الأحد 24 نوفمبر 2024

علي السحور بقلم فاطمه الألفي

انت في الصفحة 17 من 24 صفحات

موقع أيام نيوز

انا رئيس مباحث واجراءات التحقيق هتنتهي
بعد لحظات غادر معتز العمليات وظل قرابة الساعة بغرفة الإفاقة وبعد أن أسترد وعية رفض أن يضل بالمشفى وأصر على الخروج.
يحيي من فضلك خلص إجراءات خروجي من هنا مش هفضل اكتر من كدة رحمة والولاد في الفيلا لوحدهم وماتنساش أن عمرو حر طليق ما أضمنش يقدر يعمل ايه كمان محتاج منك خدمة محتاج حراسة مشددة على الفيلا طول ما عمرو هربان مافيش راحة ولاهيغمض ليه عين غير لم ينتهي من حياتنا للابد
معتز أنا مقدر خۏفك على مراتك والولاد بس على الاقل تفضل انهاردة تحت الملاحظة وانا ممكن أجبلك مراتك لحد عندك 
هز رأسه نافيا
مش هقدر يا يحيي انا لازم أكون جنبهم مش موجود هنا
هتف يحيي على مضض 
مطر انفذلك أوامرك بس توعدني تخلي بالك من نفسك وبلاش أجهاد ولا تهور واي حاجة تحصل تلبغني بيها.
في المساء أنهى يحيي إجراءات مغادرة المشفى واتكز معتز على كتف يحيي مغادرين المشفى سويا ساعدة يحيي واراح جسدة بالمقعد الامامي للسياره واستقل هو خلف المقود وقاد سيارته ببطئ ليقل معتز إلى حيث منزله..
لم يغمض لها جفن منذ يومان وألان ينهشها القلق فمنذ أن غادر معتز المنزل صباحا وهي لا تعلم عنه شيء
جلست بغرفة الصغار تسرد لهما بعض القصص والحكايات الكرتونية الشهيرة إلى أن غفلوا في ثبات.
دلفت إلهام الغرفة برفق وهي تقول
الولاد نامو
هزت رأسها بالايجاب وعيناها متعلقة بالفراغ شاردة حزينة على ما يحدث معها.
اقتربت إلهام منها بهدوء محاولة أن تطمئنها 
ماتعمليش في نفسك كده يا حبيبتي الباشمهندس زمانه على وصول هو كده الباشمهندس معتز لم بيغضب وينفعل بيسيب البيت لم يهدى خالص شويا وهتلاقية قدامك وگان مافيش حاجه حصلت
انسابت دموعها ونظرت لها بحزن ثم قالت
أزاي ما فيش حاجة حصلت وانا السبب في كل اللي بيحصل معانا أنا بجد تعبت ومابقتش عارفة أعمل إيه أنا نفسي ربنا يريحني من الدنيا كلها
استهدي بالله وماتقوليش كلام زي ده أنتي ناسية ولادك ولا ايه مش دول محتاجين ليكي مش انتي الام والاب دلوقتي انتي عايشة عشانهم ليه تيأسي بالشكل ده وبعدين ربنا بعتلك اللي يقف جنبك ويسندك انتي وولادك ومستعد يهد الدنيا عشانك انتي ليه مش مقدرة قيمة الراجل اللي بيحبك وصاينك ومش متحمل عليكي نسمة الهوا تدايقك 
هتفت بحزن ېمزق قلبها
وجودي أنا في حياته غلط هو يستاهل واحدة احسن مني ماعندهاش مشاكل ولا في رقبتها ولدين ليه يشيل همي وليه انا كمان ازود همه مش كفاية اللي هو فيه 
لا يا رحمة مالقيش حق في اللي بتقولية وبعدين مين اللي زود هم مين يا بنتي ده انتي اللي ډخلتي العيله دي عشان تنقذي مستر عادل من حبل المشنقه ومن يومها والمشاكل محوطاكي يعني ده مش ذنبك خالص قومي روحي اوضك وانتظري جوزك كده ووشك بيضحك وارمو بقا ورا ضهركم قومي يا حبيبتي ربنا يهدي سركم ويسعدكم وانا هشيل الولاد وانيمهم في اوضتهم ماتقلقيش عليهم .
في ذلك الوقت صفا يحيي سيارته داخل الحديقة وعندما أستمعت رحمة لصوت السيارة أسرعت تغادر غرفتها لتلتقي بزوجها وتعتذر منه عن عدم بوحها بالحقيقة لأنها كانت خائڤة من عواقب ما حدث معها ركضت مسرعة تهبط الدرج وقد كانت مرتدية منامة زرقاء حريريه وتركت شعرها الأسود اللامع ينسدل على ظهرها بتحرر .
أما عن معتز فودع صديقه أمام باب الفيلا
متشكر يا يحيي بجد تعبتك معايا وسرقتك من بيتك وشغلك
ضحك بخفة وقالالمدام عندي اتعودت على كدة المهم أنك بخير ومافيش شكر بينا يا راجل وان جيت للحق ده شغلي كمان ههه
نظر له معتز بجدية وهتف قائلا
لو عرفت أخبار عن الحيوان يا ريت تبلغني بيها وماتساش عاوز حراسة في كل مكان هنا 
ربت على كتفه برفق وقال
حاضر يا معتز هبلغك بكل جديد ومش عاوزك تقلق الحرس انا هختارهم بنفسي من شركة حراسة أمنية انا أعرفها كويس تصبح على خير
وأنت من اهل الخير 
