سهام صادق
ليكي على ليله امبارح مافيش اكل.. قومي روحي شغلك من غير لكاعه
حدقت به غير مصدقة انه سيحرمها من الطعام
بس انا جعانه ياحسن
اشاح عيناه عنها يلتقط رغيفه ويقطع لقمه يغمسها بطبق الفول
عشان تحاولي تتمردي عليا تاني يافتونويلا على شغلك انا مش رايح بدري النهارده للبيه
نظرت للطعام بحسرة تترجاه
هي كلمه قولتها مافيش اكليلا وريني جمال خطوتك مش عايز اي غلطه عند البيه سامعه
طيب هروح ازاي..
التقط كفها يضع بعض الورقيات بهما
زي ما رجعتي معايا امبارح
واردف متهكما وهو يرمقها
شغلي دماغك ولا مش فالحه تشغليها غير انك تتمردي عليا
توسلته بعينيها ولكنه اصرفها بيده وعاد يلتهم طعامه
طالعت الأطباق التي تعدها السيدة ألفت كفطور معتاد على تناوله يوميا السيد سليم
زي ما انتي شايفه ده الفطار اليومي لسليم بيه وبعدها بياخد قهوته
الاطباق تتحط زي ما فهمتك
ألتقطت الصنية منها تسير بها برفق نحو الصالة الواسعه التي تضم طاولة الطعام الأنيقة
وضعت الأطباق بحذر فقد تعلمت درس الأمس ولم تعد تريد نيل المزيد من الإهانة
تمام ياحازم...القضية ديه مش لازم نخسرها
اغمضت عينيها تهيم برائحة عطره انها نفس الرائحة التي مازلت عالقة في انفها منذ تلك الليله التي التقط كفها ينتشلها من الأرض بعدما دفعها حسن دون رحمة
صباح الخير
صوته افاقها من حلمها الفقير.. فألتفت نحوه وقد اوهمتها الأحلام انه ينتظر رد تحيتها ولكنه كان غارق في تصفح جهازه اللوحي يطالع ما به بتركيز
تمتمت عبارتها بخفوت تنظر اليه لعله يمنحها نظرة حانية كما اعتادت منه في المرات السابقه التي لا تعد
تؤمر بحاجه تانيه يابيه
منت نفسها بنظرة تشعرها بأنها مازالت تحيا دون صڤعات حسن وذله
لو احتاجت حاجه تانيه هبلغ مدام ألفت
عادت بأدراجها نحو المطبخ خائبة الأمل...رمقتها السيدة ألفت متسائله
والاجابه كانت معروفه ولكن السيدة ألفت أرادت ان تضيف المزيد من تعليماتها
كنت بشوف البيه لو عايز.
وقبل ان تكمل باقية عبارتها أشارت لها السيدة ألفت بالصمت مقتربة منها
سليم بيه لو عايز حاجه هيبلغنا بيها الاكل يتحط واول ما يقعد تمشي علطول
حاضر
ولم يكن عليها إلا أن يكون هذا جوابها
مر النهار وهي بين ترتيب الأغراض غسل الخضار وتقطيعه والسيدة ألفت تشرف وتعلم وتحذر
لا انتي النهارده كأنك مش جايه تخدمي بقالك ساعه بتنضفي الصاله
ديه نص ساعه بس يامدام ألفت
رمقتها السيدة ألفت
ممتعضه
يعني انا بكدب يافتون يلا خلصي وتعالي ورايا
حملت أدوات التنظيف بعدما تأكدت من لمعان كل شئ واتجهت نحو المطبخ تبتلع لعابها من رائحة الطعام الشهية
تعالي كلي غداكي يمكن تعرفي تشتغلي بنشاط
كانت سعيدة بطبق الطعام وكأنه أثمن شئ حصلت عليه التهمته جميعه تحت نظرات السيدة ألفت.
