علي السحور بقلم فاطمه الألفي
بقى به من روح فمنذ اليوم الذي تركه بالمشفى لم يغمض له جفن يريد جلب الفرحة ثانيا علي محياه ود لو أخذ بيده كل الحزن الساكن بقلب شقيقه ليخفف عنه آلامه وأوجاع الماضي فتركه داخل المشفى جسدا بلا روح تسكنه.
بالنهاية لا هروب من الواقع دلف لداخل المشفى ولسان حاله لن يكف عن الدعاء إلي أن وقف أمام المعمل الخاص بالتحاليل طرق الباب وكأنه يطرق قلبه بقوة ثم دلف يقدم ساق ويأخر الأخرى
صافحة معتز بود وعجز لسانه عن البوح لم يجد كلمات تقال في ذلك الموقف
علم الطبيب بما يدور بداخله وأراد أن يطمئنه وطلب منه الجلوس
جلس معتز بأقرب مقعد فلم تعد قدماه تحمله بسبب ما يمر به من موقف عصيب
أخرج الطبيب المظروف الخاص بتحاليلحبيبة وغزل وعادل
مافيش داعي لخۏفك اطمن البنات بنات عادل
تطلع له بعدم تصديق وقال بصوت خاڤت
بجد يا دكتور أنا والله ماقادر اتلم علي أعصابي من وقت مابلغتني بظهور النتيجة
أعطاه اوارق التحاليل وفردها أمام أعين معتز المدهشةثم قال
نهض بفرحة عارمة وعانق الطبيب وهو يشكرة على مافعله من أجل عودة الروح لجسد شقيقه فهذا الخبر سوف يجعل من عادل شخصا أخر وسيحارب المړض النفسي وسيخرج من صډمته وأذمته من أجل صغارهفهم شعاع النور الذي سينير عكمة طريقه.
غادر المشفى بفرحة لا توصف وعندما استقل سيارته هاتف رحمة ليزف إليها هذا الخبر السعيد وطلب منها أن تبدل ثياب الصغيرتين لأنه سوف يصطحبهم إلي رؤية عادل بالمشفى وهذا بعدما أتفق مع طبيبه المعالج بأن رؤيته لاطفاله سوف يحسن من حالته الصحية والنفسية.
ربنا يخليكي ليا من يوم ما ډخلتي حياتي وانتي وشك حلو عليه حياتي بقت جنة بوجودك أنا كدة أطمنت علي عادل وجود البنات هو الأمل اللي هيتمسك بيه عشان يكمل في حياته هنزور عادل ورجعيلك عاوزك تجهزي وتستني عشان عملك مفاجاة تجنن
ارسل إليها غمزة مشاكسة وقالولسه الفرحة الأكبر لم تكوني حرم معتز المصري وتنوري بيتنا
توردت وجنتيها بحمرة الخجل ليكمل حديثه المشاغب
هانت يا نبض قلبي
ثم سحب الصغيرتين من يدها وودعها بنظرات عاشقةوضع الصغيرتين بالمقعد الخلفي لسيارة واحكم عليهما حزام الامان ثم اشاح مودعا رحمة واستقل هو مقعده حلف المقود.
في ذلك الوقت كان يتربص لها احدهم ويصوب انظاره عليها بقوة ثم التقط لها عدة صور وهي تقف امام معتز والابتسامات التي يتبادلهن وصور اخرى وحدها وهي تودعهم ثم دلفت مسرعة داخل الفيلا .
بعدما انتهت مهمته هاتف الشخص الذي كلفه بمراقبة رحمة منذ ان غادرت قاعة المحكمة والرجل ذلك يسير خلفها بكل مكان تذهب إليه وكانه ظلها.
بعدما اجابه الطرف الاخر هتف الشاب قائلا
أنا منتظر اوامر معاليك يا باشا.
انتظر يستمع بانصات للطرف الاخر ثم قال
حالا الصور هبعتها لحضرتك وهنتظر باقي الاوامر سعاتك
اغلق الهاتف وارسل الصور علي هاتف الشخص الذي كان يحدثه..
بعدما وصلا معتز المصحة ترك الصغار امام غرفة والدهم قرر ان يدلف هو أولا ويزف له الخبر الذي سيجعل قلبه يرقص من شدة فرحته.