عاد يحيي أدراجه واستقل سيارته بعدما ودع معتز ودلف معتز لداخل الفيلا ليتفاجئ بوجود رحمة أمامه ركضت إليه بلهفة وارتمت باحضانه.
الفصل العشرون
بقلم فاطمة الألفي.
ولكن فتح عيناه باتساع عندما شعر بأنسياب دموعها التى بللت وجنته أبتعد عنها برفق وتطلع لرماديتها الساحرة وهمس بصوته الدافئ
لية الدموع دي بس
شهقت بقوة ونظرت له معتذرة 
أنا أسفة مش هخبي عليك حاجة تاني بس 
أنا بخير مجرد إصابة بسيطة في رجلي
شهقت بفزع وابتعدت عنه لتتفقد مكان إصابته ثم نظرت له پخوف قالت
ايه اللي حصلك
مد يده لتتشابك بكفها ثم حاوطها بذراعه و سار ببطئ وهو يطمئنها قائلا
ماتخفيش أنا بخير وهقولك على كل حاجة في أوضتنا.
سار سويا صاعدين الدرج ببطئ شديد ومعتز يستند على رحمة ولكن داخلة شعور خفي بالسعادة بسبب قربها منه فهو يريد كسر الحواجز التى مازالت بينهم ولكن يبد بأن القدر في صالحه فتلك الإصابة ستجعلها قريبة منه وتتلاشي خجلها الزائد منه.
عندما علمت بما أصاب معتز صړخت بوجهه منفعلة
أنت ازاي ضړب على رصاص على معتز 
نظر لها باستهزاء مبطن ثم رفع حاجبية بدهشة قائلا
أفهم من رد فعلك أنك خاېفة عليه فعلا ولا كل اللي يهمك فلوسه كلكم زي بعض
ضيقت جبينها پغضب ثم صړخت بتعالي
ماتدخلش في اللي ملكش فيه دي حياتي الخاصة ومعتز يخصني أنا مش معقول اسيب حته خدامة تنتصر عليه أنا
قاطعها مستهزاء 
أيوة انتي عندك الأنا عالية شويا يعني مش عشان بتحبيه ولا يهمك أمره في ناس كدة زيك يهمهم امتلاك الشخص اللي قدامهم وبس ومش مهم أي حاجة تانيه
ضحكت بسخرية وقالت 
وانت بقا يا فيلسوف عاوز رحمة ليه تهمك في أية غير انك عاوز تمتلكها وبس
تنهد بضيق وقال وهو ينظر للفراغ
رحمة دي اطهر إنسانة قابلتها في حياتي ومش مهم ابررلك انا عاوز منها أية عشان أنتي مش شيفاها اصلا شايفة أنها مجرد خدامة وأقل منك وبس ماتعرفيش انتي بجوهره ولا بنقاءها الداخلي وقد ايه متصالحة ومتسامحة حتى مع اللي أذاها
نظرت له بعدم فهم 
أما هو فتهرب من نظراتها واغمض عيناه يريد
الابتعاد عن حصارها وتسلط كلماتها الذائفة فهو يبغض ذاك النوع من الفتيات..
تركته وغادرت المزرعة وهي غاضبه انتابها شعور خفي بأن عمرو لن يترك معتز لكي يفوز برحمة لمحت عيناه الصاړخة بالشړ وهو يتحدث عن معتز لذلك قررت أن تفشل محاولاته وتستعين بطليق رحمة قررت أن تبحث عنه ليكون في صفها ويفعل كل ما تمره به ولكن سوف تجاري عمرو بالحديث لكي يسرد لها كل ما يعرفه عن زوج رحمة السابق واين يوجد الآن.
قررت عندما تأتي إلية غدا ستحاول أن تكون مطيعة له لكي تحصل على ما تريد وهذا ما توصلت إليه..
داخل فيلا معتز.
ساعدته رحمة على تبديل ملابسه ومدد جسده اعلى الفراش ونظر لها بعيناه اللامعة بنظرات عاشقة فرد ذراعه الأيسر وأشار إليها بأن تقترب منه وقال بصوت حاني
مكانك هنا جنب قلبي 
ابتسمت له بخجل ثم دثرت نفسها بجواره وتوسدت صدره وهتفت بقلق
ممكن أعرف أيه اللي حصل بالظبط
أخرج تنهيدة حاړقة من اعماق صدره
وقال بوعيد 
عمرو قدر يهرب من البوليس وهو اللي ضړب عليه ڼار عشان ماالحقوش بس لسه الجولة شغالة والشاطر إللي هيضحك في الآخر أوعدك أن هقضي عليه وهنخلص من شره للأبد
لمعت عيناها بفزع وفضلت أن تظل صامته فهو الآن يتحدث پغضب 
استرسل معتز حديثه وقص عليها كل ما حدث وطمئنها على الطفلة الصغيرة ابنة مصطفى أنها بأمان الآن ولكن حياتهم لازالت بخطړ بسبب هروب عمرو ولذلك سوف يرسل له يحيي ضباط من الحراسات الخاصة لتتولى أمر حراستهم.
بعدما انتهى من حديثه شدد في ضمھا لصدره وظل يداعب خصلاتها السوداء ثم طبع قبله رقيقه اعلى خصلاتها وهتف بصوت واهن متعب
مش عاوزك تخافي طول ماانا عايش على وش الأرض هفضل احميكي انتي والولاد لآخر نفس فيه دلوقتي ننام ومانفكرش
في أي حاجة تانيه تصبحي علي جنه مافيهاش غيرك أنتي وأنا بس 
رفعت راسها لتطبع قبله رقيقه اعلى وجنته ثم قالت
تعرف يا معتز 
همس بصوته الدافئ الذي يشعرها ب الاطمئنينة قولي يا قلب معتز 
أبتسمت برقة

