الأربعاء 27 نوفمبر 2024

وصمه ۏجع بقلم سهام عادل

انت في الصفحة 14 من 42 صفحات

موقع أيام نيوز


بس أنا لسه مكملتش الشهر التاني 
هزت ياسمين رأسها وقالت عارفة ياغصون.. بس أنتي مش هترجعي الشغل لمدة شهر
قلقت غصون وقالت بريبة ليه هو أنا غلطت ف حاجة او عملت حاجه 
شعرت غصون بالحيرة فسألتها أومال فيه إيه 
ردت عليها ياسمين فيه إن هتشتغلي حاجة تانية ياغصون بس في مكان غير السنتر 
تعجبت غصون وسألتها شغل تاني وفين المكان ده

ردت عليها
ياسمين بهدوء وقالت أنتي عارفة إن جني هتبدأ إمتحانات وهتمتحن لمدة شهر و طبعا هي محتاجة هدوء عشان تقدر تركز عشان كده يزيد ويزن مش هيجوا هنا الشهر ده وأنا كمان مش هنزل الشغل عشان اكون متفرغة للبيت وجنىوبعد معاناة قدرت اقنع ياسر إن يجيب حد للولاد الشهر ده ياخد باله منهم وهو رفض فمراد اقترح بما أن الولاد بيحبوكي ومتعلقين بوجودك انك ممكن تروحي طول النهار تتابعيهم وتاخدي بالك منهم لحد ما ياسر يخلص شغله ويرجع البيت.. ودي اعتبريها خدمة ليا انا ياغصون لان ياسر مش
مآمن حد غريب يقعد مع ولاده وأنا أخيرا أقنعته بصعوبة وتفهم ان الأولاد بيحبوكي وانتي كمان بتحبيهم
شعرت غصون بالحيرة لاتعلم أتوافق وتنعم بذلك الشهر مع الأولاد أم ترفض ان تذهب لبيت رجل أعزب وتعيش به لمدة شهر.
عندما وجدت ياسمين غصون
شاردة فسألتها ها ياغصون.. رأيك إيه 
تغلبت غريزة الأمومة التي فقدتها عليها وأجابت موافقة
الفصل_الثاني_عشر
ضاقت به الدنيا وأطبقت ذراعيها حوله بۏحشية تخلي عنه أقرب الناس إلى قلبه صبا في البداية عندما استسلمت لضعفها وتركت الحياة بكامل إرادتها تاركة خلفها جبلا من الهموم التي تثقل قلبه وحزنا دفينا لن يبرأ منه أبدا تركته وحيدا بلا ونيس إنسان مهزوم من الحياة مهما عافر ان يخفى ذلك ومهما أشغل تفكيره بأمور الحياة
ولكنه ناقص بدونها.. يعيش حياة باردة
يتناول الإفطار مع ولديه على مائدة صغيرة في مطبخ منزله الكبير الذي أصبح باردا خاليا من الحياة طول النهار هو وولديه خارجه وفي نهاية اليوم يعود بهم حتى يتناولوا العشاء وينامون هو يشعر بعجزه من أن يقدم لهم كل شىء رغم أنه يبذل الكثير في إسعادهم ولكن دائما هناك ماينقصهم وهو أم ترعي وزوجة تهتم تجعل الشمس تشرق في ذلك المنزل المظلم تنهد عن تذكره ذلك وهو يعلم أن ذاك النقص سيظل للأبد فالأم والزوجة رحلت دون رجعة ولم تفكر في كم روح دهستها وكم قلب كسرته في رحيلها.
لاحظ شرود ولديه الصغيرين وحزنهم فسألهم ممكن أفهم حبايبى مبيفطروش ليه وليه مكشرين كده وزعلانين
رد عليه يزيد ابن الخمس سنوات وقال عشان انت قولت مش هنروح عند عمتو ياسمين
ابتسم له وقال بحنان لأن عمتو عندها ظروف وجنى عندها امتحان ومحتاجة هدوء عشان تذاكر وتنجح زي ماأنت نجحت في امتحانك
رد عليه يزيد بتوسل طفولي طب نروح يابابي ومش هنعمل صوت خالص ومش هنعمل لجني إزعاج نهائى
أجابه ياسر بتفهم ياحبيب بابي مش هينفع..اما جني تخلص مذاكرة وإمتحانات هنروح 
تدخل يزن الصغير ذو الثلاث سنوات بصوته الطفولي البرئ خلاص يابابي هنروح نقعد مع غصون
في بيتها اللي ف الجنينة
تعجب ياسر من قول ابنه وسأله وانتوا بتروحوا عندها بيتها 
رد يزيد هي بتيجي تقعد معانا عند عمتو كتير وبتلعب معانا في الجنينة ومش بنروح عندها الا نونو صغيرة بس
تنهد ياسر بحيرة وسألهم وهي بتعاملكم كويس 
رد يزيد دي طيبة أوي يابابي وبتعمل كل حاجة بنطلبها منها 
تبعه يزن قائلا بصوته الصغير أنا بحبها أوي