تقدم معتز من شقيقه الذي كان ينظر من خلف نافذته بشرود وقف خلفه وقال بصوت هادئ
عدول حبيبي عامل ايه
تطلع عادل إليه وظل صامتا استرسل حديثه قائلا وهو يربت علي كتف شقيقه
عندي ليك خبر هيفرحك وينور بصيرتك
نظر له بإهتمام لاحت أبتسامة معتز وهز شقيقه من ذراعيه وهتف بسعادة
التحاليل ظهرت والبنات بناتك يا حبيبي وانا مقدرتش أمسك نفسي هم منتظرين برة جاين يشفوك ويطمن عليكعندك أستعداد تقابلهم وتاخدهم في حضنك
هتف بصوت منكسر بتتكلم جد ولا مخبي عليه الحقيقة المره
والله العظيم بناتك ومن صلبك ولو مش مصدقني اتفضل شوف بنفسك ولو حابب تعيد التحليل في اي مكان تختاره انا معاك
لمعت عيناه بفرحة وانطفى انكسار عيناه ولمعت بفرحة وهتف بصوت مشتاق لعناق طفلتيه
واحشوني اوي يا معتز نفسي اخدهم في حضڼي واهرب بيهم عن عيون الناس كلها خاېف عليهم من المستقبل وازاي هيكبرو ويواجه المجتمع هيتقبلوا اللي أنا عملته ازاي
ربت علي كتفه خلينا في اللحظة اللي بنعيشها يا عادل بلاش نفكر في بكرة انا هخرج أجيبهم
ترك شقيقه لافكاره المتخبطة ودلف ثانيا وهو ممسك بكف كلاهما
انطلقت الصغيرتين ركضا الي والدهم الذي استقبلهم بأحضانه الدافئة ودار بهم كما كان يفعل بالسابق وتركهم معنز ينعموا بتلك اللحظات السعيدة المسروقة من الزمن وغادر الغرفة متوجها إلي مكتب الطبيب ليتفقد حالة شقيقه و ما حدث له في بداية مرحلة العلاج..
بعدما عاد من المصحة طرق باب غرفة رحمة وهتف قائلا
انتي فين يا هرابة اجهزي حالا واخرجي
هتفت من خلف الباب ليه
هنخرج عشان تشوفي المفاجاة
مابحبش المفاجات
ضحك وقال بس انا بحبها رحمة ماتهزريش بقا لو مافتحتيش انتي حره هتلاقيني قدامك دلوقتي
اعقل يا معتز
تهللت اساوره عندما هتفت بأسمه مجردا من اي لقب وقال بمرح
بعد ماقولتي اخيرا اسمي كده عادي فزاد اصراري علي المفاجاة يلا بسرعة مستنيكي خمس دقايق وتكوني واقفة قدامي هنتظرك عند البسين
لا مفر من اصراره فهو شخص عنيد وصبور لابعد ما يكون هذا ما عرفته عنه منذ العشرة البسيطة التي نمت بينهم فرغم كل الظروف التي واجهتها مؤخرا عرفت معدن الشخص الذي امامها فهو من أخرجها من حلق الضيق الي اوسع الطريق هدية الله لها في تلك الاوقات والمتاعب التي مرت بها.
وجدت نفسها تبحث داخل اغراضها عن ثوب مناسبا للخروج وبالفعل استقرت علي ارتداء دريس زيتي اللون وحزام بني يحتضن خصرها وارتدت حجابها البيچ وتذكرت اليوم الذي اهدتها اياه سهر فهي من جلبت لها ذلك الثوب انسابت دموعها وجلست تدعو لها بالرحمة والمغفرة
شعر معتز بتأخرها عاد يطرق بابها وجدها بوجة محتقن وعيناها العسلي تحولت لبركة دماء هتف بقلق
في إيه يا رحمة انتي كويسة الولاد كويسين
هزت راسها بالايجاب
عاد يتسأل بلهفة امال في ايه بس انتي مش شايفة منظرك ولا لون عنيكي
ثم اردف قائلا رحمة اوعي تكوني زعلانة عشان أنا أجبرتك علي الخروج والله بهزر مش قصدي خالص تضايقي لو فعلا مش حابة نخرج دلوقتي هأجل المفاجاه لبعدين المهم عندي تكوني مبسوطة
تساقطت دموعها ثانيا وعلت شهقاتها وقالت بصوت متقطع
أنا افتكرت سهر وحاسه أن خونت صداقتنا وهتكت ستر مېت وربنا مش هيسامحني انا تعبانه اوي ومابعرفش انام من يومها وضميري مش مرتاح
اشفق علي حالة الاڼهيار التي تشعر بها الان وتأنيب الضمير رغم ان ما فعلته هو الصواب بعينه ولكن اراد ان يخفف عنها فقال بهدوء
