكراكي بتقضي شهر العسل عشان كده قافلة موبايلك
تنهدت كاميليا بحزن قبل أن تردف بصوت مخټنق انا مقدرش أحكيلك كل إلي حصل معايا بالتفصيل بس اللي أقدر أقولهولك إني شفت كل أنواع العڈاب و الذل معاهكل اللي حكيتلك عنه
بس إللي مهون عليا إني قدرت أنقذ عيلتي من الفقر
و أمنت مستقبل نور و كريم عشان ميتعذبوش زيي
مش عارفة أقلك إيه يا كامي أنا و الله مكنتش أعرف إن كل داه حصل معاكي بس بس انا شايفاه بيتعامل معاكي كويس داه بيهتم بيكي أكثر من إبنه حتى
إبتعدت عنها كاميليا و هي تمسح عينيها الباكيتين قائلة متغركيش المظاهر اللي إنت شفتيه غير الحقيقة إحنا تأخرنا و لازم ننزل بس أرجوكي
متحيبيش سيرة لماما او نور مش عاوزاهم يقلقوا
عليا
أومأت لها هبة بالموافقة رغم حزنها الشديد على
صديقتها الوحيدة التي كانت تعاني لوحدها طوال
المدة الماضية
في الأسفل
دخل شاهين و عمر إلى داخل الفيلا بسبب البرد الشديد في الخارج جلسا في الصالون يتحدثان
في أمور العمل و الشركات لحين مجيئ
الفتيات
نفخ شاهين بملل و هو ينظر إلى درج الفيلا كل دقيقة متجاهلا سخرية عمر منه الحب ۏلع في الذرة و
الله عشت و شفت شاهين الألفي واقع
فينك يا أيهم عشان تشوف اللي أنا شايفه
رماه شاهين بالوسادة قبل أن يهتف بحنق لا خفة بقلك إيه خليك ساكت أحسن انا اللي فيا مكفيني دلوقتي
تفادي عمر الوسادة بحركة سريعة و
هو يقهقه باستمتاع لاحظ إبتسامة شاهين التي إرتسمت فجأة على شفتيه لينظر إلى حيث ينطر هو ليجد كاميليا و هبة تنزلان الدرج
جلست هبة
بجانب عمر و قد إرتسمت على وجهها
علامات الضيق ترمق شاهين بنظرات غاضبة و كأنها سهام ڼارية تمنع نفسها بصعوبة من الانقضاض عليه و إشباعه ضړبا و لكما على إيذائه لصديقتها
تنحنحت قليلا قبل أن تتحدث هو ممكن الليلة تبات
الحلقة السادسة والعشرون
يجلس في شرفة جناحه منذ نصف ساعتين و هو وحيدا ينتظر صعود كاميليا التي تعمدت
البقاء و السهر قليلا مع هبة لتختار معها بعض الملابس و الأغراض الخاصة بالعروس من الانترنت
نظر لساعته ليجدها