قصه مشوقه
القمر...
صالح كان يشعر بحركتها لكنه تجاهل ذلك
مكملا حديثه
هنجيب أطفال كثير...بس إعملي حسابك عاوزهم كلهم أولاد...طبعا بهزر عاوز بنوتات حلوين
زي مامتهم..عنيهم خضراء
رفع يده التي كانت فوق بطنها ليمرر إبهامه
على شفتها السفلى بتمهل...لتكتم يارا أنفاسها
أحاسيس رغم أنها طبيعية لكنها تمقتها و بشدة
تزيد من عڈابها...لتنتفض قائلة بنبرة عالية
لم تقصدها..
بس إحنا من
شوية إتكلمنا في الموضوع داه
ووعدتني إنك هتسيبني بعد ما أولد .
أجابها صالح و هو يبعد خصلات شعرها عن
عنقها..
أنا كنت بتخيل بس...متحطيش في بالك .
وأكمل..على فكرة أروى هي أحسن حد هتقابليه
هي أه مچنونة بس طيبة أوي... شايفة
البنت اللي بتلعب معاها دي مش بنتها
دي بنت فريد جوزها.. بس هي بتعاملها
و كأنها بنتها لدرجة إنها مبقتش تروح جامعتها
عشانها..بتحبها أوي..
أغمضت أروى عينيها و قد بدأت معدتها تتقلب
من لمسات صالح.
إنسلت من أمامه و هي تفرك عنقها و تحديدا
إبتعادها عنه... سارت بارتباك نحو باب الجناح
قائلة و هي ترتدي معطفها..
أنا هنزل أشوفها...فصدي أتكلم معاها عن إذنك .
نزلت مهرولة عدة درجات لتسمع صوت صالح
يطلب منها أن لاتسرع لتتذكر في تلك اللحظة
أنها حامل...لتتريث في سيرها حتى وصلت
لبهو القصر...ثم تابعت طريقها نحو الحديقة الخلفية
رأتها أروى و هي تتجه نحوها لتلوي
شفتيها بانزعاج و تعطيها بظهرها..
يارا..صباح الخير..
تجاهلتها أروى و هي تحمل لجين مقررة
الصعود إلى الأعلى محدثة الصغيرة..
يلا يا لوجي.. خلينا نطلع فوق... أصل
الجو هنا فجأة بقى خنقة...
إعترضت يارا طريقها تمنعها من المرور
قائلة..
أنا بعتذر على الكلام اللي قلتهولك إمبارح
هزت أروى حاجبها و هي تجيبها..
يعني لو مكنتيش عرفتي إني مرات فريد
مكنتيش هتيجي تعتذريلي دلوقتي ...
تنهدت يارا بصوت مسموع لتقرر أن تكسب
صداقة أروى بكل الطرق حتى لو تطلب الأمر
أن تعتذر منها..فقد تحتاج لها في يوم
من الايام خاصة مع وجود تلك الافعى فاطمة...
عن الكلمات المناسبة التي ستبدأ بها حديثها..
بصراحة لا...بس أنا مكنتش قاصداكي إنت
وقتها...
أروى پغضب طفيفو هي فاطمة كانت
عملتلك إيه عشان تشتميها من أول يوم
جيتي فيه هنا..
يارا و هي تخفض رأسها بتوتر..
عشان حاطة عينيها على جوزي..
شهقت أروى و هي تضع يدها على ثغرها
ثم تلفتت حولها لتتأكد من خلو المكان بعدها
أروى بهمس و سرعة في نفس الوقت..
إنت بتقولي إيه...إنت متأكدة طب عرفتي
إزاي ... هي اللي قالتلك و إلا إنت اللي
شفتيها ...
إبتسمت يارا عندما تذكرت كلام صالح
و صفه بأنها مچنونة و طيبة...لتجيبها..
طبعا متأكدة.. أنا مش بتبلى عليها
أنا أصلا شفتها كذا مرة قبل كده... أنا مش
عاوزة ادخل في تفاصيل خاصة بس اه
متأكدة البنت دي حاطة عينها على جوزي
عشان كده شټمتها إمبارح و طلبت من صالح
إنه يطردها بس هو قلي إنه ميقدرش عشان
القصر ملك لجده و هو الوحيد اللي يقدر
يتحكم فيه...
