الخميس 12 ديسمبر 2024

شيخ في محراب قلبي بقلم رحمه نبيل

انت في الصفحة 32 من 84 صفحات

موقع أيام نيوز


فعلا دمي خفيف حتى أسأل الكل 
ابتسم الشاب بسخرية ثم اقترب من هادي وهمس له 
بيجاملوك صدقني
عاد فرج في هذه اللحظة بعدما كان لدى ام اشرف ليجد ذلك الشاب يحتل مقعده المقدس ليتحدث بحنق شديد وهو يدفع الشاب بعيدا عن مقعده 
ولا الكرسي ده بتاعي يالا قوم من عليه إنت يا زفت يا مروان صبي القهوة مش قولت محدش يقرب للكرسي بتاعي 

أشار هادي له بالصمت 
فرج اسكت دلوقتي واقعد في أي داهية لغاية ما اشوف حكاية الاستاذ ده 
تشنج فرج وهو يكاد يفتح فمه باعتراض ليشير له هادي بتحذير 
لو قام من هنا هقوم معاه على اول محل جاتوه واطلع على ام اشرف ومش هتلمحني غير وانا معايا فرج الصغير انا بقولك اهو 
صمت فرج بتذمر شديد وهو يلقي له بنظرات مشټعلة ثم بعدها نظر للشاب بغيظ وضيق شديد ينتظر انتهاء هذا كله بينما هادي استدار مجددا للشاب واضعا يده أسفل ذقنه متحدثا بهدوء وكأنه ليس ذلك الذي كان ېصرخ للتو في فرج مهددا إياه 
ها يا قلبي احكيلي كل اللي كان نفسك تقوله لشيماء ولا كلامك مش بيتكشف على شنبات 
شعر الشاب بسخرية هادي لينهض سريعا وهو يتحدث پغضب شديد 
هو واضح فعلا إن حضرتك مچنون وبتستخف دمك عليا اختي كانت مستلفة من الآنسة شيماء فلوس وكنت جاي ارجعها ليها عن اذنك 
أنهى حديثه وهو يتحرك مبتعدا عن ذلك الشاب المچنون تاركا هادي يغلي محله ولم يفرغ غضبه بعد لذا سريعا نهض وركض خلف الشاب وهو ېصرخ پغضب چحيمي 
ولا خد ياض لسه مخلصناش فضفضة والله لتقول كل اللي في نفسك 
نظر فرج لأثر الاثنين بحنق ثم اتجه لمقعده وأخرج محرمه ومسحه بازدراء ثم تربع على عرشه وهو يشعر بالراحة الشديدة 
كانت تقف من بعيد تراقب أفعال هادي مع سلامة بړعب شديد لملامح الإجرام المرتسمة على وجه هادي لتلاحظ بعدها تحول ملامحه للهدوء وهو يتخذ وضع المستمع مع الشاب تعجبت كثيرا تصرفات وهي تراقب ذلك الشخص المعقد لكن فجأة وجدته يعود صوب القهوة وهو يبتسم بسمة مخيفة وكأنه قتل الشاب للتو لذا ابتلعت ريقها وهي تتراجع للخلف تنوي العودة للمنزل قبل أن يلمحها هادي الذي رماها بنظرة مرعبة جعلتها تطلق صړخة صغيرة وبعدها انطلقت بړعب صوب المنزل وعيون هادي تكاد ټحرقها وهو يتمتم پغضب 
ماشي يا مرهفة الحس أما ربيتك مبقاش هادي الظاهر إن رشدي مدلعك بس انا هوريك أنت واخوك

 

اتفضل يا مولانا ابدأ 
توقفت قدم فاطمة عن التحرك وهي تستمع لكلمات والدها التي لم تفهم مقصده منها أو فهمت وحاولت إنكار ما وصل لها لكن رؤية ذلك الشيخ مع دفتره يتوسط والدها ورجل اخر في نفس عمر والدها إن لم يكن اكبر جعلها تتأكد أن ما وصل لها صحيح لذا صاحت پصدمة وهي تتراجع سريعا للباب 

