بقلم ياسمين رجب
وهو يحدق بها وهتف انا جبتلك الفطار علشان مأكلتيش حاجة
نظرت اليه بشرود وعن اهتمامه المفاجيء وقالتبس انا مش جعانة
لم يعير حديثها ادني انتباه وابتعد عنها وهو يمد يده ليجذب الصينية وجلس بجوارها واضعا ما بيده على الفراش
فاعتدلت هي وجلست وهي تنظر إلي ما جاء به وقالتمين جاب الاكل ده
نظر إليها وهتف محدش انا عملته وبعدين الفراخ كانت جاهزة في الفريزر انا بس عملت عليها شوربة
نظر إلى الطعام وهو يتناول الملعقة وبعدها وضعها في صبق الشوربة الساخنة ثم رفعها إلى فمها وهو يقول اهااا عملت فيها حاجه
اشار إليها لتتناول الحساء الساخن
ابتسمت بحب وهي تتناول من يدها ما قدمه لها وهي مغيبة في عينيه وكأنهما مغناطيس يجذبها إليه
هزت رأسها بالنفي فلم يصدقها وقرر أن يرتشف القليل منها حتى يعلم ما بها وما ان ارتشف منها القليل حتي بصق ما في فمه وهو يسعل بشده وقال ايه ده مستحيل تكون شوربة
هزت رأسها بالايجاب فهي تعلم بأن مذاقها بشع ولكن لم تشاء ان ترفض شيء من يده
تنهدت وهي تهتف بخجل حتى لو كانت سم وانت الي بتقدمه ليا مستحيل ارفضه
اتسعت عينيه بدهشة وهو يستقبل حديثها الذي ېمزق وريده عشقا وارتسم على ثغره ابتسامة صافية مصحوبة بنوبة ضحكة عاليه كلما تذكر مذاق الشوربة ينفجر ضاحكا حتى ادمعت عيناه
اخيرا صمت وعلى وجهه تلك الابتسامة الصادقة وهو ينظر إلي ذاك العسل الصافي تلك العسليتين وهو يقترب منها يزيل تلك خصلة التي تمردت وانسابت بحرية على وجهها تخفي عينيها مد يده وهو يبعدها بهدوء وتعلقت عيناها به ليقترب منها بهدوء
انتفض من امامها وهو يحاول ضبط انفاسه الشبه منقطعة وهو ينحني يلملم ما سقط وغادر الغرفة دون حديث
وما ان دلف إلى المطبخ حتى بدأت انفاسه تنتظم ولكن ڠضب وغيظ استحوذ عليه ما هذا الشعور الڠضب والحقد الذي تسلل بداخل تجاه ذاك الشئ وهو ينظر إلى صنية الطعام پغضب قائلا يعني عجبك تقعي دلوقتى
بينما كانت الاخري بمجرد أن غادر الغرفة القت بجسدها للخلف وهي تخفي وجهها بالوسادة وتبتسم بخجل
اغمض عيناه ببطئ وهو يتذكر تلك المجنونه التي سلبته عقله وقلبه تلك الصغيرة التي كبرت امام عيناه عشقه الاول والاخير إلى متي سيبقي ينتظر هكذا تبا لهذه المسافات التي تبعدني عنكي
ثم تسللت ابتسامة عاشقة على وجهه وهو يتذكرها حينما كانت امامه بملابسها القصيرة أقسم في داخله انه لو كان الامر بيده ما ابتعد عنها لحظة واحدة لو كان بيده لاخذها وهرب بها عن اعين الناس لا يحق لاحد رؤيتها غيره
انتشله من هذا الصمت صوت صديقه وهو يربت على ساقه قائلا مالك انت سرحان من وقت ما رجعت
نظر إلى السماء الصافية وألقي بظهره على الرمال وهو يشير إلى ضوء الشمس وقالتعرف يا حازم نور الشمس ده شبه عيونها حاجة سحر خيال بتجنني وتخليني ضايع وفي نفس الوقت بلاقي نفسي فيهم مش قادر اقوم عشقي وچنوني
