السبت 23 نوفمبر 2024

روايه عيون معصوبه

انت في الصفحة 6 من 13 صفحات

موقع أيام نيوز


لها عدرا فيما فعلت 
ليطرح سؤال أخر داخلها بقوة..
من تخدع!
هل بالأساس لها عذر
هل لو أخبرته أنها فقط أرادت مساعده شقيقه لبضعة أشهر وبعدها تلتزم بما يرسله لزوجته دون أخذ مليم واحد منها سيتفهم ويصدقها
سيجد لمبررها سببا منطقي ويهدأ
أم ستظل مشوهة في نظره
ماذا تفعل لترمم صورتها المشروخة بعينه
ماذا تفعل
بخضم شرودها قرب باب شقتها المنفرج قليلا وجدته يصعد الدرج مع بناته فصاحت وهي تدعوهم للدخول بحنان وحفاوة تعجبها الصغار ونفروا منها أهلا يا حبايب تيتة تعالوا ادخلوا وحشتوني اوي..

أعرضوا عنها متشبثين بأبيهم الذي حزن لرؤية هذا النفور منهن لوالدته فربت على رؤسهم وقال أطلعوا البيت ياحبايبي وانا هحصلكم بعد شوية.. ثم مد المفتاح لأكبرهم هتعرفي تفتحي الباب لوحدك يا أبرار 
_ أيوة يا بابا.. وغابوا عن ناظريه فعاد يلتفت لأمه التي تخشاه ويملأ مقلتيها الخزي أمامه لكنها تظاهرت بالقوة وتصرفت كأنها لم تفعل شيء ادخل ياحبيبي.. أنا هعملكم غدي بايديا انهاردة ولا مش وحشك طبيخ امك
ظل صامتا يحاصرها ينظراته العاتبة ورغم كل ما فعلت أشفق عليها أن تبدو أمامه بهذا الخزي فقال وبكلماته رسائل مبطنة بناتي شبعانين يا أمي مش محتاجين حاجة من حد.. ولا هيحتاجوا طول منا على وش الدنيا..
استدار ليغادرها فقبضت على كتفه من الخلف وهي تترجاه باكية ماتمشيش يا يونس.. لازم اتكلم معاك.
عاد ينظر لها قائلا عايزة تقولي ايه يا امي هتقدري تقنعيني بسبب يخليكي تحرمي بناتي من خيري وتذلي مراتي وتكسريني وتصغريني قصادها
ياريت تقدري تقنعيني بكلامك زي كل مرة..
ياريتك تقدري يمكن ساعتها ارتاح..
ظلت ناكسة الرأس لا تجد ما تتفوه به لتدعم موقفها فرفع وجهها إليه ليقول بنبرة ضخمت تأنيب ضميرها أنا عمري رديتلك طلب أو أمر
طول عمرك تطلبي عيوني ماقولكيش لأ..
ليه يا أمي قابلتي بري ليكي وحبي بعقوق وظلم لأحب الناس لقلبي هو سهل عليا بناتي يجروا بعيد عنك ومايترموش في حضنك ليه بعدتيهم عنك
ليه عملتي فيهم وفي أمهم كل ده
اڼهارت باكية بدموع تتسابق بين تجاعيد وجهها أنا كنت عايزة اساعد اخوك وائل عشان يتجوز.. قلت كام شهر بس أوفر من شهرية عيالك وادفع جمعية اساعده بيها وبعدها خلاص مش هاخد منهم مليم تاني.. وقلت امها كل زيارة بتملى تلاجتها أشكال وألوان ومش هيفرق معاها الأكل.. ولبسهم كله جديد وغالي ومحدش شافوا.. هيجري ايه لو عيدوا به السنادي.. الشيطان سهل قصادي كل حاجة عشان احط قرش على التاني واساعد أخوك يتجوز..
_ وامتي اخواتي احتاجوني وقصرت معاهم
_ اتكسفت اطلب منك تاني لأنك كنت لسه باعتله مبلغ كبير يوضب شقته.. بس للأسف راح تاجر بيه في شوية هدوم اتحرقوا وخسر الفلوس.. قلت مش هقدر اطلب منك تبعتله تاتي.. 
_ مقدرتيش تطلبي فلوس.. بس قدرتي تذلي بناتي ومراتي.. ده كان الحل في نظرك عشان أخويا يتجوز ..إنك تجوعيهم وتحرميهم..مش كده
ثم عاد يجلدها بسياط كلماته
أكلتي شقايا لأخويا يا أمي..
أكلتيني لاخويا.. 
كلكم اتعودتم تاخدوا مني ماتدوش..
أخويا حسان اللي أكيد كان شايف حال بناتي ومراتي ومافكرش يحميهم أو حتي ينبهني. 
والتاني اللي طلعتيه بيعتمد علينا في كل حاجة
طلعتيه أناني بيحب نفسه وبس.. 
وعشان خاطره جيتي عليا كأني مش ابنك.
حاولت أن تدافع يا ابني أنا ما قصدتش أأذيك..
_ مقصدتيش أمال لو تقصدي يا أمي كنتي عملتي ايه أكتر من كده
واستطرد بحزن ينهي جدال أرهق روحه عموما الكلام دلوقت مالوش لازمة..والجمعية اللي دخلتيها هكملها لأن مايرضنيش تكوني مديونة وأنا على وش الدنيا..
نظرت له بدهشة وشعرت بكم ضألتها أمامه وهو مازال بارا بها رغم ما فعلت ليواصل 
بس دي أخر مرة هساعد وائل لأنه خلاص مش صغير.. لازم يتعلم يشيل نفسه من غير ما حد يساعده.. وقرشي وشقايا بناتي ومراتي أولي بيه بعد كده يا أمي.. عن إذنك.
قال أخر ما لديه وصعد لصغاره ليخبرهم انهم في الصباح سيذهبون ليعيدوا والدتهم كي تعود لوجوههم السعادة من جديدة.. 
نوفيلا_عيون_معصوبة
بقلم_دفنا_عمر
الحلقة_الرابعة
الفرحة تتقافز بأحداق بناته الصغار وهم ذاهبون لاستعادة والدتهن كما وعد أبيهم.. وقفت السيارة أما البناية فهبطوا متوجهين سريعا لشقة الجد وراحوا يطرقون على بابها بصخب محبب ليستقبلهم الأول بلهفة وسعادة غامرة
_ يا أهلا بحابيب قلب جدو.. وحشتوني ياقمرات. 
حفصة أنت أكتر يا جدوا
رهف جبنالك معانا حاجات حلوة ليك انت وتيتة
أبرار وكمان هناخد ماما معانا مش كده يا بابا
تبادل الجد النظرات مع يونس في صمت قبل ان يهتف
_ حمد لله علي السلامة يا ابني..
قالها مرحبا دون أن يشير لأي شيء أو يعاتبه ولو بنظرة كأنه لا يعلم شيء ثم قال ادخل جوه لمراتك في أوضتها وسيبني مع أحفادي شوية.. وبعدين يبقوا يدخلوا لأمهم بعدين.
ثم رمقه بنظرة ذات مغزي أدركها يونس 
_ أكيد عايز تقول لرضوي كلام مهم.. 
اقترب ليصطدم بوالدتها تغادر غرفتها فمنحته نظرة عاتبة ثم أشاحت عنه ومضت في طريقها لترحب بأحفادها..
لمحها فور دخوله إليها تقف مستندة بمرفقيها تنظر للأفق بشرود حزين..ترتدي منامة أكسبتها هيئة طفوليه مع نحافتها المستحدثة
 

انت في الصفحة 6 من 13 صفحات