هو فيه ايه الناس دي بتعمل ايه هنا 
بكت منيرة بشدة وهي ټنهار ارضا ترثي حالها وحال ابنتها التي لم تبتسم
لها الدنيا يوما 
اتجهت نحمده سريعا جهة فاطمة تجذبها للغرفة الخاصة بها قبل أن تفسد الأمر 
تعالي معايا بس يا حبيبتي وانا افهمك 
بكت فاطمة پعنف شديد وهي تبعد يدها عنها بړعب شديد 
سيبيني بس انتم عايزين ايه انا عمري ما هتجوز الراجل ده 
نظر لها الرجل بتعجب شديد ثم تحدث ببوادر ڠضب موجها حديثه لمرسي 
جرا ايه يا استاذ مرسي هو مش حضرتك قولتلي برضو أنها موافقة ولا ايه أصله ده 
انتهزت فاطمة الفرصة وهي تتحدث بلهفة وقهر شديد ودموعها كالعادة تسير على خدودها بكثرة 
لا لا انا مش موافقة على حاجة ومش هتجوز حد 
ڠضب مرسي يزجرها بعينه لكنها لم تهتم له ليتحدث مرسي محاولا إقناع الرجل 
يا معلم طول بالك عليها دي عيلة ومتسرعة بعدين هي اساسا اتفاجأت مش اكتر دلوقتي تهدي وتفهم الحوار 
كان يتحدث بكلماته وهو ينظر بعين فاطمة مهددا إياها بقول عكس ذلك وبالفعل فعلت ذلك وهي تصرخ بهم جميعا 
اتجوز مين اتجوز راجل قدك يابابا هو إنت عايز ترميني لاي حد وخلاص حرام عل اااه
توقفت فاطمة عن الحديث بسبب والدها الذي اندفع إليها فجأة وهو يمسكها من يدها پعنف شديد يرمقها بشړ كبير
كان زكريا يقف في الخارج يستمع لكل ذلك الصړاخ لا يعلم هل يتدخل ام لا في النهاية هو مجرد غريب ليس له أن يتدخل بين اب وابنته خاصة أنهم في منزلهم وليسوا في مكان عام حتى لينصحهم مجرد نصيحة هو إن تدخل الآن سيكون مقتحما وقحا لكن صړاخ فاطمة اصابه في مقټل نبرتها التي تصرخ بها عليهم تخبره أنها اعتادت هذا الظلم ابتلع ريقه بۏجع شديد ثم تراجع للخلف ببطء شديد يلعن ضعفه على التدخل وانقاذها فمن هو ليقتحم منزلهم ويقف في وجه والدها 
كانت تشعر بيد والدها تكاد تخترق ذراعها من شدة ضغطه عليها وهو ېصرخ في وجهها پعنف شديد 
هو ده اللي بتحفظ يا هانم باعتة بنتك لبيت شاب غريب مش كفاية اللي انا عايش فيه بسببها 
سقطت دموع فاطمة پعنف تحاول الفكاك من يد والدها وهي تتوسله أن يدعها وشأنها 
حرام عليكوا انا تعبت سيبوني في حالي مش عايزة منكم غير اني اعيش في حالي صعب ده 
اغتاظت نحمده من حديثها ذلك لتصرخ في وجهها توبخها 
شوف قليلة الرباية عايزة تمشي على حل شعرها 
احمرت عين فاطمة وقد فاض بها لتصرخ فجأة ودون أن تهتم بأحد 
انا برضو اللي بمشي
على حل شعري ولا بنتك يا عمتي اللي عماله تصاحب كل شاب شوية و 
صمتت لتسمع صوت صڤعة يرن صداها في المكان لتغمض عينها پعنف وهي ترتعش كقط مبتل أسفل مطر غزير لكن ثوان مرت ولم تشعر بشيء لتفتح عينها ببطء وخوف تجد سد منيع يقف أمامها وهو من تلقى صڤعة والدها بدلا عنها وكأنها شعرت فجأة بأمان يحيطها فيالعجب هذه الدنيا نحتمي من اناس كان من المفترض أن يكونوا ظهرا لنا في اناس كل ما نعرف عنهم هو مجرد الاسم فقط خرجت همسة من فاطمة مترجية باكية وهي تتوسل رجولته ألا يتركها معهم هنا فإما سيقتلونها أو يزوجها من ذلك العجوز 
ارجوك ساعدني

وصلت شيماء للمنزل بسرعة وهي تخرج المفتاح وتنظر خلفها كل ثانية وأخرى ترى إذا ما لحق بها هادي ام لا وبسبب عجلتها لم تنتبه لتلك التي تجلس على الدرج في هدوء شديد ولم تحرك ساكنا 
دخلت شيماء المنزل سريعا وهي تتنفس الصعداء لتخلصها من ذلك المچنون تتساءل كيف ستتعايش معه فيما بعد ولم تكد تبلغ غرفتها حتى سمعت صوت رنين هاتفها لتصدم من الرسالة التي وصلت لها من رقم غريب والذي كان مضمونها ما أنت حلوة اهو وبتسمعي للناس امال لما تقفي قدامي بتبقي زي القطر ليه يا ام قلب كبير يا حنينة 
ابتلعت شيماء ريقها تتساءل من أين أحضر رقمها لا تتذكر أن رشدي اخبرها بإعطائه رقمها حسنا عندما يعود رشدي ستسأله عن الأمر 
انهت حديثها وهي تتجه لغرفتها سريعا وبعدها ارتمت على الفراش وهناك بسمة حالمة واسعة ترتسم على وجهها لا تصدق ما عاشته منذ قليل هل غار عليها فعلا ام أنها تتخيل 
أغمضت عينها وهناك بسمة واسعة ترتسم على وجهها تدعو الله أن يكون ما يحدث معها هو بداية لسعادتها وهناك نقطة في اعماق اعماق قلبها بدأت تخفق لذلك الذي ېحترق في الاسفل

