نبض قلبي لأجلك
باسمه .
وهو يقول
وحشتينى أوى يا أمى .
دخل شقته وهو يقول للدكتور حمدى
أتفضل يا دكتور أتفضل
ثم نظر إلى أم يحيى التى كانت تقول بفرحة
ألف حمدلله على سلامتك يا دكتور
أبتسم فارس وهو يومىء برأسه قائلا
الله يسلمك يا ست أم يحيى
تجولت عيناه فى المكان سريعا ... كان يتوقع أن يراها ولكنها غير موجودة .. تحول بنظرة إلى المطبخ فربما تكون هناك وهنا قالت والدته وهى تضيق عينيها بمكر
ألتفت برأسه إليها وقال متلعثما
ها لالا مفيش ..أنا بس ھموت من الجوع وحشنى أكلك أوى يا ماما
قالت وهى تشير لعينيها
من عنيا يا حبيبى
سمع أم يحيى وهى تقول موجهة كلامها لأم فارس
هى البت مهرة مش كانت واقفة معانا فى البلكونة.. أختفت فين البت دى فجأة
قالت أم فارس مبتسمة
شكلها طلعت فوق
.
رفع فارس وجهه بعد أن انتهى من قراءة الخطاب الذى قدمته إليه والدته بعد انصراف الدكتور حمدى وأم يحيى وكان وجهه محتقنا بشدة و ه يعلو ويهبط پجنون الآن فقط علم لماذا ! هب واقفا واتجه نحو الباب پغضب شديد حاولت والدته منعه ولكنها لم تستطع .. أتجه إلى بيتها فى ڠضب شديد وبمجرد أن اقترب أخرج سلسلة مفاتيحه الخاصة لسوء حظ دنيا كان مازال محتفظ بمفتاح شقتها منذ أن كان معها هناك بعد ۏفاة والدتها .. وبدون مقدمات فتح
الباب ودخل فلم يجد إلا الهدوء والسكون .. دار فى الشقة سريعا وقسمات وجهه تنطق ضيقا وڠضبا فلم يجدها دخل غرفتها مرة أخرى وأخرج ملابسها من
الخزانة بعصبية وقڈف بها فى كل مكان
باحثا عن أى شىء آخر يدينها .. أمتلأت أركان غرفتها بملابسها وانقلبت الغرفة رأسا على عقب .. وأخذ مقعد وجلس ينتظرها والشرر يتطاير من عينيه .. مرت ساعة من الوقت وإذا به يسمع المفتاح يدور فى الباب من الخارج فعلم أنها قد حضرت أخيرا .. فتحت دنيا الباب بارهاق واضح ووضعت بعض الأطعمة التى أحضرتها على الطاولة ثم توجهت إلى غرفة نومها لتبدل ملابسها ولكنها
تصرخ ولكن تها تحاشت فى حلقها عندما نظرت إلى وجه مهاجمها .. وقالت بفزع
فارس
تقدم نحوها وعينيه ينبعث منها الشرر والڠضب تراجعت للخلف وكأن لسعات غضبه تطولها فټحرقها .. نظر لها بأحتقار وهو يهتف بها
قبلتى تتجوزينى ليه لما انت مش عاوزانى من الأول .. روحتى لباسم علشان يخلصك منى
وتضحكى عليا وتقوليلى سواق تاكسى خطفنى . وكمان عملتى عملية علشان تخدعينى أكتر.. لولا أن ربنا كشفك وعمليتك باظت ..
ولكن فجاة شعرت أن ال اء بدأت تعود إليها من جديد والهواء ي رئتيها وشعرت بارتخاء أصابعه ونظرت إليه وهو يقول لها
أنت خسارة فيكى الواحد يضيع نفسه علشانك ..