شعر ياسر ببعض الإرتياح لما حكاه الولدين عنها وتعلقهم بها ولكن مازال بداخله شىء يقلقه منها يخشى أن يكون ذلك وجها مزيفا لوجهها الحقيقي الذي يخفى عكس ماتظهره.
ابتسم لهما وقال بتفهم تمام اوي.. متزعلوش بقى وأنا هجيب لكم غصون هنا
صفق يزن من السعادة وقال يزيد بجد يابابي هي هتيجي هنا
أومأ ياسر بالإيجاب وقال بس بشرط.. لو عملت أي حاجة تضايقكم او زعلتكم تعرفوني
أجابه يزيد بس غصون مش بتزعلنا أبدا
قال ياسر له بتفهم عارف ياحبيبي بس برضه لو حصل أي حاجة صغيرة تعرفني...ممكن يا يزيد
أجابه يزيد بالموافقة ممكن يابابي
ابتسم له أبوه بإرتياح وقال وكمان عايز منكم طلب مينفعش نقول غصون كده نقول لها طنط غصون..اتفقنا
أجاب الولدان اتفقنا 
في نفس اللحظة دق جرس الباب علم ياسر أن آسر قد أتى بغصون كما أخبرته ياسمين عبر
الهاتف منذ قليل.
نهض وخرج من المطبخ واتجه ناحية الباب ثم فتحه ليدخل آسر مباشرة ينادي يزيد يزيد يزن
بينما وقفت غصون تفرك يديها من التوتر عند باب المنزل نظر لها ياسر ثم قال ادخلي
دخلت غصون دون أن ترفع عينها فيه وتحركت خلف ياسر ببطء ثم وقفت فجأة عندما الټفت لها وأشار لها على مكان ما في الصالة الواسعة.. وقال بصرامة ممكن تقعدي هنا لحد اما ارجع محتاج
اتكلم معاكي شوية قبل ماتستلمي الشغل
هزت رأسها بالموافقة واتجهت مباشرة ناحية المكان الذي أشار إليه.
دخل المطبخ وجد آسر يجلس على طاولة الطعام مبتسما للولدين بينما يقول يزيد خلاص ياعمو كل يوم هستناك زي ما وعدتنا 
رد
آسر وهو يتناول قطعة الخبز من على الطاولة خلاص يابطل كل يوم هخلص شغل وآجي اقعد معاك كتير ونلعب سوا وتغلبني زي كل مرة
دلف ياسر قائلا لآسر أنت مش ربنا كرمك واشتغلت التزم بقى عشان تقف على رجلك
رد عليه آسر وهو يمضغ الطعامأنا لو عندي مليون شغلة مفيش حاجة تقدر تحوشني عن يزيد ويزن 
ابتسم ياسر لأخيه ثم سأله بحيرة أنت شايف إن غصون دي تؤتمن على الأولاد 
أجابه آسر بجدية أنت ربنا بيحبك يا ياسر
عشان بعت البنت دي لأولادك.. دي جوهرة أقسم بالله وكمان بتحب الولاد أوي وانا شوفت ده بعيني اتطمن انت بس ومتشلش هم 
تنهد ياسر لايعلم أيصدق الجميع ام يصدق قلبه القلق
والغير مطمئن.
رد عليه ياسر بالسلامة ياآسر
اتجه آسر خارجا من المطبخ وقبل أن يخرج التف لأخيه متسائلا ياسر.. عملت إيه في الموضوع اللي قولت لك عليه
سأله ياسر بعدم فهم موضوع إيه
قال آسر بحماس موضوع الخطوبة يادكتور
ابتسم آسر وسأله بتحب البنت 
أجابه آسر بحيرة مش حب بالظبط بس فيه حاجة بتشدني.. بتلمس مشاعري
ابتسم ياسر لأخيه وقال أعتاب الحب ياآسر لو عايزها حدد ميعاد مع والدها وانا هآجي معاك نخطبها
شعر آسر بسعادة وقال متحرمش منك يا أحلى أخ ف الدنيا عقبال عندك أنت كمان اما تلين كده وتفكر
عبس وجه ياسر وقال احنا مش اتفقنا محدش يفتح الموضوع ده تاني.. شوف انت موضوعك وخد قرارك وانا معاك في اللي تعوزه 
عاد آسر وقبل رأس أخيه وقال ربنا يخليك ليا ياياسر ومش عايزك تزعل مني
ربت ياسر علي كتفه بحنان وقال يطمئنه مش زعلان ياحبيبي ربنا يسعدك.. وياللا عشان متتأخرش على شغلك 
تجلس بتوتر ورهبة غريبة لم تشعر بها من قبل رغم كل الصعاب التي مرت بها ولكنها اليوم في حالة توتر غريبة لا تعلم ماهيتها لا تعلم هل اتخذت القرار الصائب عندما وافقت ياسمين علي طلبها أم أخطأت لا تنكر أنها كانت على أتم الإستعداد لأي عمل يجلب لها مصدر رزق حلال إلا أن تعمل في منزل رجل أعزب وعلى الرغم أن ياسمين أخبرتها أنه دائما في عمله وعند عودته سينتهي يومها وتعود للمبيت في
