الخميس 12 ديسمبر 2024

شيخ في محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

انت في الصفحة 35 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


حاملا الدفتر بيده 
قومي امضي 
رفعت فاطمة عينها لوالدها ولم تجب لتقترب عمتها منها وتجذبها پعنف جاعلة إياها تجلس مستقيمة على الفراش ثم وضعت القلم في يدها متمتمة بغيظ شديد 
مش فاهمة ھتموتي نفسك على ايه ده شاب وحليوة ماشا والله خسارة فيك اتنيلي امضي اخلصي 
رفعت فاطمة عينها التي امتلئت دموع وهي تنظر لعمتها بۏجع شديد وقد ذكرتها بذكرياتها السوداء لتمضي بأصابع ترتعش وسمعت صوت والدها يخبرها أن تضع حجاب حتى يدخل الشهود لأخذ موافقتها 

فعلت فاطمة ما طلب والدها ودخل كلا من رشدي وهادي ليستمعوا لموافقة العروس التي شردت قليلا في نقطة بعيدة حتى خرج صوتها وكأنه يأتي من بئر سحيق 
موافقة

 

ماسة 
رفعت ماسة رأسها باعياء من على وسادتها وهي تستمع لصوت شيماء المنادي لكنها شعرت وكأنه شاحنة قد مرت عليها جاعلة من جسدها يأن ۏجعا بمجرد تحريك اصبع 

فزعت شيماء من مظهر ماسة لتركض لها وهي تتحدث بړعب شديد عليها 
ماسة مالك كده 
بكت ماسة بۏجع وهي تنظر لشيماء برؤية مشوشة 
ھموت يا شيماء حاسة إن فيه عربية عدت عليا 
ابتلعت شيماء ريقها بړعب شديد ثم اخرجت هاتفها بسرعة تحاول الاتصال برشدي
لكن كان هاتفه مغلق لذا خرجت سريعا من الغرفة وهي تصرخ باسم والدها 
بابا يابابا تعالى بسرعة ماسة تعبانة اوي 
خرج ابراهيم من الغرفة سريعا بړعب بسبب نداء ابنته وهو ينظر لها بفزع شديد لحديثها ثم ركض جهة الغرفة ليجد وجه ماسة قد احمر بشدة وعيونها تذرف الدموع بلا توقف وتأوهاتها تملء المكان كله 
يا ستار يارب مالك يا ماسة يابنتي حصل ايه 
رفعت ماسة عينها بتعب شديد لابراهيم وهي تحاول التحدث لكن لا شيء فقط تحرك شفتيها بصعوبة شديدة 
حملها ابراهيم سريعا وهو يحدق بشيماء التي تبكي جواره 
شيماء حطي طرحة على رأسها بسرعة يابنتي خليني اخدها لاي مستشفى 
ركضت شيماء سريعا واحضرت حجاب ماسة الذي كان ملقيا على الأرض ووضعته على رأسها ثم تحركت خلف والدها بسرعة وخلفهم سحر التي فزعت من مظهر ابنتها تاركين في المنزل اسماء التي تحتضن ابن اختها الذي يبكي پخوف على أخته 
تحرك ابراهيم سريعا لسيارته وهو يضع ماسة في الخلف وجوارها تجلس شيماء التي كانت تبكي بشدة ثم صعد لمقعد السائق وهو يتحدث بسرعة 
كلمي اخوك يا شيماء خليه يجلينا على المستشفى اللي في الشارع الرئيسي 
اخرجت شيماء هاتفها تحاول مجددا التحدث مع رشدي لكن لا رد 
تليفونه مقفول يابابا ومش عارفة أوصله

بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير 

أنهى المأذون كلماته المعتادة التي تقال في نهاية تلك المناسبة السعيدة عادة لكن في هذ الحالة كانت الوجوه ما بين متجهمة وحاقدة ومترقبة ومرتاحة 
ابتسم هادي بغباء وهو ينظر لرشدي بعيون مترجية 
بقولك يارشدي بما انك جيت من الشغل بدري اهو اروح اجيب امي والخلاط ونيجي نكتب الكتاب زي زكريا عشان نبقى احنا التلاتة كاتبين الكتاب ايه رأيك في الفكرة دي !
ادعى رشدي التفكير ثم قال 
انا عندي فكرة حلوة انت تفضل سنجل كدة خمس ست عشر عشرين سنة عشان تغزي العين عننا اصل لو احنا التلاتة اتجوزنا ناخد عين يا بني 
يبقى أشغل الرقية الشرعية ها قولت ايه اروح اجيب جاتوه وورد والخلاط 
ابتسم رشدي بسمة سمجة ثم هز رأسه بلا ليضغط هادي على شفتيه بغيظ كبير ثم انتبه على صوت لؤي وهو يتحدث ببسمة وهدوء 
طب يا جماعة باذن الله بكرة نيجي نقعد كلنا سوا ونتفق على كل حاجة دلوقتي استأذنكم عشان معاد دوا الضغط 
أنهى حديثه يرمق ابنه بشړ كبير ثم رحل من وداد التي لم تتحدث كلمة واحدة منذ بداية الجلسة تاركين زكريا يكاد ېحترق محله بسبب الڠضب الواضح الذي كان يسكن أعين والديه 
نظر لهم زكريا ثوان ولم يعرف ماذا يفعل هل يدخل ويجلس معها أم يرحل ام ماذا 
لكن كل ذلك اختفى حينما سمع صوت منيرة تناديه بهدوء شديد وهي ترمق زوجها ونحمده بجمود كبير 
زكريا يابني ادخل خد مراتك معاك لو سمحت