رفعت وجهها عن طبقها فوقعت عيناها على نظرات السيدة ألفت فأدركت انها كانت تشاهدها فأطرقت عيناها نحو الطبق ولكن السيدة ألفت تلك اللحظة كانت الطف مما كانت تتخيل سحبت الطبق من أمامها لتضع اخر
كملي اكلك يافتون
مازالت جميله ومازال هو غارق في عشقهاقبلها كان يظن انه عاشق لجارته ولكن عندما التقي بها بشركة والدها حيث كان يعمل بها كمهندس طار عقله بها ولم يعد القلب لتلك الجارة التي تساويه فقرا
جاورته فوق الفراش بعدما أزالت مئزرها فتظهر منامتها الناعمة
سرحان في ايه ياعبدالله
فيكي ياحببتي
اتسعت ابتسامتها تميل نحوه بدلال لم تفقده مع مرور الزمن
لسا شايفني جميله ياعبدالله وجميله الجميلات كمان ياناهد
رفرف قلبها من سماع كلماته التي دوما كان بارع بهالقد حاربت أهلها من أجله حتى رضخوا لرغبتها وهاهي السنين مرت وعبدالله كان جدير بها ينفذ لها ما أرادت حتي لو لم يرغب حتى لو تراجع بكلمته
عبدالله مها عايزه تغير عربيتها زي ميادة
قطب حاجبيه وقد ظن انها ستطلب منه شراء سيارة لملك
انا كنت فاكرك هتقولي هات لملك عربيه بدل ما مها واخدها لوحدها
انقلبت معالم وجهها ولكن سرعان ماعادت لطبيعتها
مها جامعتها بعيده لكن ملك المدرسه قريبه مننا مجرد ربع ساعه في التاكسي
طالعها دون اقتناع فأردفت بالمزيد من العبارات كي تقنعه
انت ناسي ان بنتك دكتوره وليها وجها اجتماعيه بين زمايلها
مش ناسي يا ناهد ولا ناسي الكليه العريقه اللي صممتي تدخليها ليها عشان تبقى زي رسلان
ابتسمت بتفاخر معبرة عن ما يدور بخلدها صراحة
مش عشان تبقى زي رسلان بس لاء كمان تليق بي ياحبيبييعني رسلان ابن سيادة الوزير والجراح اللي اسمه ليه وزن ومستقبل مش اي واحده هتليق بي ياحبيبي
احتدت عيناه بعدما فهم ما تحيك له زوجته
واشمعنا مها ليه متكونش ملك ياناهد
اشاحت عيناها بعيدا عنه تهرب من اجابته
ها ياناهد ما تردي اشمعنا ملك.. ليه بتحرميها من كل حاجه بتديها لمهاولا انتي مبقتيش تحبيها عشان
صډمتها عبارته انها تحب ملك ولكن حبها لها مختلف عن مها هربت من الحقيقة التي لو واجهت بها نفسها ستدرك انها لم تصبح الا في تلك الصوره التي أخبرت نفسها يوما انها لن تكون عليها
ايه اللي بتقوله ده ياعبدالله..ملك ومها عندي زي بعض لكن انا شايفه ان رسلان ميال لمها
أدارت جسدها عنه بعدما القت بكذبتها التي تصدقها
تصبح على خير
رمقها زافرا أنفاسه وشئ واحد أصبح يدركه ان زوجته توهم حالها بشئ لن يحدث وهو خير من يعلم أن رسلان لن يختار الا ملك ولم يكن يوما مشاعر لمها
...
حضنت هاتفها بسعاده بعدما أنتهت مكالمتهم حاربت مشاعرها وحاربته هو ذاته ولكنه احكم الحصار عليها ودق بابها بإلحاح وما كان على
________________________________________
قلبها الا ان فتح الباب له مرحبا يخبرها انه الحبيب الذي دوما استوطن أحلامها ونادته ليالي تتمنى لقاه
بحبك اوي يارسلان
هتفت أسمه تحلق في سحابتها الوردية
انتفضت مذعوره من رقدتها فوق الفراش فور ان انفتح باب غرفتها
ملكرسلان مش بيرد عليا ولا بيشوف رسايلي
هتفت بها مها التي اقټحمت غرفتها وجعلت الډماء تتجمد في عروقها طالعتها پخوف وكأنها شاهدتها في جرم وليس في حلم جميل عاشه قلبها للحظات
ابتلعت لعابها تطالع مها الواقفه أمامها
انا خاېفه يكون لسا زعلان مني ياملكيعني عشان
حررت ملك أنفاسها المحپوسة تنتظر سماع باقية حديث شقيقتها
عشان لما روحتله المستشفى اتعرفت على دكتور زميله هناكانا مكنتش فاكره ان رسلان بيغير عليا كده
وبعدما كانت تهيم كالطيور محلقة في أحلامها الحقيقه عادت ټقتل قلبهاهي وشقيقتها عاشقان لنفس الرجل
ناوله صديقه السېجارة التي اتم لفها حتى يعدل له مزاجه
وديتها تخدم في البيوت ياحسن
يعني انا كنت جايبها من بيت عز ماانا جايبها مش لاقيه تاكل ومعيشها عيشه مكنتش تحلم بيها
ياراجل ديه مراتك والبيه بتاعك راجل عازب
القى صديقه مسعد الكلمه له لعله يشعر بنخوته كرجل
سليم النجار يبص لفتونلا ضحكتني ديه خلقه حد يبص ليها
طالعه صديقه غير مصدقا