أروى بتأييد و هي تبعد يد لجين التي كانت
تجذب حجابها..
أيوا صح جدو صالح هو الوحيد اللي يقدر
يطرد او يعين الشغالين هنا..يعني
الحكاية
بقت كده يعني الحيتين قاعدين في المطبخ طول النهار و بيتقاسموا في رجالة القصر... إنت ليكي
صالح و أنا ليا فريد... أنا كده فهمت الحكاية..
يارا باستفهام..
حكاية إيه
أروى بابتسامة شريرة..
أنا هفهمك...
في فيلا ماجد عزمي...
تقلبت ميرفت في فراشها بتأفف من صوت
الهاتف المزعج الذي ظل يلح مرارا و تكرارا
على وصول رسايل...نزعت الغطاء السميك
في فوقها ثم رفعت رأسها تتبع مصدر الصوت
لتعلم أنه هاتف زوجها ماجد الذي لم يكن
موجودا بجانبها يبدو أنه غادر إلى عمله
و نسي هاتفه فالساعة الان تشير إلى العاشرة
صباحا ..
زحفت للجهة الأخرى لتلتقط الهاتف المزعج
حتى تغلفه أو تحوله للوضع الصامت..لكن
فضول الأنثى بداخلها كان أقوى لتضغط
على الرسائل و تبدأ في قراءتها واحدة تلو
الأخرى حتى إنتهت...
رمت الهاتف بجانبها بلا مبالاة ثم إتعدلت
لتسند ظهرها على خلفية السرير و تنظر
أمامها بلا هدف... دقائق قليلة حتى فتح
باب الغرفة و ظهر من وراءه ماجد الذي
كان يبحث عن هاتفه كالمچنون ليجده
فوق الفراش مكانه...
تلعثم و هو يبرر سبب عودته قائلا..
أنا نسيت تلفوني..و.. ميرفت إنت كويسة .
تساءل عندما لم يجد منها أي ردة فعل بل
ظلت جامدة و كأنها لوح خشبي..
إلتفتت نحوه توجه لها نظرات مشمئزة قبل
ان تنبس بمعنى..
على الاقل لما ټخونني إبقى إستنظف...
لم تمهله حتى يتدارك نفسه لتضيف دون أن
تتغير تلك النظرة على ملامحها..
دكتورة محامية مهندسة إنما رقاصة...
للدرجة دي بټموت في الرمرمة..إوعى تفكر
إني كنت نايمة على وذاني و مش داريانة
بحاجة من مغامرات جوزي... المستشار...
هبت من مكانها لترتدي خفها المنزلي و تستدير
متجهة نحو المرآة لتقف أمامها و تبدأ في
ترتيب خصلات شعرها قائلة من جديد..
أنا عارفة كل حاجة و من سنين كمان...يعني
من أول مرة خڼتني فيها ...ضحى عباس
مديرة مكتبك زمان..فاكرها.
لم يجبها أو يعلق فقط إكتفى بالاستماع
إليها..
بنتك إتجوزت و إبنك بقى راجل...
قطب حاجبيه بفهم ليسألها..
عاوزة إيه يا ميرفت
ميرفت باندفاع و هي تلتفت نحوه..
نتطلق...كل واحد فينا يشوف طريقه
كفاية عمري اللي ضاع مع واحد زيك .
إندفع ماجد نحوها هادرا پغضب..
بقى دلوقتي الحق عليا.. بقيت انا الراجل الخاېن
و إنت الست المظلومة اللي تعبت من تصرفات
جوزها..مش لايق عليكي دور الضحېة بلاش
نضحك على بعض.
ميرفت ببرود..
مبقاش ينفع دلوقتي يا ماجد... إحنا أصلا
جوازنا كان غلطة من الاول...رغم كل السنين
اللي قضيناها مع بعض إلا إننا مقدرناش نعيش
كأي زوجين طبيعين ...عشنا و كل واحد فينا بيلوم
الثاني إن هو اللي غلطان..كل يوم خناق و مشاكل
و الفجوة اللي بينا بتكبر كل يوم لحد ما خلاص
بقينا غرباء و إحنا عايشين تحت سقف واحد..
