بني سليمان
عاليا بتعب واضح نظر لأثنتيهم ناطقا بينما يستعد ليغادرهم
_هطلع اوضتي
نطقها باختصار وغادرهم ليبقا الاثنين ينظران لاثره الذي اختفي منه بعيون محتلفة الانظار لا تفهم .. لا تقرأ .. بها لمعات لا تتفسر ايضا
واجد بملامح وجه لا تظهر ما معني حديثه
_اللي جاي لو كان مش ولا بد القصر دا هيتقلب ل قلعة حجيم قابلوني لو حد عرف يطفيها
_حتي سليمان باشا .. مش هيعرف ولا هيقدر يقف قدامها
النيران محتبسة في جوفها الان لن تخرج حتي يؤذن لها ولن يؤذي حتي يأتي السبب .. والسبب كانت الوصية ... !
. . . . . .
بالصباح عادت تلك الاحداث من جديد زوار وبكاء نحيب وصړاخ حزن .. حتي ساد الصمت علي ارجاء القصر بعد عشرة ايام من يوم الۏفاة
لكن
رغم هذا .. بغرفة مكتب القصر علي مقاعده ارتصت افراد العائلة علي مقاعد جلدية تجاور المكتب وامامهم السيد رفعت المحامي ل تلك العائلة ينظر لهم بنظرات متحيرة لا يعلم ما سيقوله كيف ستكون نتيجته فيما بعد وردهم عليه كيف سيكون شكله مهما
بالنهاية ..
الوصية س تقال فلا جدوي من التأخير !
تنحنح وهو ينقل ابصاره بينهم بداية بالسيدة سوزان تليها منال ف سلمي .. علي اريكة اخري قبع سليمان ف واجد ف عابد
ملامح سوزان كانت ذابلة تقف علي شفرة المۏت من كثرة الحزن منال ملامحها لا تقرء ك الباقيين جميعا
خرج صوت رفعت اخيرا يقرأ الوصية
وعاد يتابع رفعت حديثه وقرائته ل الوصية
_ يوزع القصر سليمان بين جميع سكانه بتلك الطريقة ل واجد نسبة 20 منه ل عابد 20 ل سوزان زوجتي 5 ل منال زوجة ابني 5 سليمان حفيدي الاكبر 50 يكمل باقي ورث احفادي كل من عابد وواجد بأمتلاكهم جميع مباني العائلة ومنازلها المختلفة علي ان تكون مزرعة سليمان ل سوازن زوجتي ومنال زوجة ابني وفقط ..
كاد رفعت ان يتابع حديثه لكن اوقفته صيحة غاضبة من واجد وهو ينهض عن مقعده بنهضته نهض الجميع عدا سليمان ظل جالسا علي مقعده كما هو واضعا قدما علي الاخري بتريث و... برود
خرج صوت واجد متشنجا
_اية الهبل دا انا لا يمكن اسمح بالكلام الاهبل والعبيط دا ابدا هو عبد الحميد باشا فاهم هو عمل اية ولا لا الباشا مخلي سليمان هو اللي ليه حق التصرف في كل حاجة كدا
نطق رفعت متنحنحا وهو ينقل ابصاره بين الجميع بقلق
_دي رغبته ياواجد باشا واعتقد دا اللي هو عايزه فعلا !
اقتربت سلمي من زوجها تحاول ان تهديه بعبارات خاڤتة لكن ثورته لم تهدأ بل زادت مع نطق عابد المعترض ايضا بنقم
_دا مش عدل هو كدا زيه زينا كلنا بل بالعكس ازود مننا كمان
وضح رفعت الوصية لهم
_باقي ورث حضراتكم كل عمارات وبيوت......