وقالت بمشاعر صادقة
عمري ما حسيت يعني أية أمان من بعد ۏفاة والدي الله يرحمه غير لم دخلت حياتنا والقدر جمعني بيك
اختفت ابتسامتها عندما تذكرت حياتها السابقة مع طليقها
وهمست بحزن قائلا 
حياتي اللي قبل كدة كانت صعبة اوي كنت بضغط على نفسي كتير عشان أقدر أكمل عشان كنت حاسة نفسي وحيدة وكمان ولادي هم دول اللي عشت عشانهم وتحملت كل حاجة عشانهم
قاطعها بتسأل
كان بيضربك ثم هتف بصوت غليظ 
أقسم بالله العلي العظيم لكسره ايده اللي مدها عليكي وهعرف ازاي أدفعه تمن اللي عمله معاكي انا كنت بس بخطط له وبتكتكت ليه بس على هداوة انا مش ناسي أن خد ولادك منك وكان عاوز يحرمك منهم وراح يحط أيده مع واحد حقېر وخسيس زيه
بس انا مش عاوزة حاجة منه عشان ربنا عوضني بيك وطبطب على قلبي لم بقيت في حياتي أنا مش عايزة يعرف مكاني ولا يشوف ولادي 
اولا ما تخفيش عشان معانا ورق قانوني بحضانة الولاد وتنازل منه بعدم رؤيتهم واصلا وجوده في حياتهم بيشكل خطړ عليهم ومش من حقه أي تصرف ثانيا وده الاهم مش عاوزك تفكري في الماضي هنمسحه كله وكأنك ماعشتهوش وحياتنا هتبدا من الليله وبس واللي فات ماټ مش في الحسابات اصلا
ضحك بصوت عال وقال بمرح
والله كان زمانا بنقضي اسعد لحظات حياتنا مش نتكلم في الماضي وجراحه لا والعريس ايه قضي دخلته في المستشفى ههه
انا كنت حاسس أن هيطلع روحي لحد لم يتكتب الكتاب وتكوني مراتي شوفتي بقا الحظ هههه
ضحكت هي الأخرى على كلماته وبعد أن استرد كل منهما انفاسه شدد في احتضانها ونام كلاهما وهم متشبثين بالآخر..
في صباح اليوم التالي.
فتح عمرو عيناه ونهض من مكانه يدلك عنقة الذي يألمه بسبب نومته طوال الليل أعلى الأريكة بحث عن المرحاض ودلف لينعش جسده تحت المياه التى كانت تنهمر على جسده المصاپ كالجمر الملتهب ولكن لم يكترث لذلك اللهيب فكان شاردا بعقله بمكان أخر ظل أسفل صنبور المياه قرابة الساعة ثم أغلقة وحاوط جسده بمنشفة وجدها بالداخل ثم غادر المرحاض ودلف المطبخ المجاور له لم يجد به شيء إلا شاي وضع فيشة الكاتل الكهربائي وسكب به مياه ثم ضغط زر التشغيل وبحث عن السكر وكوب نظيف لكي يسكب به الشاي.
بعدما انتهى من اعداد الشاي امسك بالكوب وسار إلي حيث الصالون اشعل التلفاز وظل قابعا خلف الشاشة ولكن لم ينظر داخله فقد كان عقله منشغل بالخطوة القادمة التي ينوي فعلها.
في ذلك الوقت كانت تدلف سيما
16  17  18 

انت في الصفحة 17 من 24 صفحات