مر الإهمال بقلم ناهد خالد
يعطيها الفرصه! وفي نفس الوقت تري كيف لديه وقت من أجل دينا!
ركل إطار سيارته پغضب واتجه للأعلي وهو يسب أكرم في سره وكأنه هو سبب بعد زوجته عنه!
بقلم ناهد خالد
في اليوم التالي
فتحت عيناها لتجد أخيها بجوارها نائما بعمق ابتسمت بسعاده وهي تراه بجوارها ولم يتركها أمس مستغلا نومها نظرت للساعه فوجدتها العاشره! اتستعت ابتسامتها حين ادركت أن أكرم لن يذهب لعمله اليوم من أجلها
أكرم يفعل ما لا يفعله زوجها وكأن الأدوار تبادلت بينهم فيهتم هو بما يجب علي زوجها الاهتمام به لم تحتاجه يوما ولم تجده لم تحادثه حتي وإن كان مشغولا إلا ويجيبها ويتحاور معها لن تنسي أنها أحيانا من كثرة الملل تحادثه لتحكي له عن حلقة أمس من مسلسلها التركي المفضل! وهو رغم عدم معرفته للمسلسل حتي يستمع لها بكل رحابه بل ويتجاوب معها فقد تابع المسلسل عن طريق حديثها فقط لكن لا يعلم شكل الممثلين حتي! ضحكت بخفوت حينما تذكرت ذات مره حين حادثته وسمعت ضجيج عالي حوله
لا ياحبيبتي اتكلمي معاك اهو
أصل سامعه دوشه حواليك لو مشغول هكلمك بعد شويه
لأ خليك بس ثواني هطلع المكتب أصلي في موقع الشغل عشان كده تلاقي دوشه
ثوان وعاد حديثه بعدما اختفت الأصوات
ها اتكلمي
وضع الهاتف علي المكبر ووضعه بجواره كي يستطع ترتيب أوراق العمل رغم أن العمل في أوجته لكن لم يشاء أن يهمل حديثه معها
امبارح بهار ماټت
بهار هي إحدي بطلات المسلسل التركي الوطني العهد أحد أشهر المسلسلات التركيه وأعظمهم
بتتكلمي بجد! هي مش كانت مخطوفه!
ايوه ما الخاطف قټلها
لحقها بس وهي رايحاله بعد الراجل ده ما سابها ملحقتش توصل وضړب عليها جت في ضهرها تخيل!
أكيد مشهد كان صعب
اوووي ده أنا فضلت أعيط أكتر من ساعه حتي صحابي كلموني النهارده عشان اخرج معاهم حسيت اني مش في المود
طبعا أنت في حداد علي بهار
أكرم متتريقش عليا أنت عارف أن نفسيتي بتتعب حتي لو تمثيل
والله يا حبيبتي مش بتريق أنا عارفك فبتكلم جد وكمان عشان كده قولتلك بطلي تسمعي مسلسلات دراميه خليك في الكوميدي
مش بحبه بعدين اعمل أي بمل من القاعده لوحدي
ذاكري عشان امتحانات الي فاضل عليها اسبوع يا هانم
انزلي لطنط اقعدي معاها
مانا بنزل بعد الضهر عشان انزل الغداء أنت عارف أني أنا الي بطبخ هنا وبنزل الأكل فبنزل انزله واقعد معاهم شويه واطلع بعد العصر كده او المغرب عادل بيرجع من الشغل بعد العصر وبنحرج افضل قاعده عشان ياخد راحته
يزن بيرجع امتي من الشغل
تنهدت بحزن خفي وقالت
يعني علي ١٠ او ١١ حسب الشغل واوقات بيرجع ١
أنا مش عارف جوزك ده بيحب الشغل زي عينه
أرادت تغيير الموضوع فقالت
فاكر الهيلز البني الي جبته من اسبوعين
آه ماله اوعي تقولي كعبه اتكسر
يابنتي مانت جايباه وقولتيلي حاسه ان كعبه مش هيتحمل وهيتكسر جبتيه لي!