خرجت شيماء من الغرفة التي ترقد بها ماسة وهي لا تشعر بشيء حولها منذ سقطت مغشي عليها في المنزل تقدم لها ابراهيم سريعا پخوف فهو انتظر في الخارج بينما دخلت ابنته وسحر معها 
ها يا شيماء يابنتي هي كويسة 
ابتسمت له شيماء وهي تربت على كتفه ثم ارشدته للمقعد حتى يجلس ثم تحدثت وهي تطمئنه 
أهدى يا بابا هي كويسة الحمدلله الدكتور قال حمى شديدة شوية بس هتاخد أدوية وتكون كويسة والحمدلله أننا لحقناها بس
صمتت شيماء وهي تلوي شفتيها بضيق 
بس هي عمالة تنادي على رشدي جوا وبتخرف باسمه وهو موبايله لسه مغلق ومش عارفة اوصله و 
صمتت فجأة وقد خطرت لها فكرة غبية قليلا لكنها سبيلها الوحيد لذلك انتبهت لصوت والدها وهو ينادي عليها 
ايه يابنتي روحتي فين 
ولا حاجة يابابا بس انا بعد اذنك هكلم هادي هو الوحيد اللي يقدر يروحله ويجيبه من الشغل بعد اذنك 
هز ابراهيم رأسه بارهاق وهو يشير لها بيده أن تفعل 
تمام بس بسرعة يابنتي 
اخرجت شيماء هاتفها سريعا وهي تبتلع ريقها بخجل ثم أحضرت رقمه الذي سجلته حينما ارسل لها رسالة وضغطت على زر الاتصال في انتظار أن يجيب عليها