مراتك حلوه ياحسن وغلبانه بس انت مش حاسس بقيمتها
انت هتتغزل في مراتي قدامي يامسعد
يعني كلمتي ديه اللي زعلتك ياحسن
دفع حسن مقعده ناهضا من أمامه يسبه
كلامك بقى يسد النفس يامسعدروح شوف نفسك بدل ما انت مقضيها مع كل ستات الحته
التف مسعد حوله مذعورا يخشى
ان يسمع أحدا حديثه
ياشيخ ڤضحتنا
لوح له حسن بيده وقد ضجر من نصائحه وهو ليس إلا شبيها له
عامل نفسك واعظ وانت مقضيها يامسعد
رتبت الملابس كما اخبرتها السيدة ألفت بحرص شديدا تنظر لكل ركن بعناية
غادرت الغرفة عائدة للمطبخ تكمل باقية اعمالها
تقدري تروحي النهارده بدري يافتون
ونظرت السيدة ألفت لساعة يدها تنظر للوقت
بعد ساعه من دلوقتي
اماءت برأسها كحركة اعتادت عليهاالټفت السيدة ألفت نحو ما كانت تفعله فألتقطت هي قطعة القماش تنظف رخام المطبخ
مرت الساعه وجمعت أغراضها راحلة فمهام اليوم قد انقضت وضعت محفظتها في الكيس الذي تحمله وقد اعطتها السيدة ألفت بعض الطعام ف رب عملهم لن يتناول طعامه اليوم بالمنزل
بكرة اجازتك يافتون.. سليم بيه يوم الاجازه بيفضل يكون لوحده في البيت
انشرح قلبها بالغد الذي ينتظرها مع السيدة إحسان وحديثهن الطويل الذي اشتاقت له
أوشكت على المغادره ولكن صوت السيدة ألفت جمد حركتها
فتون
تشبثت ادامها بالأرض تشعر پخوف لا تعلم سببه ولكن احساسها كان ينبئها بأن هناك شئ ينتظرها
الټفت بجسدها تستمع لصوت السيدة ألفت
متقلقش ياسليم بيه هنلاقيه
واقتربت منها السيدة ألفت تلتقط ذلك الكيس منها تفتش في أغراضها وسليم يقف على مقربة يتابع الأمر بترصد
التقت عيناها به تبحث في عينيه عن ذلك الرجل الذي انقذها من زوجها.. فقد رسمته بطل حكايتها منذ تلك الليلة
فتون فين الخاتممحدش هنا بيدخل البيت غيرك
اتسعت حدقتيها ذعرا تنظر نحو السيدة ألفت
خاتم ايه
ديه بتقولك خاتم ايه يامدام ألفت...
اهدي ياسليم بيه
التف عائدا الي غرفته يبحث مجددا عن العلبة الأنيقة التي تحتوي على الخاتم الذي علي يقين تام انه احضره معه ووضعه فوق طاولة الزينة خاصته قبل أن يدلف للمرحاض
اجتذبت السيدة ألفت ذراعها تدفعها نحو المطبخ صائحة
محدش دخل غرفه البيه غيرك يافتونانطقي فين الخاتم
دارت حولها كالضائعة تنفض لها ثوبها وحافظة النقود حتى الطعام سكبته لها
مأخدتش حاجه مشوفتهوش
انتحبت وتوسلت ولكن السيدة ألفت لم يكن بيدها إلا قرارا واحدا بعد أن ترك لها رب عملها الأمر
مش قدامي غير اني أبلغ البوليس
اتسعت عيناها ذعرا تردد عبارتها
البوليس !!
يتبع..
بقلم سهام صادق
الفصل السابع حتى الفصل الثاني عشر
الفصل السابع
_ بقلم سهام صادق
الضياع وحده هو من كان يجثم فوق روحها الهشة المنهكة ارتخت جفونها كحال ساقيها الواهنتين فسقطت أرضا غائبة عن الوعي لعلها تجد في تلك الظلمة المؤقتة راحة
صړخت السيدة ألفت بأسمها عدت مرات تلطم خدها برفق
فتون فتون
ارتفعت عيناها قليلا عندما شعرت بخياله نظرت نحوه فوجدته يقف يطالعهما بنظرات غامضة
رمقها بشفقة سرعان ما اخفاها من عينيه وأنحني نحوها يحملها مغادرا المطبخ نحو الردهة الفسيحة يسطحها علي إحدى الارائك
اتبعته السيدة ألفت تحمل زجاجة عطر مقتربه منها بعدما ابتعد عنها يدرس الأمر بعينيه ..
مالت السيدة ألفت نحوها تحرك زجاجة العطر أسفل انفها ولكنه تناولها منها يضع بضعة قطرات فوق كفه ثم اخذ يحركها أسفل انفها ببطئ
رفرفت اهدابها تستعيد وعيها تتمنى لو كان ما عاشته منذ لحظات ليس إلا كابوسا ولكن عيناه التي تتفرسها كانت تؤكد لها حقيقه ماعاشته
مش انا اللي سړقت يابيه
انتفضت من رقدتها تقاوم شعور الوهن تنظر حولها حتى تعلقت عيناها بأعين السيدة ألفت التي رمقتها للحظات بأسف
اديها تمن شهر شغل يامدام ألفت
وعادت عيناه تطالعها بنظرات ثاقبة
وخليها تروح
انصرف مغادرا المكان فأقتربت منها السيدة ألفت تساعدها على النهوض غير مصدقة ان رب عملها اصفح عنها هكذا بل ومنحها راتب شهرا
قومي معايا يافتون
طالعتها فتون بنظرات ضائعة تتوسلها
ابوس ايدك يامدام ألفت متودنيش السچنانا مسرقتش حاجه والله ما سړقت
خلاص يافتون البيه