عجبني شكله اوي
طيب بصي صوريه وابعت صورته هند خطيبته هترجع آخر الأسبوع من باريس هبعتلها الصوره وتشوف حاجه شبهه تجيبه ليكي أصلا كانت بتسألني تجيبلك اي معاها
بجد هند دايما تاعبه نفسها في كل سفريه لازم تجبلي حاجه كده
بطلي هبل هي بتعتبرك أختها وبتتبسط لما بتجيب حاجه وتعجبك
مش هتعجبني ازاي وهي أشطر ديزاين مصممه أزياء في مصر
أغمضت عيناها تتنهد بهدوء وهي تتذكر كيف لم ينشغل عنها أكرم يوما رغم وجود خطيبته ورغم عمله ورغم الكثير وكيف ينشغل عنها زوجها رغم أحقيتها في الاهتمام والمحزن في الأمر أنها لا تطلب من يزن الكثير ولا تطلب أن يفعل معها مثلما يفعل أكرم بل تحتاج فقط لساعه في اليوم حينما يعود يتحدث معها ويسألها عن يومها حينما تحادثه لا يغلق الهاتف قبل أن تكمل حديثها حينما تريد أن تستأذن منه للخروج او الذهاب لمحل ما لا تبقي يومان وربما ثلاث حتي تستطيع الحديث معه والاستئذان لاتراه غير صباحا يستيقظ ليفطر سريعا ومن ثم يرتدي ملابسه ويذهب للشركه مع حديث قليل بينهما وحينما يعود إن عاد مبكرا يكون منهكا فيغير ثيابه ويتناول عشائه ويجلس قليلا وبالطبع لن تفتح معه مواضيع وهو منهك هكذا وبعدها يذهبوا للنوم روتين يومي ممل لأبعد حد وتتعجب كيف أصبحت حياتهم هكذا بعد كل الحب الذي بينهم! لم يكن يزن بهذه الحاله في الأشهر الأولي لزواجهم بل كان يغدقها بالحب والاهتمام ولكن بعد عدة أشهر قليله تحولت حياتهم تدريجيا لتصبح بما عليه الآن فقد مر ما يقرب علي عامان ونصف منذ زواجهم تتسائل إن كان هذا هو الحال ولم يمر كثير علي زواجهم إذا ماذا سيحدث بعد عشر سنوات وربما أكثر!!
صباح الخير
استفاقت علي صوت أكرم فابتسمت له
صباح النور يا حبيبي مروحتش شغلك النهارده!
مينفعش اسيبك وأنت تعبانه كده عامله اي دلوقتي
احسن الحمد لله
استمعوا لصوت الخادم من خلف الباب
أكرم بيه
ايوه يا حسن
يزن بيه تحت وعاوز حضرتك
نظرت له بصمت فقال
ماشي انزل انت وانا جاي وراك وشوفه يشرب اي
الټفت لها يقول
ها حابه ترجعي امتي
مش دلوقتي يا أكرم
أمنيه الموضوع مش حكايه الي حصل امبارح صح!
ابتلعت ريقها بهدوء قائله
أكرم ممكن متضغطش عليا أنا محتاجه افضل هنا فتره ومعرفش قد اي يمكن اسبوع ويمكن اكتر معرفش بس مش هرجع دلوقتي واه الموضوع مش بس الي حصل امبارح في حاجات تانيه مش حابه اتكلم دلوقتي
ماشي طيب هو اكيد هيعوز يشوفك
قوله نايمه
نظر لها بدهشه فما كل هذا الرفض الموجه ليزن من ناحيتها يبدو أن الأمر يستحق!
نزل درجات الفيلا بهدوء واتجه لمكان تواجد يزن
نورت يايزن
حاول يزن التحلي بالصبر وهذا ما حدث نفسه به قبل مجيئه أن يكون هادئ لاقصي درجه
أهلا يا أكرم
اتفضل اقعد
أنا مش جاي اقعد يا اكرم أنا جاي اشوف مراتي الي جت عندك هنا من غير أذني
الي حصل امبارح يايزن مكنش وقته التفكير في انها تاخد اذنك او غيره الوضع مكنش متحمل وحالتها كانت وحشه
بس عالاقل كنت كلمني أنت
أنا عارف إن كان لازم نعرفك بس صدقني أنا كنت خاېف عليها ومشغول معها من وقت ماعرفت انها في المستشفى ومجاش في بالي اكلمك
حصل خير عن اذنك هطلع اشوفها
قالها وهو يتجه للصعود حينما توقف علي صوت أكرم المضطرب قليلا فالوضع محرج له
يزن أمنيه نايمه دلوقتي
التف يسأله بعقدة حاجبيه
وفيها اي يعني هو انا حد غريب!
لا مش قصدي بس
في أي يا أكرم! بعدين مانا كده كده هاخدها معايا
لا هي حابه تفضل هنا شويه
اتسعت عيناه بدهشه قائلا
نعم! يعني اي تفضل هنا شويه!
هي حابه تغير جو وتفضل هنا كمان بعد الي حصل في الشقه هتخاف ترجع دلوقتي
وانا مش معاها يعني!
هتبقي في شغلك يايزن وهي مش هتعرف تقعد لوحدها في الشقه ومش هتفضل طول الوقت عند والدتك واخوك موجود
لا لحظه يا أكرم عشان انا عاوز افهم في أي بالضبط لأن كل الي بتقوله ده مش داخل دماغي في حاجه هي قالتهالك انا معرفهاش!
بص يا يزن الي اقدر اقوله أن واضح إن أمنيه عندها أسباب لوجودها هنا بس حقيقي هي لسه متكلمتش معايا ومعرفش اي اسبابها بالضبط
أسباب! وياتري برضو مش عاوزه تشوفني!
