البجعه السوداء الجزء الثاني
انت السبب يا حيوان حرام عليك انت مش فاهم حاجه لو ماټت اقسم بالله ما هسيبك
قالت جملتها الاخيره پحقد وعيناها لامعه اثر العبرات ..
لم يتأثر بحديثها سوي بجمله واحده علقت في رأسه انت مش فاهم حاجه تجاوزها وهو يسير بجمود وصرامه غير عابئ بصياحها وسار الي البحيرة ..
كان هيثم يحملها بين ذراعه وقد شحبت كالامۏات بل ظن حقآ انها قد رحلت ! وتركت بالنهايه علامه استفهام كبيره ..
وبدون تفكير مد يده يحملها بين ذراعيه القويان يتأمل ملامحها الشاحبه بدت كالحورية بفستانها الابيض كيف لفتاه بهذه البراءه ان ټقتل روحآ
لم يشعر بنفسه سوي وهو يصيح پضياع فووقي ..
وضعها علي الزرع المحيط بهما وجاء هيثم خلفه وجلست منار بجانبها ..
اردف مالك بصوت جامد انت واقف بتعمل ايه اطلب الاسعاف بسرعه
علي الرغم من كل شيء انتهي اليوم صمتت جميع الاصوات واختفت الشمس لياتي صباحآ جديدآ يحمل الكثير من الغيوم ..
بابا متبعدش تاني خليك معايا مروان وحشني اوي يا بابا .. هو انا السبب في مۏته بابا انت مبتردش ليه
فتحت عيناها بتثاقل وهي تشعر بالصداع يفتك برأسها الرؤيه امامها ضبابية تتضح شيئآ فشيئآ حتي وضحت لها الرؤية تمامآ لتنظر حولها تستوعب هذا المكان ..
فاقت منار بفزع علي صوت بكائها ثم احتوتها وهي تردف بقلق مالك يا لارا اهدي يا حبيبتي اهدي مفيش حاجه
بادلتها لارا العناق وكأنها تريد الهرب من واقعها المرير ..
ابتسمت منار بحنيه بالغه وهي تمسح علي وجنتاها وتردف الله يرحمه يا لارا ادعيله يا حبيبتي ..
ظلت تبكي بشده حتي ذهبت في ثبات عميق ..
تنهدت منار وهي تشعر بالاسف الشديد علي حياه صديقتها ..
دلف هيثم الي الغرفة فوقفت منار تمنعه من الدخول لتردف بصوت خاڤت لا سيبها نايمه ..
اومأت منار ثم سحبته ودلفت للخارج ..
منار بهدوء احنا لازم نقول لمالك الحقيقة يا هيثم
تنهد هيثم بضيق ليردف مش هيصدق يا منار ده محامي وكل حاجه عنده لازم بدليل وخصوصآ حاجه زي كده عمره مهيعديها بالساهل ...
زفرت منار لتردف بضيق وبعدين يعني لارا هتضيع مننا كده !
يعني ايه متعرفش مين اللي زقها هي سايبه فين المستشفي دي
اردفت بها آيات پغضب وهي تشك بهذا مالك ..
ليردف الظابط بارتباك دي المعلومات اللي وصلتلي يا فندم هي دلوقتي محجوزه في مستشفي
جزت ايات علي اسنانها پغضب وهي تأخذ حقيبتها السوداء ونهضت تسير بخطواتها القويه متجهه الي المشفي ..
فاقت من نومها علي صوت رنين هاتفها فتحت عيناها بتثاقل وهي تاخذ هاتفها من جانبها لتري الاسم فتتسع عيناها بجمود!...
اسرعت بالرد بصوت جامد وصارم
لارا افندم يا ليلي هانم!
ليلي بضيق ايه ليلي هانم دي يا لارا انا مامتك !
ابتسمت بسخرية وهي تتجاهل شعورها بالاختناق لتردف بضيق عايزه ايه
تجاهلت ليلي اسلوبها لتردف بهدوء وبابتسامه هادئه عايزه اقابلك ضروري ... انتي في البيت
التوي جانب فكها بابتسامه ساخره كيف تقول بأنها والدتها وهي الان كالغريبة لا تعلم ما حدث معها !
اردفت لارا بجمود مش ف البيت بس خير
ليلي موضوع مهم ..
لارا بضجر اتمني ميكنش نفس الموضوع اللي اتكلمنا فيه قبل كده.
ليلي بضيق اقابلك بس ونتكلم..
تنهدت لارا قبل ان تجيبها بجمود تمام اقابلك في بعد ساعه ..
ليلي بابتسامه فرحه تمام يا حبيبتي تشاو..
اغلقت لارا هاتفها دون اجابتها ..