.. ترى أن له هيبة ورهبة منذ التقته أول مرة عندما أتى لفحص جرحها في منزل أخته وهي نفس المرة الذي أنقض على زوجها السابق مرغما إياه على طلاقها وكان هو السبب في تحريرها من ذلك السچن الذي عاشت فيه لسنوات.. منذ حينها وهو له منزلة خاصة لديها أجبرتها على احترامه ولكن جموده ونظراته اليابسة المضادة تماما لأخيه آسر جعلتها تخشاه دائما...علي عكس آسر الذي أصبح وجوده مصدر سعادة لها كالطفلين تماما وهذا نجح فيه آسر بجدارة وهو أن يشعرها أنها من ضمن عائلته بمزاحه الدائم معها بسؤاله الدائم عليها والإطمئنان عليها عبر الهاتف وعرضه دائما المساعدة إن احتاجت لشيء حتى اطمأنت له وشعرت ولأول مرة في حياتها بشعور الأخوة التي 
تصلي كل ركعة وتسجد شاكرة لله على العطاء بعد الحرمان وعلى النعم من حولها من مأوى يأويها وأسرة تساندها وعمل يجلب لها رزقا بعدما كانت تظن وهي خارجة من الدار التي تربت فيها أنها ستسكن الأرصفة وتتسول في الشوارع لتطعم نفسها تحمده كل ليلة على كرمه العظيم عليها وعلي الرغم من حرمانها عوضها بعوضه الجميل لا تنكر أنها كثيرا ماتبكي على حرمانها من أن تكون أما ولكن سرعان ما تنسى عندما ترى هذين الطفلين اللذان فقدا أمهما...
لم تشعر بدخول آسر عليها في تلك اللحظة ولم تنتبه إليه إلا بعد أن حدثها قائلا مالك ياغصون..
قاعدة وشك أصفر ومتوترة ليه
أجابته بخفوت مفيش.. بس المكان لسه جديد عليا
ابتسم لها يطمئنها مټخافيش.. هتتعودي وهتحبي المكان هنا أوي ولو احتجتي أي حاجة كلميني
ابتسمت له وردت حاضر.. متشكرة أوي
ودعها قائلا طب سلام ياجميل عشان عندي شغل 
ابتسمت له وقالت ربنا يسلمك من كل شړ وذهب آسر لتتفاجأ بدخول ياسر عليها
فعاد لها التوتر وشحب وجهها وزادت نبضاتها بشكل مبالغ.
جلس ياسر علي الكرسي المقابل لها فنظرت أرضا تستمع إلى حديثه الذي بدأه قائلا شوفي ياغصون أنا وافقت انك تيجي هنا عشان خاطر يزيد ويزن محتاجين رعاية واهتمام وانا اغلب اليوم مشغول اتمنى انك تكوني عند حسن ظن الجميع وتهتمي بهم وتراعيهم
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت إن شاء الله
أكمل حديثه قائلا هاتي تلفونك
توترت بعض الشىء لطلبه ولكنها لم تجادله وفتحت حقيبتها الصغيرة التي بجوارها واعطته الهاتف.. فتحه وبعد أقل دقيقة أعطاه لها قائلا أنا سجلت رقمي عندك وبعت رقمك ليا وتلفونك حاليا متصل انترنت من البيت في اي وقت الأولاد احتاجوا حاجة تكلميني فيه أي مشكلة تكلميني تمام
ردت عليه بخفوت تمام
أكمل حديثه قائلا بصرامة البيت زي ما هتشوفيه دلوقتي دورين.. الدور اللي فوق مخصص لغرف النوم وكل أوضة معاها حمام خاص بها لكي الحرية تتصرفي زي ماتحبي ماعدا دخول
أوضتي والدور اللي تحت المطبخ والسفرة والصالة واوضة للعب الأولاد والصالون واوضة مكتبي اللي جمبنا دي وبرضه ممنوع دخولها.. مفهوم 
زاد توترها وقالت بتلعثم م مفهوم
تنهد بعدم ارتياح وقال بتحذير عيالي خط أحمر ف حياتي ياغصون أي أذى لهم مش هسامح فيه ولا هسكت عليه.. مفهوم 
عندما نطق بذلك رفعت بصرها له بحزن من لهجته وكأنها تعاتبه على ماتفوه به فهي تخاف عليهم أكثر من نفسها.. ولكن سرعان ماعذرته فهو لم يعلم ماتحمله بداخلها لأطفاله.. كما تعاطفت معه فهي
تعلم أن الولدين حياة بالنسبة له بعد ۏفاة أمهما والتأكيد ذلك هو السبب في ذلك الظلام الموحش الذي تراه في سواد عينيه.. فابتلعت ريقها
 

13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 42 صفحات