لم يكاد يتابع حتي اشاح
واجد بيديه بعصبية و
_بيوت اية وعمارات اية دا كلام فارغ 1 بس من القصر دا بكل الهري اللي هو كاتبه لينا هو بيستهبل ولا اية
كادت سوزان ان تنطق اخيرا لتنهره لكنها ما ان كادت تفعل حتي وجدت سليمان اخيرا يترك جلسته ويقف بطوله الشامخ مقتربا من واجد وهو ينطق بعيون محذرة
_انا سايبك تتكلم وهسيبك لحد ما ترتاح وتطلع كل غضبك بس كلمة واحدة هتقولها علي جدك مش هتعجبني عند هنا .. انا هعرف كيف اوقفك عند حدك ياواجد
عابد متدخلا بسخرية وهو يرمقه بنظرات بث فيها الكره فجأة
_دلوقتي بقيت مش قادر تستحمل عليه كلمة ! طبعا ما انت اللي طلعت من الليلة دي بكل ثمين دا مش بس تقف وترد علي كلام واجد دا انت مفروض تعمله تمثال في القصر هنا وتقف قدامه كل يوم تشكره ما هو اللي رفعك علينا
ترك سليمان نظرات عينيه تبتعد عن واجد وتتجه نحو عابد ليرمقه بنظرات متفحصة تحتوي علي معان كثيرة و
_للاسف ياعابد انت دايما شايفني مرفوع عليكم من غير حاجة اصلا
ازدادت نظرات عابد حقدا نحو سليمان بينما تابع واجد بعصبية
_دا باعتبار اصلا اني هوافق علي الكلام الاهبل دا
نطق رفعت بصوت مرتفع قليلا .. يهتف ب بند من بنود الوصية
_ ومن يرفض تلك القسمة بأي شكل من الاشكال فأمر انا بألا توزع تلك الورثة بأي شكل اخر وتتوجه جميعها ل جمعيات الاعمال الخيرية تحت أشراف سليمان
قال رفعت الكلمة الاخيرة وهو يطالع واجد باستفزاز ومكر مخفي لم تزيد تلك الكلمات سوي ڠضب واجد وعابد اكثر
فتوجه واجد نحو باب الغرفة ناويا الخروج بعدما قال پغضب
_قسموها بس وديني لاطربقها علي دماغكم في الاخر
وخرج تاركا خلفه وجوها تحمل الاف التعبيرات
جمع رفعت اشياءه ونطق موجها حديثه الي السيدة سوازن قبل
ان يغادر بعبارة لها مفعول لاهب في الايام القادمة
_شغل سليمان باشا هيكون تحت اشرافك بمعني هتشوفي هل يستحق يدير الشركة ولا لا كذلك تحكمه بامور البيت لو كان جدير بيها فالوصية هتمشي علي نفس السيان علي مر العمر لو مكنش جدير ف في كلام تاني
بتلك العبارة الصغيرة انفتحت باقة امل في وجهه الاخوة التي من اليوم بلا شك ستشكل خليفا قويا ضد ابن العم ..
_الفصل الخامس .
.. ! حفل زفاف ! ..
ليس معنا اننا نتشارك نفس الډماء ان يجمعنا الحب.. فقد يجمعنا الكره والبغض والحقد.. وبالاخير جميعها مشاعر أيضا
. . . . . . .
وقفت سيارة الاجرة امام القاعة المقصودة هبطت منها بيسان بعدما حاسبت السائق فغادر سريعا وبقيت هي بمفردها امام القاعة
جفلت من فكرة دخولها وحدها ل القاعة حتي انها كادت تعود أدراجها الي حيث منزلها لكن صوته قطع فكرة هروبها
_حاسس اني حبيت الصدف!
جاءها الصوت من الخلف التفتت فوجدته هو.. سليمان بطلته المميزة يقف خلفها بطوله الفارع وشياكته المعتادة واضعا كفيه بجيوب بنطاله بكل غرور وعلي إحدي زوايا شفتيه ارتسمت بسمة.. خفيفة
نطقت بأنفعالها المعتاد
_يعني مش بتراقبني مثلا
قالت عبارتها وغمزت له بخفة فضحك عليها و
_توء سليمان توفيق مبيراقبش بيخلي القدر يلعب لعبته زي ما هو عايز
امسكت ذراعه فجاة وهي تقول بحماس
_طيب بما انك جيت ادخل معايا بقي علشان مش عايزه ادخل لوحدي
نظر ليديها التي تشبثت بذراعه بقوة كانت متشبثة بكامل قوتها وعفويتها وكأنها تتعامل مع قريب لها الي حد كبير وليس غريبا عنها تفهمت نظراته قبل ان يتحدث فقالت
_تلات مقابلات مش قليلة برضوا انت خلاص بقيت من العيلة
وضحكت بخفة فطرب قلبه اثر سماعه لضحكتها وبلا شعور وجد نفسه يمسك يدها بإحدي يديه بقوة ويتجه بها نحو باب القاعة ل يدخلا سويا في مظهر عفوي بالنسبة لها قد يسبب عدة مشاكل لها ايضا فيما بعد..