لتضع الهاتف بجانبها بضيق وهي تفكر في هذا الموضوع الذي جعلها تتذكرها وتهاتفها !
تنهدت بضيق ..
دلف الي غرفتها دون استئذان ففزعت وهي تشهق بړعب حين رأته
لارا پخوف ايه اللي جابك تاني
حاولت النهوض ولكن هجوم كاسح من الدوار يفتك بها فجلست وهي تغمض عيناها ..
اقترب منها ليردف بصوت بارد وجاف متقوميش انا مش جاي اعملك حاجه ..
فتحت عيناها لتبتسم بسخرية وهي تردف امال جاي ليه زياره مريض !
اقترب منها مالك پغضب وهو يردف متطوليش لسانك معايا انا كان ممكن اسيبك ټموتي واخلص منك بس للاسف
جذب كرسي وجلس امامها مباشرة ليقترب من وجهها ليردف بجمود انا مش زيك ! مبقتلش روح واهرب من جريمتي ..
ادمعت عيناها واشاحت بوجهها بعيدآ حتي لا يراها تريد الصړاخ بوجهه بأنها مظلومه وبأنه لا يفهم شيء ولكن هل سيصدقها ! من هي بالنسبه له حتي يصدقها ..
اردف مالك وهو يسند ضهره بصرامه علي الكرسي ويصوب عيناه عليها مين مروان
استدارت بوجهها تواجه سماويه عيناه وقد اتسعت عيناها ولمعت العبرات بهما فضيق عيناه بشك ينتظر اجابتها ..
ابتلعت لارا تلك الغصه بحلقها ثم نظرت للاعلي تحاول الا تجهش في البكاء امامه ثوان معدوده حتي اجابته بنبره جافه اخويا
استطاع ان يميز تلك النبرة وان يري كسرتها بعيناها الامعه ..
ليكمل بجمود وصلابه فينه
اردفت بصوت خاڤت ولكنه صلب ماټ ..
لا يدري لما شعر بهذا الوقت بأنه يريد ان يحتويها بقوه فبدت وكأنها طفله صغيره فقدت اعز ما تملك ليست تلك الفتاه الخبيثة التي قټلت حبيبته يستطيع الان ان يشعر بشعورها فهو اكثر شخص بهذه اللعبه استطاع ان يذق ألم الفقدان ..
القي تلك الافكار من رأسه وهو يتنهد بضيق لا يجب ان يشعر بهذا التعاطف وخاصة مع هذه الفتاه ..
اردف بنبره قويه ماټ ازاي
صاحت وهي تكمم رغبتها بالبكاء كفايه اسأله انت مالك ده هيفيدك ف ايه!
امسك مرفقها يعتصره بين قبضة يداه القويه وهو يردف بنبره قويه كالرعد كل حاجه تخصك دلوقتي تخصني .. وتجاوبيني علي طول صوتك لو علي تاني هديكي قلم يعدلك
اتسعت عيناها بدهشه من اسلوبه في الحديث وشعرت بهجوم كاسح من البكاء وتشققات الصمود تهفو علي افق عيناها الرماديه فأجهشت في البكاء المرير!...
ترك مرفقها وهو يتأمل هيئتها كطفله صغيره عاقبها والديها !
ابتسم بعبث ثم استجمع شتات نفسه ليقف ينهر مشاعره الغريبة بالنسبه له وبسرعه خرج من الغرفة وكأنه يهرب من فيضان مشاعره ! ..
حتي نظرت صوب الباب متعجبه بأنه قد غادر هكذا فقط !
انتهي البارت البارت الخامس عشر
في غرفة مظلمة تجلس بمفردها تستمع الي صوت قلبها وهو يخفق بقوه وكأنه يتسابق مع انفاسها اللاهثه لم تهتم ببروده الغرفة أو بظلامها الدامس فقط تنظر الي مصدر الضوء الصغير وهو يقترب نحوها... هناك أمل حتي وإن كان شيء صغير فإنه يكبر مع الوقت.. أصبحت تري أمامها كل شيء بوضوح بعدما أنتشر الضوء بتلك الغرفة اكتشفت بأنها لم تكن غرفة مظلمة .. بل هي حديقة كبيرة واسعه بها أزهار متفتحة والفراشات تطير بحرية حولها ضحكت بشده وكأنها في فيلم أساطير .. عندما دققت النظر بهذا الضوء ولم تعر اهتمامآ للظلام أستجاب لندائها الضوء ليتسع شيئآ فشيئآ حتي أنار لها دربها ..