متقلقش مش هلومك إنك تجوزت عليا عرفي
بدل المرة عشرة...كل داه مبقاش مهم إحنا
و لا مرة قعدنا نتكلم مع بعض عشان نصلح حياتنا
و اكيد مش هنيجي دلوقتي نعمل كده..
دي نهاية الطريق للأسف .
أومأ لها ماجد فهو طبعا كان ينتظر سماع
هذا الكلام منذ سنوات..هو أيضا لم يعد يستطيع
تحمل هذه الحياة الباردة المزيفة ليقول بجدية..
تمام يبقى إتفقنا...و متقلقيش حقوقك كلها
محفوظة هبقى أحولك المبلغ على حسابك
بالبنك و الفيلا هكتبها باسم ريان تقدري تقعدي
فيها .
ميرفت بابتسامة خبيثة و هي تركز ببصرها
في نقطة وهمية أمامها..
كده نبقى متفقين..
الفصل الثالث
8 8K 75 63
بواسطة yasmiinaaziz
رمى سيف الهاتف من يده بعد أن رفض صالح إخباره على مكان آدم للمرة الالف... طوال الأسابيع
الآخيرة و هو لا يكف عن البحث عنه كالمچنون
في كل مكان حتى أنه قد كلف اكثر من
ثلاثمائة فرد من رجاله ليبحثوا عنه في جميع
المطارات و الموانئ و في كل مكان يمكن أن
يتواجد فيه دون جدوى و هذا ما جعله عصبيا
جدا في الفترة الأخيرة..
سمع خطوات سيلين وراءه ليلتفت نحوها
منتظرا ما ستقوله له...
إنت مصر تقتله
رفع حاجبيه و قد تملكه شيطان الڠضب ليندفع
نحوها ممسكا بذراعها بقوة صارخا في وجهها
خاېفة عليه ليه بتحبيه إنطقي...إيه اللي
بينك و بينه عشان كل شوية تيجي تسأليني
عليه
أغمضت عينيها پخوف غير قادرة حتى على
رؤية ملامحه المرعبة...لكنه رغم ذالك لم يرحمها
و كأن من أمامه ليست تلك الحبيبة التي قام
بأشياء لم يتخيل أنه سوف يفعلها يوما حتى
يفوز بها...
صاح من جديد بعد أن طال صمتها..
قلتلك إنطقي..قوليلي خاېفة عليه ليه
أجابت پبكاء..
أنا خاېفة عليك إنت..مش تقتله عشان هتبقى
مچرم .
إمتلأت بالدموع و قد لان قليلا بفضل كلماتها
البسيطة..
طب خلاص إهدي..كل حاجة هتبقى كويسة.
نظرت نحوه تستجديه مرة أخيرة
يعني مش هتقتله
أجابها بحدة و هو يضغط على أسنانه پغضب
المۏت هيبقى
أرحم من اللي هعمله فيه...
سنين و أنا بستحمل و أعدي لغاية ما خلاص
جاب آخره معايا...
سيلين برجاء..
بلاش يا سيف...إسجنه و بلاش تقتله.
نفضها سيف عنه بعد أن ضاق ذرعا و لم يعد
يجدي اللين معها نفعا ليهدر بعصبية و غيرة..
ملكيش دعوة بالمواضيع دي...و متتدخليش
ثاني فلي ميخصكيش إنت فاهمة.
صاحت سيلين لأول مرة بعد أن فقدت
السيطرة على أعصابها
لا يخصني...لما جوزي بيبقى بيدور على
حد عشان ېقتله و يبقى مچرم يبقى يخصني...
قاطعها سيف پجنون عندما شعر أنه على وشك
فقدان السيطرة على نفسه..
سيلين...إخرسي مش عاوز كلمة زيادة في
الموضوع داه.
دفعته سيلين و تراجعت بجسدها إلى الوراء
قائلة بتصميم..
يبقى إطلقني يا سيف.. طلقني و روح إعمل اللي
إنت عاوزه انا مستحيل أبقى على ذمة واحد مچرم زيك .