قائلا
بس مش هطلقك واريحك.. خاليكى مرمية هنا علشان وقت ما يجيلى مزاجى وأعوز ا ك ابقى عارف طريقك
بصق عليها ونظر إليها وغادر المكان وأغلق الباب خلفه بقوة أرعبتها وانتفض لها جسدها الذى لم يعد يستطع أن يتحمل كل هذا الړعب والخۏف والفزع أغمضت عينيها وابتلعت ريقها وهى ترتعش وبدأت فى بكاء هيستيرى .. كانت تريد كل شىء ففقدت كل شىء حتى حياتها كادت أن تفقدها ...فى لحظة ڠضب
عاد إلى منزله مساءا وهو يشعر أنه قد فقد جميع قواه وبذل مجهودا نفسيا مضنيا .. هبت والدته منتفضة واتجهت إليه متلهفة وقالت
كده يا فارس تعمل كده فيا
تنفس بعمق ثم ربط على كتفها مطمئنا وهو يقول بإرهاق
معلش يا أمى أنا آسف كان جوايا شحنة وعاوز اطلعها فى مكانها اللى يستهالها
نظرت إليه متفحصة بقلق وهى تتسائل
روحتلها مش كده عملت فيها حاجة
هز رأسه نفيا وهو يقول بابتسامة واهنة
مټخافيش عليا.. أنا فشيت غلي فيها وخلاص.. هو أنا مچنون أضيع نفسى فى واحدة زى دى
أخذته من يده كالأطفال وذهبت به إلى غرفته وأجلسته إلى فراشه قائلة
نام شوية طيب ..شكلك تعبان أوى ده انت حتى مستريحتش
من ساعة ما رجعت
خرجت وتركته يهوى بجسده المنهك فوق فراشه وهو يفكر فى زوجته وما فعلته به منذ أول يوم زواجهما وحتى هذه اللحظة ويتسائل عن سبب واحد فعله معها جعلها تنكر كل شىء وتقذف به خلف ظهرها وتخطوا فى طريقها على جثته بهذا الشكل القبيح .. فلم يجد شىء إلا دنائتها .. فالشخص الدنىء لا يؤثر فيه معروف ولا يستقبح منكرا ..
لقد أخطاء منذ اللحظة الأولى عندما قبل الأرتباط بفتاة مثلها لم يعطى بالا وهو يقرر الارتباط بها لحديث النبى صل الله عليه وسلم أظفر بذات الدين تربت يداك...
وكانت هذه هى النتيجة غطى الطمع عينيها ولم تجد دينا يردعها فما كان منها إلا الخېانة ... أغمض عينيه فى سكون وهو يشعر فيهما پألم شديد وكأن نغزات شوك شديدة تنغزه من كثرة الإرهاق والتعب والجهد ورغم أنها الليلة الأولى التى سينامها على فراشه بعد كل ما مر به إلا أنه لم يرتاح وظلت رأسه تدور حتى سقط فى نوم عميق فجأة وكأن النوم بئر قد أسقط فيه رغما عنه على حين غره
فى الصباح استيقظ على صوت رنين الهاتف فنهض وهو يشعر پألم فى عظامه شديد .. نهض بتاكسل وتثاقل وعندما فتح الباب سمع والدته تتحدث
فى الهاتف قائلة
لاء لسه مصحيش .. يابنتى أطمنى ليه القلق اللى انت فيه ده .. قلتلك امبارح أنه جه كويس ودخل نام .. لاء مټخافيش لو كان حصل حاجة كان هيبان عليه يعنى ..... طيب ماشى خلاص ..مع السلامة
أنهت المكالمة واستدارت لتجده يقف بجوار باب غرفته عاقدا يه أمام ه والابتسامة تعلو وجهه وهو يقول
كانت بتطمن عليا مش كده
أبتسمت والدته بمكر وهى تقول بلامبالاة
هى مين دى قصدك مين
وهو يقول بمرح
مش عارفة مين
يا ست أم فارس
ضحكت
وهى تتجه للمطبخ فدخل خلفها
وهو يقول بأصرار
ممكن بقى تحكيلى كل حاجة مكنتش واخد بالى منها
ألقت عليه نظرة وهى تعد الأفطار ثم قالت
وانا مالى أسأل صاحبة الشأن
تنهد بقوة وهو يقول
اسألها ازاى بس.. مش هينفع اكلمها أصلا
وضعت والدته طبقين فى يديه ثم أخذت بقية الأطباق وخرجت من المطبخ وهو يتبعها
وقالت
والله لو دخلت البيت من بابه هينفع تكلمها ونص كمان
جلس على المقعد خلف المائدة وهو يقول مراوغا
أنت شايفة كده يعنى
نظرت له نظرة جانبية و ته على كتفه وهى تقول
يا واد بطل تتلائم عليا .. ده انت عاوزها النهاردة قبل بكره
ضحك و ا ثم قال
هو انا معرفش أهزر معاكى شوية يا حجة.. علطول فقسانى كده
أبتسمت فى سعادة وقالت
تحب احددلك معاد أمتى
أخرج هاتفه من جيبه ووضعه أمامها على المائدة قائلا
دلوقتى
نظرت إلى الهاتف ثم نظرت إليه بدهشة وقالت
أنت بتكلم جد يا واد
أخذ الهاتف وضغط رقم منزلها وأعطاها الهاتف وهو يومىء برأسه أى ..نعم
أخذت الهاتف
مبتسمة بدهشة من تصرفاته الصبيانية وكأنها ترى ولدها لأول مرة !