صعد رشدي درجات منزله سريعا وهو يتحدث في الهاتف 
خلاص يا مصطفى حقق معاه وانا هجيب الورق واجيلك لا لا سيب التاني ليا ماشي تمام اقفل دلوقتي 
أنهى رشدي حديثه وهو يدلف للشقة الخاصة به سريعا متجها بعدها لغرفته يبحث في ادراج مكتبه عن بعض الأوراق يلعن في سره تلك القردة التي تزوج منها 
طبعا تلاقيها دخلت بهدلت الدنيا عشان تاخد شراب من عندي 
فجأة انتبه لوجود الملف على الطاولة جوار الباب والتي لم ينتبه لها عند دخوله للغرفة ليمسك الملف ويخرج سريعا متجها صوب الباب 
خرج رشدي من باب الشقة وهو ينظر للملف بيده لكن فجأة لمح خيال على الدرج المؤدي للأعلى رفع رشدي عينه بتعجب شديد ليصدم من وجود ماسة تجلس على الدرج بهدوء شديد وهي تنظر له دون أي ردة فعل وكأنها ليست بوعيها تحرك رشدي بخطوات بطيئة صوب الدرج ينادي بصوت خاڤت 
ماسة مالك ياقلبي قاعدة كده ليه 
انحنى قليلا ليجلس ارضا على ركبتيه وهو يحاول رفع وجهها من على قدمها 
ماستي مالك ياقلبي 

انت مين يا جدع انت وازاي تدخل البيت بالشكل ده 
أنهى مرسي حديثه الغاضب لزكريا ثم نظر لخلف ظهره حيث تختبئ ابنته ېصرخ بوجهها وقد استفزه أن تحتمي بغيره منه 
اخرجي تعالي هنا ومتتقليش حسابك يا استاذة وانت يا اخ اتفضل من غير مطرود 
ابتلع زكريا إهانة مرسي ثم تحدث بهدوء يحاول استحضاره بصعوبة 
يا اخ اللي إنت بتعمله ده ميرضيش ربنا استغفر ربك دي بنتك عايز تجبرها على الزواج ومن راجل شيخ 
احتدت أعين مرسي بشدة لذا انطلق صوب زكريا تزامنا مع انطلاق شهقة فاطمة من الخلف وتمسكها بثيابه فجأة ليجفل زكريا من حركتها الغير متوقعة متقدما للامام محاولا ابعاد يدها عن ثيابه لكنها أبت إلا أن تتمسك به كما يتمسك الغريق بالقشة ليسمع صوتها الباكي 
بالله عليك ما تسبني ابوس ايدك 
اهتز قلب زكريا بشدة لنبرتها التي تبدو كسکين اخترق قلبه وسمع صړاخ مرسي به 
واضح إن الاستاذة المحترمة تعرفك كويس اوي مين بقى حضرتك عشان تقف في نص بيتي كده تعلمني الصح والغلط في حق بنتي 
انا الشيخ اللي بحفظها قرآن بس 
لم يكمل حديثه بسبب صوت امرأة اتى من حلف مرسي صاړخة بسخرية مريرة 
يعني كان عندي حق لما قولتلك مفيش في الحارة دي ولا شيخ غير شاب صغير شوف بقى يا اخويا مراتك بتودي بنتك عند مين شاب صغير ويا عالم 
انا مسمحش لحضرتك تسييء ليا ولا
ترمي محصنات على حد اذا سمحتي 
كانت كلمات صغيرة هادئة من زكريا الذي قاطع بها حديث تلك السيدة المقيتة عالما بما ستقوله عنهما لكن ورغم الهدوء في صوته إلا أن عينه قد بدأت تحتد وكأنه على وشك افتراس كل من بالمنزل يا الله هل يوجد أناس بتلك الحقارة ودون شعوره خرجت كلماته غاضبة وبشدة صارخا بالجميع 
يشهد ربنا اني ولا ثانية رفعت
 

31  32  33 

انت في الصفحة 32 من 84 صفحات