كاد أكرم يجيبه حينما رن هاتف يزن فأخرجه ليجدها دينا
الو
يزن تعالي بسرعه بليز وصلني الجامعه لأن عندي امتحان كمان نص ساعة وعربيتي عطلت وعادل مش هنا راح الشغل
حاضر يا دينا جاي
أغلق الهاتف ووجه نظره ل أكرم يسأله
وياتري هتروح امتحاناتها ولا لأ
قطب أكرم حاجبيه بذهول
امتحاناتها! أمنيه مخلصه امتحانات من أسبوعين يا يزن!
اسبوعين!
قالها يزن بدهشه فهو لا يعرف متي بدأت من الأساس فدينا أول امتحان لها اليوم وهما بنفس الجامعه وبنفس السنه الدراسيه الأخيره! ولكن مع اختلاف القسم فقط
أما أكرم فبدأت الأمور تتضح له فكيف يكون زوجها ولا يعرف متي تنهي امتحاناتها ومتي تبدأ! فمن الواضح أن يزن ليس له وجود بحياة أخته وما خفي كان أعظم
يتبع
بارت ٣
امشي يا يزن شوف وراك أي ونصيحه مني راجع نفسك وشوف أنت مأثر مع مراتك في أي واي الي عملته يخليها تيجي تقعد معايا هنا رغم أن المفروض بعد الي حصل كنت تكون أنت أول حد تسأل عليه وتحتاجه عشان يطمنها شوف اي الغلط في حياتكوا يا يزن والأفضل أنك تكتشفه قبل ما ييجي وقت المواجهه بينك وبينها عشان تلاقي رد تقولوا لها
نظر له يزن بتفكير ولأول مره يشعر أن أكرم معه حق بحديثه يجب أن يفكر مع نفسه ويكتشف ما الخلل بحياتهم وماذا حدث في الفتره الأخيره يجعلها لا تريد العوده لمنزلها بل ولم تحتاجه لجوارها بعد ما مرت به!
كانت جالسه فوق فراشها كالعاده تتذكر أحد المواقف بينهما والتي كانت قبل عدة أشهر
دلف لغرفتهما بعد الإفطار ليرتدي ملابسه ويذهب لشركته دلفت خلفه تريد التحدث معه لكي تخبره برغبتها في الذهاب مع صديقتها للتسوق وتساله إن كان يريد منها أن تجلب له شئ معها
يزن
رد عليها بانشغال وهو يخرج بذلته
نعم يا حبيبتي
كنت عاوزه أقولك علي حاجه
قولي
يتحدث معها وهو يكمل ما يفعله لم يلتفتت لها حتي تغاضت عن الأمر وأكملت حديثها
عاوزه أروح مع صاحبتي أ
ماشي يا حبيبي روحي
قالها وهو يتجه ناحية الحمام ليستحم قبل أن يتجهز للخروج
وقفت محله تنظر لأثره پصدمه لم يسألها حتي أين تريد الذهاب! ولم يسمح لها بإخباره! ألهذه الدرجه لا يهمه أمرها!
ارتعش بدنها بضيق وهي تشعر أنها لا أهميه لها عنده
وما زاد من شعورها هو ما حدث في مساء نفس اليوم
كانوا
يجلسون بشقة والدته ومعهم تلك المدعوه دينا تناولوا العشاء فهذا يوم الخميس الذي يجتمعون فيه جميعهم لتناول العشاء معا
بعد فتره وأثناء حديثهم هتفت دينا قائله ل يزن
صحيح يا يزن مش هقدر أجي الشركه بكره
كانت دينا قد اصرت علي التدرب مع يزن في شركته أثناء أجازتها من الجامعه
تسائل يزن باستغراب
لي
نازله مع صحبتي
رايحين فين
هنعمل شوبينج اصل فرحها قرب وبتشتري شويه حاجات
ماشي بس بلاش تأخير انا هرجع بكره علي ٨ الاقيكي هنا
كان حديثه صارم لا يقبل التفاوض وقبلته هي بكل سرور
مهتم! سؤال تردد بذهن تلك الجالسه علي بعد قريب منهما ترقرت الدموع بعينيها وهي تتابع ما يحدث لم يفعل معها هذا! لم يسألها عن ماذا ستفعل ولم يخبرها ألا تتأخر! لما أليست هي أحق بهذا! ابتلعت ريقها بصعوبه تشعر بغصه
تسد حلقها وكأن حجر قد وضع به أخفضت عيناها كي تمنع انسيال دموعها ضغطت قبضة يدها تحاول أن تهدأ نفسها تشعر أنها ستفشل لذا قامت بهدوء قائله
أنا أسفه بس محتاجه ارتاح عن أذنكوا
خرج السؤال من سلوي وهي تقول بقلق
مالك يا أمنيه أنت