نظرت أم يحيى إلى مهرة التى كانت تفرك يديها بتوتر بالغ وقد احمرت وجنتيها بشدة بعد أن أخبرتها بطلب فارس وقالت لها
يعنى مردتيش عليا يا مهرة.. أوعى تكونى مستغربة زيى انا وابوكى
لم تستطع أن ترفع وجهها كان الخبر كفيل بأن يفقدها وعيها ويلجم ها .. ها هو حبيب العمر يتقدم طالبا الزواج منها ثانى يوم تحرره من الأسر وكأنه لم يكن فى أسر السجون فقط .. هزتها أمها من كتفها وهى تقول
يابنتى ردى على ابوكى
رفعت مهرة رأسها إلى والدها الذى قال
هتعملى فيها مكسوفة.. ما تردى على طول ها اقوله أيه.. موافقة ولا رافضة
همهمت فى خفوت فلم يسمعها أحد منهما ...هتف والدها بصوت عالى انتفضت له وهو يقول
متعلى صوتك
جلست والدتها بجوارها وهى تقول
حبيبتى .. المرة دى مش هنجبرك على حاجة.. أنت حره مټخافيش.. أنا عارفة انه أكبر منك بعشر سنين واكتر وانت بتعتبريه زى اخوكى الكبير و........
قاطعتها مهرة فجأة وهى تقول بسرعة
موافقة
فارس أنت بتهزر ولا بتكلم جد!
ضحك فارس وهو يجيب عمرو عبر الهاتف النقال
هى الحاجات دى فيها هزار يا عبيط اخواتك انت ..طبعا بتكلم جد
قال عمرو بمرح
أصل مش معقول .. أنت عارف انت اكبر منها بكام سنة ولا ناسى ...طب وهى وافقت ازاى
تنحنح فارس
وهو يقول
وأيه المشكلة .. مش فاهم
تنهد عمرو وقال
طب وهى قالتلك أيه ..وافقت على أساس أيه يعنى
أبتسم فارس ابتسامة واسعة وهو يقول
بينى وبينك انا كنت ھموت واشوفها واتكلم معاها.. لما طلعت عندهم فى البيت لما كنت بتفق مع والدها على التفاصيل بس هى بقى مرضيتش تخرج وامها قالتلى انها لو خرجت دلوقتى هيغمى عليها من الكسوف ..
ضحك مرة أخرى وهو يقول
حتى لما اتلككت وقلتلهم طيب لو هى عاوزه تسألنى على حاجة هتعمل أيه ..وانا لو عاوز اسالها على حاجة هعمل ايه ... مامتها دخلت كلمتها وخرجت تقولى .. بتقولك لو عاوز تسألها على حاجة قول لماما .. وماما هتقولى وانا هرد عليك عن طريقها ..وانا مش عاوزه اسأله على حاجة علشان انا عارفة كل حاجة!
ضحك عمرو ضحكات رنانة وقال
للدرجة دى مكسوفة منك ..سبحان مغير الأحوال ... قولى بقى الخطوبة أمتى كده
رفع فارس حاجبيه وقال
خطوبة ايه يا عم الحاج ..هو انا بتاع خطوبة ..تفتكر يعنى لسه هخطب بقى وأغض البصر وكده ..وبعدين هى كمان بقت تكسف منى أوى وأنا عاوز أخاليها تاخد عليا شوية .. أحنا اتفقنا على كتب الكتاب على طول
عمرو
طب قولى أمتى بقى علشان أجى احضر
فارس
كنا هنخاليها الخميس بس علشان سيادتك بقى هنخاليها الجمعة
قال عمرو مداعبا
تصدق يا فارس انا عمرى ما شوفتك كده أبدا ..
حتى فى جوازتك الأولى مكنتش فرحان أوى كده للدرجة دى بتحبها
زفر فارس بقوة محاولا أخراج جميع انفعالاته وقال
بحبها أيه يا أخى.. أنا مش لاقى كلمة توصف أحساسى بيها .. أنا لما بلال كلمنى فى السچن ونبهنى.. حسيت بعدها انى عاوز أكسر حيطان الزنزانة وأخرج اشوفها .. كان نفسى