هكذا هو الأمل كالشعله الضئيلة في وسط الظلام من يؤمن بأنه موجود من يتحلي بالصبر قليلآ حتمآ سينير الأمل دربه المظلم والمليء بالأشواك
مقتبس من روايه البجعه السوداء
نور خالد
تقف امام مرآتها تمشط شعرها الاحمر بهدوء وقد ارتسمت علي معالم وجهها ابتسامه لطيفه ..
دلف جمال الي الغرفه ثم جال بنظره بالغرفة حتي سقطت عيناه عليها ليقترب منها وهو يردف بشك وتساؤل علي فين يا ليلي
استدارت ليلي وسحبت حقيبتها واردفت وهي ترتديها هقابل لارا !..
تهللت اساريره ولمعت عيناه وهو يردف بدهشه ممزوجه بالفرحه قبلت انها تقابلك!
انكمشت ملامحها بعبث وهي تردف بضيق اكيد انا امها يا جمال طبعا هتقبل !
حمحم بهدوء يستجمع شتاته ثم اردف وهو يحتويها بخبث مقصدش يا حبيبتي خليكي بس وراها لغايه متقنعيها تيجي تعيش معانا !...
ابتسمت ليلي بحب وسذاجه وهي تبادله العناق لتردف بسذاجة حاضر يا حبيبي !..
ثم ابتعدت واستدارت لتسير وتدلف خارج الغرفة تحت انظاره الخبيثه وابتسامته المقززه ..
مينفعش كده يا لارا متبقيش عنيده بقي الدكتور لسه مكتبلكيش انك تخرجي اقعدي
هتفت بها منار پغضب ممزوج بالقلق وهي تدور وتلف حول لارا ..
لتردف لارا بضجر بس رغي بقي قولتلك كويسه والله لازم انزل اقابلها دلوقتي
صاحت منار پغضب وهي عايزه ايه يعني متعرفش انك تعبانه ومحتاجه ترتاحي هي مش قادره تيجي هنا يعني !
زفرت لارا وهي تسحب حقيبتها لتردف بغموض لا متعرفش اللي حصل اصلا
اتسعت عين منار بدهشه وهي تردف ازاي !
تنهدت لارا وكادت تسير حتي وقفت منار مقابلها وهي تفرد ذراعيها تعيق حركتها زفرت لارا بضجر علي تصرفها الطفولي !...
اردفت منار پغضب مش هتروحي حته استني حتي نسأل الدكتور اذا كان ينفع تخرجي او لا
قاطع حديثهما عندما دق باب الغرفة ثم دلفت فتاه ترتسم علي وجهها علامات الجديه والصرامه !
ضاقت عين لارا بتساؤل ولكن سبقتها منار لتندفع نحو تلك الفتاه بفضول ..
منار بتساؤل انتي اكيد الممرضة مش كده !
ثم اكملت ولم تعطيها فرصه للجواب !
منار پغضب وهي تشير بإصبعها نحو لارا بطفوله بصي لارا عايزه تخرج ممكن تسالي الدكتور اذا كانت حالتها تسمح لها بالخروج او لا !
زفرت لارا بملل وهي تردف قولتلك انا كويسة !
بينما كانت تتابعهما آيات بحاجب مرفوع ثم ابتسمت بهدوء وهي تردف بنبره جاده انا مش الممرضة والمفروض ده يكون واضح من لبسي مش كده !
تفحصتها منار من اسفلها لأعلاها وهي تري ملابسها السوداء ..
ثم اردفت بغباء امال مين انتي
آيات بصرامة ونبره عمليه آيات حسين شوقي مباحث ..
اتسعت عين منار بقلق وارتفعت دقات قلبها وهي تراقبها !..
اكملت آيات بهدوء وهي تصوب نظرها الي لارا لتردف ممكن اتكلم معاكي شويه ع انفراد
أومأت لارا بينما نظرت الي منار لتجدها مازالت متسمره مكانها كالصنم وتراقب آيات بعينين متسعه كالاطفال !
ابتسمت بهدوء وهي تردف يلا يا منار سيبينا لوحدنا شويه
نظرت لها منار فأومأت لارا بابتسامه هادئه تحاول بث الطمأنينة بداخلها ..
اردفت منار بارتباك وهي تسير تسحب مقبض الباب ااا... اه طب اسيبكم انا بقي ههه
ادارت مقبض الباب ثم دلفت الي الخارج واغلقت خلفها ..
اردفت لارا بهدوء نقيضها اتفضلي ..
جلست آيات علي الاريكه وهي تضع قدما اعلي الاخري بهدوء ثم جلست امامها لارا ..
لتقطع آيات حاجز الصمت وهي تردف بجدية هسألك سؤال يا
لارا واتمني تجاوبي عليا بصراحه
اومأت لارا بصمت ..
لتكمل آيات بشك مين اللي