بالفعل .
عندما ظهرا سويا علي باب القاعة تعلقت العيون بهم اولا انجذبت العيون لهم لشكلهم الثنائي اللائق ثم ظهرت الدهشة علي البعض عندما علموا بهوية سليمان كثرت الهمهمات بين السيدات الهواءه ل الثرثرة وتعلقت عدسات الكاميرات علي مركز وقوفهم آخذه عدة صور لهم سويا
بعنوان سليل آل سليمان مع فتاة .. فمن تكون هتفت بمرح وهي تري الجلبة التي حدث من قبل الصحافيين
_مكنتش اعرف انك جامد اوي كدا!
سليمان مبادلا مرحها بأخر
_قولتلك احنا واثقين من نفسنا اوي
سحبها معه الي إحدي الطاولات ابعد كرسيا عن الطاولة لتجلس عليه ابتسمت لحركته وجلست علي المقعد ابعد اخر بجوارها وجلس عليه هو تلك المرة
_انت جاي هنا لية
سألته بأستفهام وهي تنظر لملامحه بعينيها الفيروزتين الاسرتين..
_العريس صديق عمل
غمزت له بشقاوة
_صديق ولا عدو زي مستر حسان
ضحك و
_لا.. مجرد صديق
هتفت قبل ان يسألها هو علي السؤال
_العروسة تبقي اخت ناني صاحبتي
وعندما جائت سيرة ناني وجدت صوتها يأتي من الخلف بصړاخ وهي تتقدم منها
_بيسان..
همست بحرج مصطنع له قبل ان تنهض
_بتحترمني اوي
تعالت ضحكاته عليها وراح يرمقها بعينين تنبثق منها مشاعر الدفئ وهو يراها تسلم علي صديقتها وعلي شفتيها بسمة عفوية تزيد من مقدار جمالها الضعف
تلك الفتاة حقا باتت خطړا عليه هو بدأ يشعر بالذي لا يستطيع انكاره نحوها كل مقابلة تجمعه
بها يفقد فيها الكثير من جموده وبروده تحرك مشاعره الجليدية وتذيبها ب بسمتها فقط.. تذيب جليده حتي اقترب الجليد ان يتحول الي نيران الحب لها ولا يعرف كيف يهرب.. وينجو من آسرها قبل ان يغرق فيه أكثر لا يعلم من الاساس.. ان كان يريد ان ينجو ام لا..
ابتعدت ناني عن بيسان فعادت هي له من جديد جلست وهي تقول
_تلات مرات نتقابل ومعرفش عنك غير انك سليمان توفيق سليمان بس.. والحقيقة دا ميكفنيش انا بحب اعرف عن زبايني كل حاجة
رفع إحدي حاجبيه
_زباينك!
هتفت مصححة العبارة بضحكة خفيفة
_زبايني المفضلين ياعم
وراح يقص عليها بأريحة عنه تحدث وتحدث.. وكأنه اول مرة يفعل كان غير مصدقا لما يحدث ول لسانه الذي كان يتحدث بغير ارادة منه يقول لها عن طفولته شبابه مراهقته افكاره وحتي احلامه.. بعض من ما يحبه وما يكرهه كأنها ضغطت علي زر البوح.. وكان منوما مغناطيسا فحكي وباح بأستفاضه عنه
وكانت هي تستمع له وعلي شفتيها بسمة تتسع تدريجيا كلما حكي أكثر عنه لا تعلم.. مثله تماما لا تعلم لكن هناك رابطا يربط قلبها به رابطا يجعل قلبها يخفق كلما تتقابل معه وتتقابل