انا مش هتكلم في الدين عشان انا أقل من أن اتكلم عن الدين واهل العلم موجودين ممكن نروح لجنة الفتوة بس ده هيكون بكره الصبح ده الحل الوحيد اللي هيريحك يا رحمة ومش هتحسي بالذنب ولا تأنيب الضمير بعد كدة اتفقنا
هزت راسها بالايجاب
رفع هو انامله ومح دموعها المتساقطة ليتفاجئ بمن يقتحم الحديقة وتصفق بصوت عال وتهتف باستهزاء قائلة الله الله هو إيه إللي بيحصل هنا بالظبط
ثم رمقت رحمة بنظرات
غاضبة وهتفت بتعالي وهي تشير إلي رحمة قائلة
كدة عادي جوة بيتي ومع الاشكال دي سوفاچ يا بيبي ذوقك بقا بلدي أوي ومنحط
لم يتمالك معتر غضبه صړخ بانفعال
وانتي إيه إللي جابك بيتي مش خلاص اطلقتي عاوزه إيه أتفضلي من غير مطرود مش عاوز أشوف وشك تاني
لوت ثغرها باستهزاء وقالت بضجر
واضح الرمرمة بالوارثة عندك ومتعودين تجيبو بنات من الشارع
عند هذا الحد لم يريد سماع صوتها مرة اخرى وأخرسها بصڤعة مدوية لكي تعلم بأنها تختط كل حدود الصبر ولا ينفع معها غير ذلك ثم جذبها من ساعدها وجرها خلفه يريد القاءها خارج المنزل ولكن أستوقفته وهي تصرخ بصوت حاد
سيب ايدي يا معتز وبلاش تهور أنا حامل في
ابنك
ترك قبضتة التي كان يحكمها بقوة
علي ساعدها ونظر لها بعدم تصديق..
الفصل الرابع عشر
علي السحور
بقلمفاطمه الالفي
لم يصدق معتز ما سمعته أذنيه كيف لها أن تحمل منه وهي كانت تخطط لعدم الإنجاب ظلت داخله تسألات عدة لماذا الآن بعدما التقى برفيقة دربه التي ساندته وقت محنته لماذا عادت تظهر بحياته ثانيا ومتى وكيف حملت ولما كانت صامتة كل هذه المدة فقد طلقها منذ شهرين كيف عرفت بحملها
تطلع لها بقوة ثم خرج صوته الغاضب من أمته
رمقته بنظرات حادة وقالت يعني ايه من أمته
سؤالي واضح يا سيما ممكن أعرف عرفتي أنك حامل أمته أحنا مطلقين من شهرين ولو في حمل فعلا زي ما بتقولي فأكيد هتكوني عارفة بيه من فترة ولسه جايه تبلغيني بيه دلوقتي أفهم ليه ايه اللي جد يا هانم عشان أعرف بخبر زي ده
ابتلعت ريقها بتوتر وتصنعت الحزن وهتفت قائلة
الحق عليه كنت جايه أفرحك عشان كنت عارفة انك نفسك تسمع الخبر ده من زمان وبعدين أنا كنت تعبانه ونايمة في السرير وأول لم اتحسنت قولت لازم اشوفك وتسمع الخبر ده مني
ضحك معتز بسخرية وقال
بجد.! صدقتك أنا كدة يعني هههه
ثم أردف قائلا لو اللي بتقوليه فعلا صادقة فيه يبقى هاخدك واروح لدكتور أعرفه واتاكد من الخبر
قاطعته پغضب أنت بتكدبني يا معتز
صړخ بها منفعلا وانتي سبتي ليه ذكرى حلوة عشان أصدقكمن اول الخطوبة وأنا ساكت ومتحمل وبقول بكرة
تتجوز وتعقل دائما شايفة نفسك عليه وكانك من طينة واحنا من طينة تانية وكل اللي كنتي بتحلمي بيه بنفذه وبقول بكرة تتغير تشيل مسئوليه وتعقل ده أنا كنت بعرف لبسي محطوط فين من الهام الهام كانت تعرف عني كل حاجة ومراتي ماتعرفش بحب ايه وبكره ايه ده انا حاسس ان الهام اللي كانت مراتي مش انتي لم اتاخر برة واكون في الشغل ارجع بيتي الاقي الهام اللي مستنياني عشان تشوفني محتاج حاجة ولا لأ والمدام نايمة أو برة مع صحباتها أو عند اهلها ولا يوم اشتكيت ومكنتش طالب غير حقي اكون أب وحتى ده كمان انتي اللي كنتي متحكمة فيه ورافضة الخلفة عشان لسه مش قد تحمل مسؤولية الاطفال وقولت وماله اصبر شويا ولا المدام فجاه بقا عندها عقل وبيفكر ولم عادل خرج براءة قولتي ارجع اضحك عليه بكلمتين وهو طيب وهيصدقني لا فوقي يا سيما وارجعي لعقلك مش ندمان علي إللي