كان يجلس رفقة رشدي بعدما أخذ زكريا زوجته للمنزل مع والديه حتى تنتهي منيرة من أمر زوجها ثم يعيد زكريا فاطمة مجددا فهو رفض أن يستضيفها في منزله بشكل دائم قبل أن يشهر زواجهما في المسجد ويقيم لها زفافا كأي فتاة لتقترح منيرة أن يأخذها معه الان فقط حتى تنتهي من أمر زوجها وبعدها هي ستذهب لأخذها ولاحقا يتناقشون في أمر زفافهما وغيره من التفاصيل 
وقتها دخل زكريا بعدما طرق الباب ليجدها تنام على فراشها بكل براءة وهدوء وعلى وجهها أثر دموع حسنا زكريا لا بأس فهي زوجتك وحلالك الآن ينقصك أن يعلم الجميع بزواجكما حتى يصبح صحيحا مائة بالمائة دخلت منيرة على زكريا لتجد أن ابنتها نائمة بهدوء وزكريا ينحني قبالتها في هدوء ينافس هدوء نومها 
لذا تراجعت للخلف قليلا وهي تتنحنح بخفوت متحدثة سريعا وهي تخرج 
معلش يا ابني شيلها لان شكلها تعبان ومش هتصحى 
تحدثت وهي تكاد تخرج لولا كلمة زكريا التي اوقفتها ولا يعلم كيف حديث ذلك 
طب معلش لبسيها أي حاجة واسعة عشان وهي نايمة ممكن يعني قصدي هو إني 
اه يا الله لما
الأمر صعب هكذا ابتلع ريقه وهو يرفع نظره لمنيرة يتأمل أن تكون قد فهمت عليه ابتسمت منيرة وهي تهز رأسها متفهمة ثم توجهت سريعا لدولاب ابنتها وأخرجت إسدال الصلاة وهي تطلب منه رفعها حتي تتمكن من جعلها ترتديه 
حسنا هذا كثير عليه في يوم واحد اقترب منها زكريا ببطء وهو يرفعها جيدا وبحرص شديد لتصبح تقريبا بين أحضانه لتلبسها منيرة الاسدال سريعا ثم قبلتها بحب وهمست لزكريا 
معلش يابني خدها معاك ولما ابوها يمشي هاجي انا أخدها عشان متسمعش حاجة تزعلها كفاية اللي سمعته لغاية دلوقتي 
هز زكريا رأسه مبتلعا ريقه بتوتر ينظر لتلك التي تستوطن أحضانه للمرة الثانية لكن هذه المرة وهي زوجته لا يعرف لماذا لكن عندما رأى والدتها تنحني مقبلة إياها اراد هو الآخر أن يقبلها قبلة صغيرة وشعور في داخلها أنه يحمل طفلته لا ينفك يتركه كلما اقترب منها 
تحرك زكريا للخارج وهو ينظر لرشدي وهادي نظرة فهم الاثنان معناها ليتحركوا أمامه سريعا يراقبون له الطريق فلا أحد يعلم أنها زوجته وقد تتكاثر الأقاويل عليهما 
سار زكريا بها حتى وصل البناية الخاصة بها ليتركه كلا من هادي ورشدي بعد أن ألقى عليهما كلماته المقتضبة 
هادي بلغ الشيخ ساجد اني هعمل اشهار لعقد زواجي بعد صلاة الجمعة بكرة 
أنهى حديثه وهو يصعد الدرج بها تاركا خلفه رشدي وهادي ينظران لبعضها البعض بتعجب ومازالت الصورة لم تتضح بعد 
ذهب الشابان حتى القهوة ليجلسا عليها بهدوء شديد ليتبعهم
بعد دقائق زكريا الذي جلس وهو يتنفس پعنف شديد وكأنه كان يركض لاميال 
رفع زكريا نظره للاثنين بتعجب لتلك النظرات التي يرمقونه بها 
فيه ايه بتبصوا كده ليه 
ابتسم رشدي وهو يضرب هادي بمشاكسة غامزا له بقصد اغاظة زكريا 
هو ده بقى الموضوع يا شيخنا اللي قولتلي هكلمك فيه !
نظر له زكريا بملل وهو يقلب عينه عالما بداخله أنه لن يسلم من حديثهما وقد تحققت مخاوفه وهو يصله صوت هادي الممازح 
مقولتلناش يعني انك مدلوق بالشكل ده 
حتى هو لم يكن يعرف ذلك هكذا فكر زكريا في نفسه وهو يستمع لصوت رشدي الجاد 
لا بجد يا زكريا ازاي تتجوز بالشكل ده ده هادي الاهبل آخره كان يدخل بخلاط إنما أنت ما شاء الله داخل بمأذون على طول 
حسنا ماذا يخبرهما أنه لم يكن حتى في أكثر أحلامه جموحا ليفعل شيئا كهذا دون دراسة طويلة وتفكير طويل جدا وأنه ذهب لهناك حتى يلحق بها وعندما وجد والدها سيضربها تدخل سريعا وبدأت الأمور تتعقد منه هو حتى لم يكن يفكر في الزواج ليس الان على الاقل لكنه قال ما قاله بشأن رغبته السابقة في الزواج منها فقط لوقوف فاطمة وسماعها كل ما يحدث وعرض والدها لها عليه بهذا الشكل فهو إن كان عرض عليه الأمر بشكل شخصي وحدهما كان سيفكر وقد يرفض فهو بالطبع لم يقع في حبها بهذه السرعة التي تؤهله للزواج منها دون تفكير أو حتى سؤال عائلته والمقربين منه لكن ذلك الذي يدعى والدها بكلامه عنها وعرضها بذلك العرض الوضيع وعلى مسامعها لم يدع له فرصة للرفض حتى لا ېجرحها أكثر بل تحدث وقال أنه كان يرغب في الزواج به من الأساس حتى لا يخجلها أمامه رغم عدم إنكاره أن هناك جزء داخله قد بدأ يميل لها وهذا سبب رفضه تحفيظه لها وقفل أي باب للشيطان ليأتي القدر ويجعلها بين ليلة وضحاها زوجته 
عادي يعني انا اساسا كنت بفكر في الموضوع ده من فترة لاني بحب اكون واضح وانتم عارفين 
هكذا برر زكريا الأمر أمام أصدقاءه فهو إن رفض كسرها أمام نفسها فلن يفعل أمام أحد حتى لو كان ذلك الأحد أصدقاءه الذين لا يملك اغلى منهم ولا يوجد أقرب منهم لقلبه 
ابتسم هادي وهو يحرك يغمز له 
زيدي يا زيدي قال والاستاذ كان بيهزقني على اللي عملته
قاطع حديثهم
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 84 صفحات