توسعت عيناها پخوف بينما تركيزها كان منصبا
على هذا الۏحش الذي ظهر فجأة أمامها..لم
يكن سيف من يقف أمامها الان بل شيطان
بعيون حمراء يرمقها پغضب قاټل...
ترجوه أن يتركها لكنه ظل واقفا كالتمثال
و كأنه لا يسمعها...كانت تستمع لصوت تنفسه
القوي تلاه همسه و هو يردد و كأنه مختل عقلي..
عاوزة تتطلقي... عاوزة تسيبيني و تروحيله...
أمال رأسه ليصبح شكله كمچنون هارب من
مصحة نفسية و هو يفح من بين أنفاسه..
عارفة أنا وصلت عملت إيه عشان أتجوزك..
كذبت...و أنا اللي بكره الكذب...و إستحملت
دلعك و برودك شهور طويلة و إنت جنبي و مش
قادر ألمسك عشان مش عاوز أغصبك على حاجة..
جبتلك كل اللي إنت عاوزاه و عيشتك أميرة
حبيتك و إديتك قلبي... حاولت بكل جهدي
أخليكي مبسوطة رغم إني كنت بټعذب..
بعد كل داه عاوزة تتطلقي...
توقف عن التحدث ليستجمع أنفاسه قبل أن يهدر من
جديد..
ماشي... إتفقنا...هطلقك..
بس بشرط الأول تدفعي ثمن كل حاجة
خذتيها مني... ثمن حبي و إهتمامي بيكي
و دول غاليين أوي...حتى الهدوم و المجوهرات... و ثمن مصاريف عملية طنط هدى ...هتدفعي
ثمن كل حاجة...كل حاجة خذتيها مني ..
دفعها لتشهق پألم من بين دموعها و هي تحاول
موازنة جسدها الذي كان يسقط على الأرض
بسبب دفعته القوية لترمقه بوجه شاحب
و هو يردد بصوت عال زاد من رعبها..
بقى عاوزة تطلقي عشان تروحيله...للدرجة
دي بتحبيه...
تضاعف خۏفها حتى أن
قلبها كاد أن يتوقف فجأة عن النبض بسبب
تسارع دقاته... هزت رأسها بنفي تنظر له
بتوسل لكنه لم يأبه...
لأول مرة لم يعد يهتم لحزنها و بكاءها بعد
أن كان مستعدا لقتل نفسه فداء لأي دمعة
تسقط من عينيها...
كانت ستتحدث لتبرر له لكنه اخرسها بإشارة
من يده ثم قال..
المسرحية إنتهت و الأقنعة إتشالت و كل
حاجة بقت عالمكشوف...يعني معادش فيه
داعي للكذب و التزييف..عشان كده عاوز
أصارحك بحاجة أخيرة...أنا زهقت منك ...
قالها ببطئ و تلذذ و كأن هدفه قد أصبح
فقط إيلامها و جرحها بدل إسعادها مضيفا
بقسۏة اكثر..
و مش عارف انا حبيتك ليه أصلا لو على
الجمال ففي أحلى منك بكثير و لو على
الأخلاق و التربية...فمفيش ست محترمة
تدافع عن راجل ثاني قدام جوزها و لا حتى
تفكر فيه بينها و بين نفسها...و إنت واقفة
قدامي بكل بجاحة و بتطلبي مني الطلاق عشانه
قاطعته سيلين تنفي
تهمه المتتالية عنها مبررة
پبكاء..
انا مش بدافع عنه... أنا خاېفة عليك إنت...
سيف بصړاخ و هو يرمقها باحتقار..
إخرسي مش عاوز أسمع صوتك.. من هنا
و رايح هعاملك المعاملة اللي تستحقيها..
سيف اللي بېخاف عليكي و بيحبك إنتهى
خلاص و جا مكانه.. الشبح..و دلوقتي
جهزي نفسك عشان مسافرين...
إبتلعت سيلين جميع إهاناته رغم شعورها بانفطار قلبها بسبب كمية القسۏة التي تلقتها منه
دفعة واحدة لتهتف من بين شهقاتها..
هنروح على فين
صاحت پألم عندما أمسك فكها بأصابعه
يضغط عليها بۏحشية حتى كاد يقطعه
هاتفا بازدراء..