تعالت ضحكات حازم وهو يقول بمرح بركاتك يا ست رهف الواد خلاص وقع ومحدش سمي عليه
نهض من مجلسه وهو يركض خلف حازم الذي فر هاربا من امامه قبل ان يفتك به
انتهى الغداء سريعا وهو مازال على حاله شارد بها لا يعلم إلى اين ذهبت مع ذاك الغبي وكيف لها ان تسمح له بضمھا تري هل بينهما شيء
نفض تلك الافكار من رأسه وعاد سريعا إلى الشركة بعدما اوصل أسيل إلى الفندق
وصل إلى الشركة وهو يبحث عنها فما زالت بالخارج
دلف إلى مكتبه وهو يتجول ذهابا و ايابا لم تأتي بعد لم يتحمل أكثر بل خرج من الشركة بأكملها واتجه إلى منزلها وذاك الڠضب الكامن بداخل يكاد ېحرق الاخضر واليابس
اخيرا وصل امام منزلها واخرج هاتفه واجري مكالمة هاتفية
وبعد اقل من خمس دقائق كانت جالسه امامه بسيارته قائلة نعم ممكن افهم في ايه
نظر إليها كانت مازالت ترتدي تلك البذلة السوداء الخاصة بعملها فمنذ ان عاد وهي لا ترتدي سوي هذه الانوع من الملابس هتف پغضب انتي كنتي لسه بره مع معتز
لم تعير حديثه ادني اهتمام وهتفت اظن ده شيء يخصني ودي حياتي وانا حرة فيها ثانيا ده مش موضوعنا حضرتك قلت على الموبيل انه موضوع يخص شغلي اقدر افهم حضرتك عايز ايه
اغمض عينيه وهو يجذبها من زرعها يجبرها على النظر إليه واضاف پغضب بلاش تستفزيني يا مرام بلاش ابعدي عن ڠضبي انا عارف ومتاكد انك بتخططي لحاجة مع معتز بس ده في احلامك انا هكون زي ظلك مش هخليكي تتنفسي هخليكي تتخنقي لحد ما تنتهي
لمعت بعينيها بعض العبرات وهتفت پألم كنت تقدر تسبني اموت في الحريق وكنت وفرت على نفسك
ترك يدها وقد تبدلت ملامحه وهتف انا كنت جاي علشان اقولك اني قرارت اخلي الحفلة على اخر الاسبوع ده بدل ما تكون اخر الشهر كل المطلوب منك تنظمي الحفلة بشكل يليق بأسمي واي غلط انتي اللي هتتعاقبي عليه
نظرت إليه قبل خروجها من سيارته و هتفت مكنش في داعي تيجي لحد هنا كنت تقدر تقول الكلمتين دول على الموبيل
تركته وانصرفت ولكن اشعلت نيران الڠضب في داخله هو جاء من اجل ان يعرف لماذا خرجت مع ذاك الوغد ولكن كرامته ابت ان يستفسر عن ذلك
بينما صعدت إلى شقتها وهي تحترق بنيران الالم
ابدلت ملابسها وهي تنظر إلى هيئتها بشرود تام لم اصبحت هكذا وجهها شاحب وعينيها باهتة من كثرة الالم لم تكون بهذا الضعف نظرت إلى جسدها فقد خسړت الكثير من وزنها تنهدت بأسي و ذهبت صوب خزانة الملابس وهي تنظر إلى تلك الملابس التي لم تعد ترتديها بسبب حالتها النفسية السيئة و علبة مستحضرات التجميل التي وضعتها بجوار الملابس اخرجت كل شيء فمنذ اليوم لن تكون بهذا الضعف لن تترجي احد ستعيش حياتها وستجعله يعود إليها من جديد
ابتسمت بسعادة وحدثت نفسها قائلة
خلاص من النهاردة مفيش دموع مفيش ضعف اوعدك يا عمار اني هرجعك ليا تاني وحياة دقة قلبك الي سمعتها لم كنا في وسط الڼار لرجع حبي لقلبك واخليه ينبض بعشقي من جديد اوعدك مش هستسلم حتى لو كنت بعرض حياتي للمۏت
في